للمرة الثالثة يعقد مجلس الوزراء الموقر جلسته الدورية في موقع من أهم المواقع الإنتاجية في بلادنا، في مدينة السكر (كنانة) التي أصبحت مثل كوبا لشهرتها بإنتاج السكر. كانت الجلسة الأولى له خارج الخرطوم في موقع سد مروي.. وكانت جلسة تاريخية ناقشت العديد من الموضوعات.. وأفردت حيزاً لقضايا السد.. والجلسة الثانية كانت في فاشر السلطان .. حيث أدهش ذهاب مجلس الوزراء الى هناك العالم.. وصرخت الإذاعات المعادية وبدأت اتصالاتها بالصحافيين كافة الذين كانوا برفقة السيد رئيس الجمهورية.. يسألون عن حقيقة الأمر.. وهل انعقد المجلس بكامل أعضائه وسط الظروف الأمنية التي يعتقدون أنها متوترة.. وسألتني مذيعة إحدى الإذاعات الأردنية الشهيرة وأنا في الفاشر عقب إنتهاء الجلسة.. هل هذه الجلسة التي نقلتها إحدى الفضائيات هي في الفاشر حقاً.. وهل الرئيس موجود هناك.. قلت لها نعم وسيبقى ثلاثة أيام أخرى.. اندهشت ورددت ثلاثة أيام أخرى.. ألا يخشى انفراط الأمن.. قلت لها الفاشر آمنة وبرنامجنا ليوم غدٍ سوف نذهب الى أعماق الريف الدارفوري.. في مناطق كانت في الماضي تحت سيطرة الحركات المسلحة.. سنذهب الى كلمندو . أصابت الدهشة المذيعة.. وطلبت مني أن أستمع الى حديث لأحد زعماء دارفور.. واستمعت للصوت الذي هاجم زيارة الرئيس.. حيث قال إنها تمت للعاصمة الفاشر فقط.. قلت لها هذا ليس صوت الرجل.. فقد كنت معه بالأمس وأجريت معه حواراً.. وقد اتى معه مجموعة من أهله من معسكرات اللاجئين من أهل دارفور وقدم مطالب أهله التي استجاب لها الرئيس مباشرة.. وقلت لها هذا الرجل كان والياً سابقاً وليس له هاتف.. فكيف تم الاتصال به.. وأكدت لها أن هذا الصوت ليس هو صوته.. وعيب عليكم وأنتم إذاعة عالمية أن تقعوا في مثل هذه الخدعة المهنية والسياسية للمواطن السوداني.. وختمت الحوار بعد ذلك مباشرة. ذكرت هذا لأؤكد أن خروج مجلس الوزراء الى الولايات له دلالات عظيمة وفي انعقاده إشارات ورسائل مهمة لجهات كثيرة. اليوم يعقد المجلس جلسة استثنائية في مدينة زراعة وصناعة السكر في السودان، ليناقش أداء قطاع السكر بشكل عام.. ويناقش كذلك الخطة الاستراتيجية للقطاع وقبيل ان يعقد المجلس جلسته في أهم موقع من مواقع الإنتاج في السودان وأكثرها نجاحاً.. سيقوم بجولة ميدانية تشمل مصنع السكر نفسه.. وبالتحديد خط الانتاج الأول.. ثم برج مراقبة الحصاد ومصنع الأعلاف ومصنع الايثانول الذي يطلق عليه في العالم الوقود الحيوي والذي بدأت انتاجه أمريكا وعدد من دول العالم.. من الذرة والقمح والمولاس.. وأصبح طاقة جديدة تضاف الى البترول والكهرباء. ثم زيارة شركة كنانة لتصنيع المعدات والآليات.. وهي شركة لها تجربة متميزة في تصنيع محطات المياه النقية في الارياف، وقد وقعت معها حكومة ولاية القضارف الشهر الماضي عقداً لتصنيع «30» محطة للمياه النقية ستوزع في عدد من مناطق الولاية والتي بدورها ستسهم إسهاماً فاعلاً في حل أزمة المياه بتلك الولاية الجميلة، ونظام الحصاد الآلي له نصيب في زيارة أعضاء مجلس الوزراء الموقر. انعقاد المجلس خارج الخرطوم يجعل عينيه أكثر اتساعاً.. وقرون استشعاره أكثر قوة وهناك على أرض الواقع يكتشف مشاكل قطاع السكر وكيفية معالجة أي قصور.. رغم علمنا بأن إدارة هذه الشركة من أنجح إدارات الشركات والمؤسسات ليس على مستوى السودان فحسب بل على المستوى العربي والإقليمي وربما في كثير من دول العالم حتى تلك المتحضرة. وسوف يضيف انعقاد مجلس الوزراء في كنانة أعباء جديدة على مجلس إدارتها وعمالها وموظفيها لمزيد من التجويد ومزيد من الإنتاج العالي ومزيد من النجاحات المبهرة دائماً التي عودتنا عليها شركة سركة كنانة. في هذا اليوم لابد لنا ان نقف تحية وإجلالاً لقائد هذه المسيرة الاستاذ عثمان النذير هذا الرجل التي قاد هذه الشركة من نجاح الى نجاح، فهو رجل يعرف كيف يصنع النجاح وللسيد محمد التيجاني المرضي كل التوفيق.. وهو يسير على خطى النجاح الذي حققه مع عثمان النذير.. وللدكتور جلال الدقير.. وزير الصناعة.. ولرجل السكر المهم في بلادنا الاستاذ بدرالدين سليمان.. الذي وقف بنفسه على قيام هذا المصنع حتى أطلقنا عليه «بدرالدين سكر» لإهتمامه بهذا القطاع الحيوي المهم. وكان الزميل عمر الكاهن قد أشار في بابه (غير قابل للنشر) قبل اسبوعين الى انعقاد مجلس الوزراء في كنانة .. وكنت انتظر أن لا يعقد المجلس جلسته هذه حتى يصبح بابه غير قابل للنشر .. لكنه عرف بقرني استشعار لا مثيل لها. والله ولي التوفيق وهو المستعان.