أقام معهد البروفيسور عبد الله الطيب ندوة علمية احياء للذكرى الثالثة للشاعر مصطفى سند حيث قدمت مجموعة من الاوراق العلمية، التى خلصت الى ان الشاعر سند لم يكن ينتمي لمدرسة الغابة والصحراء من الناحية الفكرية انما انتمى إليها من الناحية الفنية، فالشاعر رفض مدرسة الغابة والصحراء باعتبارها تدخل السودانيين في عنق الزجاجة. لكن اذا رجعنا إلى الناحية الفنية في اشعاره نجده يتواءم مع الغابة والصحراء، خاصة في قصيدتيه (الشمس والاصابع) و(ملامح من الوجه القديم) وهذا ما أكده الشاعر محمد المكي ابراهيم أحد رواد مدرسة الغابة والصحراء. واضاءت ورقة ( سند ناقداً) جانبا مهما من حياة الشاعر الكبير وهو دوره فى اثراء تجربة النقد عبر الصحف والدوريات، وكنت فى احد الحوارات الصحفية مع الراحل وجهت له سؤال حول انشغاله بكتابة الشعر والنقد فى الوقت نفسه وما اذا كان ذلك يسبب له رهقاً وتشتيتاً فكان رده بأنه شاعر وانهم لجأوا الى كتابة النقد فى غياب وجود النقاد وباتوا يراجعون اعمال بعضهم البعض كشعراء وانه يمارس النقد ليست بصفة الاحتراف وانما لاضاءة جوانب من القصائد لخلق حوار مع القارىء وتميزت شخصية الراحل سند بتعدد ضروب الابداع فهو صحافى وناقد وشاعر ومؤلف اغانى وكاتب قصة قصيرة كذلك حيث اشارت ورقة قدمها عماد محمد بابكر عن سند القاص والسارد الذي كتب مجموعة من القصص القصيرة بلغت أكثر من عشرين قصة قصيرة نشرت بالصحف والمجلات وقدمت فيها كتابات نقدية وكتب رواية اسمها الكسوف النهاري وهي توضح بجلاء امكانياته القصصية والسردية البارعة لكنه ترك كل ذلك وعندما سُئل عن تركه لكتابة القصة القصيرة والرواية قال: كل ذلك من أجل الشعر والقصيدة.