تأتي فعاليات المعرض الثاني للصناعات الجلدية السودانية الذي تنظمه وزارة الصناعة، منتصف هذا الأسبوع برعاية مصرف التنمية الصناعية، ومشاركة اتحاد الغرف الصناعية، ضمن برامج الدولة لإحلال الواردات وزيادة الصادرات لتعويض ما ستفقده البلاد من عائدات البترول. ودعا د.عوض الجاز وزير الصناعة فى افتتاح المعرض بقاعة الصداقة، المستثمرين المحليين والأجانب للدخول في تصنيع مدخلات صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية من المواد اللاصقة والاكسسوارات حتى تكون صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية سودانية (100% ). وقال الجاز: ان الغرض من افتتاح هذا المعرض هو تأقلم المشترين على المنتجات الجلدية السودانية المختلفة، التي تنتج وفق الجودة والمواصفات التي تلبي رغبات المستهلكين، وأكد ان وزارة الصناعة تنطلق لتحقيق القيمة المضافة للمنتجات الوطنية من خلال التصنيع، واشار الى الجهود التي تقوم بها الوزارة لإصلاح حال الجلود السودانية من قبل السلاخين والماكينات الخاصة بعملية السلخ، إضافة الى تصنيع الماكينات الخاصة بعملية السلخ محليا. و ناشد الجاز كل المختصين و المهتمين بزيارة هذا المعرض الذي يعتبر قيمة حقيقية للبلاد، للتعريف بمنتجات السودان التي أصبحت تضاهى الصناعات العالمية بفضل تدريب وتأهيل العاملين واستيراد أفضل الماكينات، وصاحب افتتاح المعرض ختام الدورة التدريبية في مجال تحسين صناعة الجلود لفنيي الجلود التي نظمتها وزارة الزراعة الإدارة العامة والثروة الحيوانية والري ولاية الخرطوم ومركز التدريب البيطري بالتعاون مع المركز القومي لتحسين الجلود. وأكدت صفاء عثمان ممثلة المركز القومي لتحسين الجلود ان مثل هذه المعارض توضح دورنا الارشادى والتوعوى للجمهور فيما يخص طرق المعاملة السليمة مع الجلد ابتداء من حياة الحيوان ، مرورا بالسلخانة وحتى المدبغة، واضافت : كنا نقوم بالاشراف على السلخانات و اصبح دورنا ارشادىاً، ولكن لايتم تصدير الجلود الا بعد المرور على المركز والكشف عليها وتقييمها حسب المواصفات، ومن ثم يسمح لها بالتصدير، واشارت الى ارتفاع نشاط المركز وتركيز العمل قبيل عيد الاضحى من كل عام، وفى السياق اوضح مبارك محمد حسين مدير ادارة البحوث والتخطيط ببنك التنمية الصناعية : ان البنك مول أكثر من (90%) من العارضين بهذا المعرض ، وقال مبارك ل(الرأي العام): تم تمويل (40) ورشة تمويل صغير، و(10) مدابغ تمويل كبير. واضاف: الهدف من اقامة المعارض التعريف بالمنتج السودانى من اجل الوصول بالصناعة الوطنية بنسبة (100%) فى كل الاحتياجات، خاصة صناعة ودباغة الجلود، وكل ما يتعلق بالصناعات الجلدية، واشار الى ثقافة المستهلك السودانى ومفهومه الخاطئ لعبارة (صنع فى السودان) ، وتابع : نحتاج الى مجهودات كبيرة لتغييرهذا المفهوم بعد ان اصبحت المنتجات الوطنية أجود بكثير من المستورد. من جانبه قال محمد حسين عبد الله رئيس قسم الاحذية والمصنوعات الجلدية بحاضنة جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا (أحد المشاركين الرئيسيين بالمعرض) ان الغرض من المشاركة بالمعرض هو التعريف بأهداف الحاضنة فى مساعدة الباحثين فى مجال الجلود وصناعاتها، اضافة الى التدريب كهدف اساسى للمنتسبين للجامعة، والقادمين من الخارج، ومساعدة الخريجين فى عمل مشاريع التخرج حتى ترى النور وتدخل السوق، بجانب المساعدة فى حلحلة مشاكل المدابغ والورش المتعلقة بمجال الجلود، وعمل نماذج وتصاميم جاهزة وبيعها للمصانع. من جهة اخرى أكد محمد أحمد الريح مدير مصنع الحذاء الرياضى ( اول مصنع متخصص للاحذية الرياضية بالسودان): ان المعرض يؤكد جودة ومتانة المنتج السودانى، وقد غيرت ثقافة المستهلك السودانى، واثبتت ان الانتاج الوطنى اجود من المصنوعات الرخيصة التى تغزو الاسواق، واشار الى بعض المنتجات المستوردة من الجلوع المصنعة (غير الطبيعية) وما تفرزه من روائح كريهة، وما تحمله من مواد مسرطنة، وقال الريح ل(الرأي العام): الصناعة السودانية تثبت عكس ذلك، وناشد الريح الدولة بالوقوف خلف الصناعات الوطنية ،وتوفير الحماية اللازمة ،وتخفيف الرسوم ، التى قال إنها السبب الاساسى فى تدهور الصناعة ،وقال : برفع الرسوم والضرائب يكون سعره ارخص، وتنافس المستورد، وطالب بالتأكد من المواصفات للبضائع المستوردة والمحلية حتى لا يتضرر المواطن السوداني. من جهته ابدى محمد نور الصديق احد الزائرين للمعرض دهشته للمعروضات الجلدية ، والاسعار الزهيدة مقارنة بجودتها ومتانتها مع بعض المنتجات المستوردة ، واكد ان الزائر لمثل هذه المعارض رابح فى الحالتين ( عند الشراء، وعند الاطلاع والمعرفة)، وقال ل (الرأي العام) : لم اتصور ان المصنع الوطني منتجاته بهذه الجودة والجمال. يذكر ان المعرض يستمرفي الفترة من (15-18) من يونيو الجاري، وتشارك فيه مجموعة من المراكز البحثية العلمية، والجامعات بكلياتها المتخصصة، اضافة الى ( 40 ) مصنعا و(10) ورش، تشمل منتجاتها الأحذية الرجالية والنسائية وأحذية المدارس والأحذية الطبية والرياضية والشنط المدرسية من الجلود السودانية وغيرها من المصنوعات بمواصفات عالمية.