بموازاة جولات التفاوض المارثونية لحل ازمة دارفور فى الدوحة ينشط عديد من المثقفين على ابراز صورة مغايرة لدارفور التى باتت تتمطى فى وسائل الاعلام العالمية كمقابل موضوعى للفوضى والماساة الانسانية ، دون ادنى التفات للصورة الاخرى المكتنزة بالتنوع الثقافى والثراء التاريخى للمنطقة، ومن بين تلك الاشراقات ما نشرته صحيفة الشرق القطرية حيث مقر التفاوض بالدوحة من ان الفنانة التشكيلية ومصممة الازياء سوزان ابو شامة تعكف هذه الايام على حياكة أطول ثوب سوداني في العالم يبلغ طوله (18) متراً محتفلة بمناسبة سلام دارفور فرحة بالسلام. وامتنانا لدولة قطر تعكف سوزان ومجموعة من الفنانين التشكيليين السودانيين على الاعداد لعمل فنى تشكيلى مميز فى أحد ميادين الدوحة على شكل " المندولة " فى مجسم نافورة سيكون مفاجأة سودانية تقديرا لدولة قطر على الجهود الجبارة فى احلال السلام فى دارفور، كما تعكف على عمل فنى آخر سيكون مفاجأة بانتظار موافقة الجهات الرسمية،فضلا عن الاعداد لثوب سودانى يحمل العلم القطرى تقديرا لمواقف دولة قطر اجتهادات الفنانة سوزان فى دفع اطراف النزاع فى دارفور الى السلام ورد التحية باجمل منها الى دولة قطر التى استضافت ورعت المفاوضات بين الاطراف المتعددة فى ازمة دارفور من خلال الاعمال الفنية، هى محاولات لان يكون للفنون حضورها ودورها فى امهات القضايا التى تواجه البلاد، والفنون يمكنها القيام بما عجزت عنه السياسة فى تقريب وجهات النظر بين الاطراف المتصارعة وازمة دارفور استفزت الفنانين داخل وخارج السودان من اجل ايجاد حل لها ، وهناك تجارب من مسرح البقعة وفرقة عقد الجلاد ومجموعة (حليمة كوليكتف) بالمانيا ويلاحظ ان الاجناس الفنية من مسرح وغناء كانت لها اسهامات هنا وهناك من اجل التعريف بالازمة فى دارفور وحث الاطر اف ذات الصلة لتسريع وتائر البحث عن سلام ولكن السينما لم تشكل الحضور المأمول منها لرسالتها القوية فى ايصال حقائق الامور عن اللغة البصرية ، وكانت هناك مبادرة من المخرج السودانى سعيد حامد ولكن يبدو ان تطورات الاحداث فى مصر الثورة ارجأت مشروع سعيد حامد عن انجاز فيلم سينمائى عن دارفور، حيث لا يزال الامل معقوداً فى افلام سودانية تعبر عن واقع الصراع فى دارفور والسينما السودانية تحتفل هذه الايام بمرور مئة عام على انتاج اول فيلم وهو الفيلم السويسري التسجيلي للمخرج د.م. دافيد كأول فيلم يصورفي السودان عام 1910م عن رحلة صيد قام بها المخرج.