ما الذي أصاب الحزب الإتحادي الديمقراطي. الأصل والفرع.. الأصل صامت صمت القبور في كل القضايا التي تحيط بالبلاد.. ولم يحاول وهو القادرعلى ذلك نزع فتيل الخلافات والمشاكل التي تدور بين الشريكين بالرغم من أنه كان حليفاً للحركة الشعبية قبل أن تصبح شريكاً في الحكم. لكنه تركها ولم تتركه بالرغم من أن الحركة الشعبية تنكرت له تماماً.. ولم تمنحه حتى فرصة حضور اجتماعات نيفاشا باعتباره أكبر الأحزاب السودانية ومثله مثل حزب الأمة.. الذي كان أحد أهم التروس في ماكينة التجمع الوطني الديمقراطي (الله يرحمه).. لأن ممثل الحزب في التجمع السيد مبارك الفاضل المهدي.. كان أحد أهم دينموات التجمع. لأنه كان الأمين العام له.. شهد التجمع أثناء فترته حراكاً سياساً كبيراً.. وبمجرد أن استقال مبارك المهدي.. تحولت اجتماعات التجمع.. الى اجتماعات للونسة. في انتظار المعونة الأمريكية التي تقدم أول كل شهر لأعضاء قيادة التجمع.. والتي كانت بائسة لا تتجاوز الألف دولار شهرياً.. يدخن المنظرين في التجمع بنصف هذا المبلغ سجاير المارلبورو.. الأمريكية الصنع. الآن الحزب الاتحادي.. صامت. لا يتحدث عنه أحد من القيادة إلا عندما يكون مولانا الميرغني الزعيم التاريخي للحزب خارج السودان.. وفي فترات كثيرة تحج إليه القيادات أفراداً وجماعات للتشاور. أما الاتحادي الفرع أو المسجل كما يطلق عليه.. الذي تقوده قيادة متنافرة ومتشاكسة منذ أن رحل الشريف زين العابدين الهندي رئىس الحزب.. الى أن وصلت الخلافات الى ظهور كتلتين ظاهرتين.. واحدة يقودها الشريف صديق الهندي.. والأخرى يقودها الأمين العام للحزب الذي يقوم بمهام رئىس الحزب الدكتور جلال الدقير الذي تقول عنه المجموعة التي اجتمعت وفصلته أنه بعيد عن قضايا الحزب.. وبعيد عن هموم الجماهير.. للدرجة التي لا تستطيع بعض القيادات في الحزب مقابلته في المكتب أو المنزل. والشريف صديق الهندي لا يريد أن يخرج قيادة الحزب من حوش الشريف يوسف الهندي.. بعد أن رحل رجل المهام الصعبة الشريف حسين يوسف الهندي وبعده شقيقه الشريف زين العابدين الهندي وجاد الشريف صديق ليعيد وراثة الحزب الى الحصن الطبيعي والتاريخي. الشريف صديق عبر عن رؤيته في كثير من الصحف... لكن الدكتور جلال ظل صامتاً.. البعض يقول إنه يرغب في الإبحار الى الضفة الأخرى ليتسلم مهام الأمين العام للحزب الأصل.. خاصة ان علاقته بمولانا الميرغني ما زالت قوية. ويساند الشريف صديق الهندي.. الدكتور مضوي الترابي.. وهو أحد أهم منظري الحزب وهو صديق عزيز أطلق عليه اسم سوسلوف.. المنظر السوفيتي الشهير وما زال الدكتور الدقير صامتاً.. وكذلك ما زال موقف صديقنا السماني الوسيلة ضبابياً بل غامضاً من الصراع الذي يجري داخل حزبه.. وهو ما زال في زيارة لبريطانيا.. يبدو أنه يريد أن يهيىء له وضعاً هناك في حالة عدم اختياره وزيراً في الجمهورية الجديدة، والسؤال المهم.. ما الذي أصاب الاتحاديين؟ وكيف الخروج من هذه الأزمة؟ والحل كما يقول كثيرون في المؤسسية وفي توحيد الحزب.. ولم الشمل بين الأصل والفرع.. لكن الحرس القديم يضع المتاريس أمام تحقيق هذا الحلم.. لكن مولانا الميرغني وحده الذي يستطيع تحقيق هذا الحلم.