الالوان التي حبتنا بها الارض والطبيعة منذ العصور القديمة والرسامون يبحثون في كل مكان على الأرض من اجل الحصول على مواد يصنعون منها ألوانهم وقد استغنى الفنانون المعاصرون حالياً عن بعض من هذه المواد ولا تزال مواد اخرى يجري استخدامها حتى اليوم. هناك المرمر الأخضر وهو خام نحاسي ذو لون اخضر صاف بالاضافة الى أنه يسحق لاستخدامه كصبغ الا أن له قيمة عظيمة كمعدن يستخدم من أجل تصنيع القفازات والاشياء الاخرى المستخدمة في الزينة وكان يرتدي في العصور القديمة ليقي الشخص من الاصابة بالعدوى والسحر. ثم الكربون الأسود ويعتبر هذا المعدن صورة من صور السناج المأخوذ من الزيوت المكربنة ويصعب استخدامه كصبغ عندما يكون الرسم بالزيت وتكمن المشكلة في حقيقة أنه يحتاج الى قدر كبير من الزيت لربطه وهذا يجعل من عملية التجفيف عملية بطيئ للغاية. ثم هناك ما يسمى وهج الغار الاصفر تتفتت بلورات هذا المعدن بصورة ملائمة الى مسحوق اصفر عند تعرضها للضوء ويوجد اساساً في المجر. وهناك الوان التراب البنية فتستخرج العديد من الالوان البنية من الوان الارض الطبيعية وتشمل هذه الالوان على الاغبر الاسود وتوجد على ترابة سيناء الخام. هناك ايضاً الازورد الازرق يؤخذ اساساً اللازورد من «الاحجار شبه النفيسة» ويرجع تاريخ استخدامه كصبغ في اوروبا الى القرن السادس عشر وتظهر قيمته لمقاومته لضوء الشمس. وهناك (شكل الغار الاصفر) ويعتبر هذا الصبغ كبريتور الزينيخ الاصفر ولا يستخدمه الرسامون المعاصرون نظراً لتأثيره السام واستخدم رسامو البندقية (شكل الغار الاصفر) بكثرة في مطلع القرن السابع عشر . وهناك ايضاً الرصاص الابيض وقد كان يصنع هذا المعدن في العصور الرومانية عن طريق تعليق شرائح من الرصاص في جرار تحتوي على ابخرة من الخل وكانت تتكون قشرة بيضاء من كربونات الرصاص القاعدي على الشرائح ويجري كشطها واستخدامها كصبغ وكان ابيض الرصاص من اكثر الصبغات البيضاء اهمية حيث ظلت تستخدم في الدهان الى حوالي ثلاثين عاماً مضت. الازوريت الازرق مادة زرقاء زاهية تعتبر من كربونات النحاس القاعدية وكانت معروفة لدى الكاتب الروماني بلينيوس تحت اسم ساريليوم اعطى لها اسمها الحديث في عام 1824م وتعتبر المعادن الشائعة الموجودة في جميع مناجم النحاس. وهناك ايضاً الرصاص القصديري الاصفر.. فقد كان يفترض دائماً ان الالوان الصفراء البراقة في الرسومات القديمة من اكسيد الرصاص ولكنه في حوالي عام 1940 اثبتت طرق التحليل الكيمائي الحديثة ان معظم العينات التي فحصت كانت تحتوي على مركب من اكسيد الرصاص والقصدير . وهناك من هذه الالوان ( الزنجارة) هي مثل ابيض الرصاص ، كانت الزنجارة معروفة في العصور الرومانية وتم تحضيرها بطريقة مماثلة باستخدام شرائح النحاس وتعريضها لابخرة الخل ولم يعد يستخدم هذا المركب النحاسي لانه يتحلل في حمض بذر الكتان وتغلب الرواد القدامى على هذه المشكلة عن طريق استخدامها مع بياض البيض بين طبقات من الورنيش.