في أول إبريل عام 1976 قطع راديو إسرائيل برامجه المعتادة وأذاع خبرا فحواه أن طائرة الرئيس المصري أنور السادات هبطت فجأة في مطار تل أبيب، بينما كان في طريق عودته من ألمانيا الاتحادية إلى القاهرة، وقد استقبله في المطار رئيس الدولة أفرايم كاتزير وكبار المسئولين. وبعدها بعشر دقائق قطع راديو إسرائيل برامجه مجددًا، وقال لمستمعيه «عفوًا أيها السادة .. إن خبر هبوط طائرة الرئيس أنور السادات في مطار تل أبيب الذي أذعناه عليكم قبل قليل هو كذبة إبريل لهذا العام .. فاليوم هو أول شهر إبريل لعام 1976. المشكلة أن كذبة ذلك العام تحولت إلى نبوءة تحققت بعد ذلك بثلاث سنوات. ربما كانت تلك أشهر كذبة أبريل يسمعها العالم العربي. وقد مرت علينا مناسبة الكذبة في السودان قبل أربعة أيام باردة ولم تصاحبها أي ضجة أو ابتكارات. يقول بعض العلماء إن كذبة إبريل خدعة مجهولة المصدر، ويقولون إنه لم يعرف لها أصل على وجه التحديد، لكن في المقابل يحاول غيرهم إيجاد أسباب ومناسبات لها، ويحددون لها تواريخ وحكايات خيالية من الأساطير القديمة. لكن هناك قول مشهور لا نريد أن نتخطاه، وهو أن شهر إبريل هو الشهر الرابع في السنة الميلادية، واسم ابريل قد يكون مشتقا من الفعل اللاتيني « فتح « ARERIRE دلالة على ابتداء موسم الربيع، فكانوا يبدأون به السنة بدلا من شهر يناير. وفي عام 1654م (أو 1564) أمر الملك الفرنسي شارل التاسع بتحويل أول السنة إلى يناير بدلاً عن ابريل، لكن هذا التقويم رفض من جانب كثير من الفرنسيين، فبدأوا يسخرون من هؤلاء الرافضين في هذا اليوم الأول من ابريل ويعرضونهم لمواقف محرجة. هناك تعليل آخر يعود به البعض إلى الإغريق لأن شهر ابريل يمثل مطلع الربيع فكان الرومان يخصصون اليوم الأول من إبريل لاحتفالات فينوس، وهي عندهم إلهة الحب والجمال والمرح والضحك والسعادة. وكانت الأرامل والعذارى يجتمعن في معبد فينوس في روما ويكشفن لها عن عاهاتهن الجسمية والنفسية، ويبتهلن إليها لتخفيها عن أنظار الرجال. أما الإنجليز فيطلقون على يوم أول أبريل اسم (يوم جميع المغفلين والحمقى) وكذبة أبريل تسمى April Fool))، وجاء الاسم سنة 1846 عندما أعلنت إحدى الصحف في 31 مارس سنة أنه سيقام معرض للحمير في اليوم التالي (أول أبريل) في غرفة الزراعة بمدينة اسلنجتون البريطانية، فهرع الناس بأعداد كبيرة لمشاهدة المعرض لكنهم ظلوا ينتظرون، ولما أعياهم الانتظار سألوا عن وقت عرض الحمير فلم يجدوا إجابة، فعلموا أنهم أنما جاؤوا يستعرضون أنفسهم فكأنهم هم الحمير، فكانت(April Fool) وبعد.. وقد اتفق العلماء المسلمون على أن الكذب حرام، وهو خصلة مذمومة لا ينبغي أن يتصف بها إنسان ولا يفرقون في ذلك بين الكذب في أبريل وفي غير أبريل، ولا بين الكذب الأبيض وغير الأبيض، معتمدين على نصوص كثيرة قاطعة في القرآن والسنة.