عمنا مهدي العشا -أطال الله عمره -من الرجال الوطنيين والبارزين في منطقتنا بشمال الجزيرة ومن الرعيل الأول للحزب الاتحادي، قررت لجان الحزب بالمنطقة ترشيحه في الدائرة (67) المسيد بعد ثورة اكتوبر، وبالمناسبة هذه الدائرة اشتهرت فيما بعد لأن الترابي ترشح فيها بعد إلغاء دوائر الخريجين، اما في تلك الانتخابات فقد قامت مركزية الحزب بترشيح عمنا المناضل الصلب الحاج مضوي محمدأحمد فشق الأمر على عمنا مهدي العشا وقرر أن يخوض الانتخابات مستقلاً وبالمناسبة مهدي وحاج مضوي ابناء عمومة، اثناء حملة حاج مهدي الانتخابية ذهب الى احدى القرى فأستقبله أهل القرية استقبالاً حاشداً ورفعوا عربته فوق رؤوسهم ولكن في أمسية الاقتراع طاف على القرية طائف فأصبحت مغلوبة ولم ينل عمنا مهدي الا ثلاثة اصوات فقال دعونا نفترض ان عربتي حملها اربعة اشخاص فقط.. فلماذا لم يصوت لي هذا الرابع؟؟. مناسبة هذه الرمية هي أن وفوداً حزبية خرجت من العاصمة الاسبوع الماضي وجابت عدداً من الاقاليم وعادت مزهوة بالاستقبالات الحاشدة التي قوبلت بها فالمؤتمر الوطني ذهب الى البحر الاحمر بوفد ترأسه الدكتور نافع وحزب الأمة ذهب الى شمال كردفان بوفد ترأسه الدكتور عبد النبي والحركة ذهبت الى الجزيرة والقضارف وبورتسودان بوفد ترأسه السيد جيمس واني والسيد ياسر عرمان وقد اجمعت تصريحات الوفود على أنها استقبلت استقبالاً جماهيرياً فاق حدّ الوصف وأن الحزب قد ضمن هذه المنطقة في الانتخابات القادمة اي استلم مفاتيح الدوائر وغنى «نطبل الساحة ونشيل مفتاحها عليك يا الانتخابات اللذيذ مفتاحها». انا شخصياً اصدق وأبصم بالعشرة على ان الحشود الجماهيرية التي استقبلت السياسيين كانت كبيرة وكبيرة جداً فالذبائح والطلقات النارية والزغاريد وضرب الكواريك وارتفاع الغبار ولعلعة المايكروفونات كلها اشياء متوقعة ومعلومة فأهل الاقاليم يحبون اللمات ولا يمكن لرجل أو شاب أو امرأة والبلدة فيها مناسبة سياسية يظل قابعاً في منزله فالخروج واستقبال الضيف والتصفيق له لكي يأخذ انطباعاً طيباً عن البلدة يعتبر فرضاً على اي مواطن فيها،كما ان حب الاستطلاع له دور مهم. فإذن يا جماعة الخير ان هذه الوفود لم تكذب عندما قالت إنها استقبلت استقبالاً طيباً، ولكن القول ان هذا الاستقبال الحار سوف ينعكس على صندوق الاقتراع فهذا«كضباً كاضب» اي لا علاقة للمات والحشود بالتصويت فالسلوك الانتخابي تحكمه عوامل اخرى منها الانتماء الحزبي.. وشخصية المرشح وعلاقته بالناخبين بالاضافة للحاجات التانية الحامياني.. بالمناسبة لا توجد في الدنيا انتخابات نزيهة ولكن يمكن ان توجد انتخابات قانونية اي مستوفية للشروط التي حددها قانون الانتخابات ولكن القانون لا يطال اي تصرف وحكاية «اكلوا توركم وأدوا زولكم» اصبحت دقة قديمة فالحكاية فيها موبايلات وتصوير هذا اذا نحينا القسم جانباً، عليه لابد للسادة السياسيين أن يفتحوا عيونهم منذ الآن قدر الجنيه الجديد ولا يدفقوا جنيهاتهم على «رهاب» الحشود والاحتشادات والتحشيد والاحتشاد.