لا تعجب أخي القارئ في الصلة بين على دينار من جهة وإسرائيل من جهة أخرى في هذا العنوان الذى اتخذته للمقال ، فالعلاقة ستراها واضحة وهى أن السلطان على دينار الذى استشهد في عراكه مع الغازي الإنجليزي ،جاء بعض أبناء قبيلته بعد ما يقارب القرن ليربطوا بينه وبين إسرائيل الدولة المحتلة والكيان الغاصب من خلال الاحتفال الذى نظمته رابطة شعب الفور بإسرائيل ( حسب ما سمت نفسها ) تأبيناً للسلطان على دينار في الذكرى (95) لاستشهاده على يد المستعمر البريطاني ( الذى أوجد لإسرائيل مكاناً في فلسطين ) فيما وصفته الرابطة المذكورة -أي الإحتفال- لفتة بارعة وظاهرة غير مسبوقة أن تحتفل بالذكرى (95) لسقوط مملكة الفور بل وصفته باليوم الحاشد والحافل والتاريخي من أيام دارفور في إسرائيل . هل عجبتم أكثر أم زال التعجب فلنر ،افتتح معرض يحوى صورا تاريخية للسلطان على دينار وهو يمتطى جواده وبجواره حراسه من الجنود وصور لقصر السلطان على دينار. ليس البعد السياسي فقط بل حتى الجوانب الثقافية والفلكلورية، أصر هؤلاء على (أسرلتها) إن جاز (التصريف) وجعلها في النطاق الإسرائيلي ، فالمأكولات الشعبية الدارفورية ( بقجى ، عصيدة بالتقلية ، ودام صورو ) ، والمشروبات من نشا ومديدة ( والفكى نط الشوك ) وغيرها من المشروبات قد تمت صناعتها ضمن اليوم الذى أسماه هؤلاء بيوم دار فور ،بل أكثر من ذلك تم استعراض الأدوات التراثية مثل التمبول (النقارة ) والبيتيق والكندرو ، حتى الحجبات كانت جزءا مما عرض فى إسرائيل والسفاريق والكواريق بل قدمت فواصل غنائية ورقصات شعبية دارفورية في قلب الأرض المحتلة ومسرحيات مؤلفة في إسرائيل مثل مسرحية السلطان ومسرحية الداره . هذا بعض مانشرته المجموعة عبر ما اسمته إعلام شعب دار فور بإسرائيل على الإنترنت ، وعلى مواقع سودانية دون أن ينال تعليقاً أو شجباً من أحد ، والأكثر من ذلك أن البرنامج الذى حضرته جماعات ومنظمات يهودية إسرائيلية قد كرست جل كلماته للتكريس لسلطة الفور على دارفور حيث أصر المتحدثون أنها شعب وليست قبيلة. والخلاصة للكلمات الخطابية أن دارفور ما هى إلا دار للفور وما عداهم فهم يعيشون تحت كنف هذه القبيلة إن شاءت أبقتهم ،وإن لم تشأ لا مكان لهم. ما أود الإشارة إليه أمران الأول خطورة أن يصبح الأمر سهل التناول هكذا أو بكل جرأة كأنما أقيم هذا البرنامج فى الفاشر لدرجة أنهم ذكروا أسماءهم فى كل شيء من نظم ومن تحدث ومن ... ومن ... فيا للعار ، والأمر الثاني خطورة أية محاولة لصب المزيد من الزيت على الأبعاد الأثنية المشتعلة أصلاً فى دار فور ، فلا أحد ينكر أن دار فور حكمها الفور وكانوا سلاطينها، لكن ينبغى ألا ننكر وجود الآخرين فيها ، فقد حكم دار فور من قبل ذلك الداجو وأسموها باسمهم والتنجر وأسموها باسمهم . المهم أن دار فور للجميع .وللفور تاريخهم وسلطانهم لكن في الإطار الوطني وليس النطاق الصهيوني. حاشية : السلطان على دينار كاسي الكعبة الشريفة وصاحب محملها ،وساقي الحجيج من (آبار علي )، كيف يسمح حفدته وأهل الحكمة من السلاطين والشراتي لهذه الشرذمة أن تسعى لرسم هذه الصورة الشائهة . ( الاختشوا ماتوا ) .