أخذت الساحة الخضراء الواقعة قبالة مطار الخرطوم الدولي من ناحيته الجنوبية، تتعافى من عفرها وغبارها وأشجارها وحشائشها التى غلب عليها لون التراب نتاجا لإهمال استطال واحتفالية بتدشين مواصلات الخرطوم الخضراء التى حولت إطاراتها لون الساحة وعشبها إلى ما يماثل التراب بينما احتفظت هي بلون اخضر تجوب به الطرقات..باعتبارها الساحة الرئيسة فى الولاية. استقبلت العام الماضي تدشين عمل بصات الولاية ولكن لم يؤخذ بعين الاعتبار تضررها من جراء تدافع المركبات والأقدام المحتفلة بغير نظام ما جعلها أرضا بورا تتوسط العاصمة ..إلى ان وجه النائب الأول الأستاذ علي عثمان طه بإعادة تأهيلها استعدادا لاحتفالات عيد الاستقلال المجيد، ومن ثم جعلها حديقة مفتوحة تنضم إلى ساحات العاصمة الخضراء المجانية سيما ان موقعها وسط العاصمة وارتكازها بين عدد من المرافق الحيوية والسياحية والأندية والإحياء السكنية يجعلها متنفسا للمواطن والزائر. النائب الأول برفقة والى الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر ونائبه تفقدوا الأربعاء الماضي الأعمال النهائية الجارية فى الساحة الخضراء تمهيداً لافتتاحها فى أعياد الاستقلال المجيد. ووجه النائب الأول بضرورة الإسراع فى إكمال الأعمال النهائية للساحة فى الشهر الجاري .من جهته تعهد الوالي بأن يتابع بصورة يومية سير العمل فى الأعمال النهائية للساحة وبتكلفة تبلغ ثمانية ملايين من الجنيهات. وزارتا التخطيط والتنمية العمرانية والمياه والبنى التحتية الموجودتان بصفة دائمة لمتابعة سير العمل ومتابعة تنفيذ توجيهات النائب الأول بتهيئة وإعداد الساحة كحديقة عامة للجمهور وتأهيل المكان تهيؤا للاستقلال. الجهات المنفذة قالت : اكتملت المرحلتان الأولى الثانية من إعادة التأهيل ومن المتوقع إكمال المشروع في الموعد المحدد بالأسبوع الثالث من الشهر الحالي تمهيداً لافتتاحه مطلع العام الجديد. وقد استعرض د. عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم بحضور وزراء التخطيط والتنمية العمرانية والزراعة والشباب والرياضة ومعتمد محلية الخرطوم الأعمال الجارية فى تأهيل الساحة الخضراء، حيث قدم المقاول والاستشاري للمشروع ما تم انجازه فى المرحلة الأولى وهي تنجيل الساحة ومضمار المشاة والنافورة والسور والمدخل الداخلي والحمامات. وأوضح المقاول أن الأعمال المتبقية هي مواقف السيارات والمظلات الداخلية والكافيتريات. الساحة ضمن منشآتها الداخلية ستشتمل على مضمار لألعاب ملاعب سداسية لكرة القدم وكافيتريات. ووجه الوالي باستجلاب مساطب متحركة وإقامة معارض (مشاتل) فى شرق الساحة وتغيير شكل السور الخارجي والبوابات للساحة. الساحة التى غاب عنها اسمها الأخضر لفترة تعود إلى بداية تفجر ثورة الإنقاذ إذ كانت ميدانا يشكل خطورة على سكان الخرطومجنوب سيما ليلا ،استطاع العميد (م) يوسف عبد الفتاح نائب معتمد الخرطوم حينها من جعلها تتخذ لونا اخضر وفى اغلب الظن ان التسمية جاءت مجاراة لمسميات العقيد الراحل القذافي المعجب بكل ما هو اخضر قبابا او كتبا او ساحات او بيارق..لتأخذ الساحة الخضراء موقعا جماليا واحتفاليا وسط العاصمة ، واكتمل العمل فيها فى العام 1992 ،وشهدت العديد من الاحتفالات الرسمية المرتبطة بالدولة ومناسباتها الوطنية والعسكرية، من الأحداث المشهودة التى شهدتها الساحة مراسم تشييع الشهيد الزبير محمد صالح ورفاقه فى شهر فبراير من العام1998.. ومجريات استقبال الراحل جون قرنق فى التاسع من يوليو من العام 2005 ومن شدة هول ما رأى من حشود وصف انه استقبله (مليون نفر) ليشهد ذات التاريخ التاسع من يوليو فى عامنا هذا إعلان استقلال الجنوب رسميا وانفصاله عن الشمال!