قال الفريق مهندس محمد عطا المولى مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، إن التحديات الداخلية لدى الجهاز على المستوى الداخلي السياسي هي الرغبة الشديدة والأكيدة لدى بعض الأحزاب لاستثمار كل شئ لإسقاط الحكومة بالوسائل غير الديمقراطية وبأية وسيلة، وأوضح أنّ كثيراً من الأحزاب التي تستظل بالمظلة الوطنية هي في الأساس مظلة خارجية وقرارها من خارج الحدود، وأكد أن ما تدعو له قوى المعارضة لقيام ربيع عربي هو في الأساس منذ يناير الماضي ولكنها فشلت في تحريك الشارع لإسقاط الحكومة، وأضاف: الآن فرص الأحزاب المعارضة للحديث عن ربيع عربي ضاقت أكثر مما كانت العام الماضي، وأكد في تنوير أمني للأحزاب السياسية أمس، أن هذه ليست مهدداً أمنياً على الحكومة والاستقرار، وأضاف: (البلد في أمان ومساحات الأمان والسلام تتسع كل يوم).وأشار عطا إلى أن بعض الأحزاب لها سيناريوهات أخرى عبر تحالف المعارضة بإدارة فاروق أبو عيسى، وقال إن هنالك داخل التحالف اتفاقاً خاصاً بين المؤتمر الشعبي والحزب الشيوعي مغطى عن الأحزاب الأخرى، وأوضح أن الترتيب بين الحزبين وجد مقاومة كبيرة من قيادات الوسط لدى الحزبين لأن كلاهما غير قادر على (بلع) الآخر، ووصف تحالفهما بأنه تفكير (شاطح). وقال عطا إن السيناريو الآخر هو الجبهة الثورية وما يعرف بتحالف (ياي) المسمى ب (كاودا)، وكشف عن اتصالات ونقاشات جرت بين تحالف أبو عيسى وتحالف (كاودا) آخرها كان الوفد الذي ذهب بقيادة إبراهيم السنوسي مساعد الأمين العام للمؤتمر الشعبي والقيادي علي شمّار، وقال إنهما كانا يحملان رؤية الترابي مكتوبة عن السيناريوهات لزوال حكومة الخرطوم، وأوضح أن الرؤية انحصرت في خيارين: الأول وقوع انقلاب عسكري، والآخر تعبئة الشارع في شكل انتفاضة شعبية، لكن الأخيرة في نظرهم قد تستغرق وقتاً، ولذلك يريدون شيئاً فيه ميزة الحسم السريع المتوافرة في الانقلاب العسكري وبها ميزة المشاركة الشعبية، ومن أجل انضاج هذا تم الاتفاق على اجتماع منتصف نوفمبر لم يَتمكّن قائد العدل والمساواة الوصول إليه بشأن وضع هيكلة أخيرة للجبهة الثورية. وأكّد عطا، أنّ خليل إبراهيم زعيم العدل والمساواة لم يكن مرتاحاً لنزوله ميدان المعركة، بل اضطر اضطراراً، وأشار إلى أن جهاز الأمن حاصر قواته داخل الحدود الليبية بعدما شارك بقواته مع القذافي، وأكد أن حديث الترابي الذي قال فيه إن خليل أبلغه انه اختار خليفة له عار عن الصحة، وأراد به أن يكون الخليفة موالياً للمؤتمر الشعبي، وتوقع عطا أن يكون جبريل إبراهيم الأمين العام للحركة، وأكد أن قدراتها تضعف كل يوم، بجانب الضعف في حركة مناوي وعبد الواحد المنعزل عن الميدان والمسرح. إلى ذلك، قال عطا إن الحركة الشعبية قطاع الشمال مهزومة في مناطق النيل الأزرق التي تبقت منها منطقة (يابوس) التي سيتم تحريرها قريباً، وأضاف: كذلك انتهينا من مرحلة التأمين في جنوب كردفان ونتقدم على المسارح كافة. وأكد عطا أن دخول وثيقة سلام الدوحة إلى مسرح دارفور يعطي فرصة أكبر لتلطيف المسرح، وتوقع أن تجد المجموعات المتمردة الدعم من حكومة الجنوب وآخرين، وقال: لكن نطمئن الناس أنه ترتيب مضمحل، خاصةً وأنّ الجنوب له قضاياه ومشاكله، ونرى أن الوضع في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور لا يمثل مهدداً لاستقرار البلاد والحكومة. وأوضح عطا أن إحدى مشكلات الأحزاب السياسية السودانية هي أن تتواضع على أفق سياسي أوسع من مصالح الحزب والفرد.