كشف مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق أول ركن محمد عطا المولى عن ضبطهم مستندات بخط زعيم حزب المؤتمر الشعبي د. حسن عبدالله الترابي تحوي تفاصيل خطته للإطاحة بالنظام القائم، ضمن أوراق ومستندات أمين الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الشعبي «إبراهيم السنوسي» القيادي بالحزب الذي تم اعتقاله فور عودته والمهندس «علي شمار» أمين أمانة الكهرباء والصناعة، من زيارة لدولتي جنوب السودان ويوغندا مؤخراً، وأشار إلى أن أبرز التحديات على مستوى السياسة الداخلية رغبة أحزاب المعارضة في استثمار كل شيء لإسقاط النظام خلافاً للوسائل الديمقراطية، لافتاً إلى أنهم أبلغوا قيادات المؤتمر الوطني بخطورة تجمع أحزاب المعارضة ضد حزبهم في الانتخابات الماضية، وقال: (قلنا لهم لو ختت أحزاب المعارضة الرحمن في قلبها واتحدت في الانتخابات لشكلت تهديدا عليكم)، ونبه إلى أن كثيراً من الأحزاب (المسماه وطنية) مظلة خارجية وقراراتها تأتي من خارج الحدود. كما نبه عطا إلى أن السيناريو المخطط له بقيادة رئيس الهيئة العامة للمعارضة فاروق أبوعيسى بين الحزب الشيوعي والشعبي والجبهة الثورية من الحركات المتمردة، إحداث ثورة شعبية تدعمها الجبهة الثورية عسكرياً، وقال: وجدنا مكتوباً من د. الترابي مع السنوسي الذي التقى قيادات الجبهة ومعه «علي شمار» يطرح فيه رؤيته للإطاحة بالنظام، لافتاً إلى أن السيناريو يتحدث عن خيارين، أحدهما الانقلاب العسكري، وأن الترابي أشار إلى أنه سيخلق مشكلة كبيرة وسينقسم إزاءه الناس إلى مجموعات، وأن الخيار الثاني بتحريك انتفاضة شعبية سيطول أمده، وأن الحل يكمن في الحسم السريع في الجمع بين الانتفاضة الشعبية والتدخل العسكري من قبل الجبهة الثورية. وكشف مدير جهاز الأمن، لدى مخاطبته اللقاء التنويري مع أحزاب حكومة الوحدة الوطنية الذي ترأس جلسته أمس (الثلاثاء) بقاعة الشهيد الزبير نائب رئيس الجمهورية د. الحاج آدم يوسف، كشف عن خطة أحزاب المعارضة لتحريك الشارع لإسقاط الحكومة في العام الماضي، وأشار إلى أن الترابي كان اقتراحه أن تبدأ خطوات إسقاط النظام منذ مطلع يناير الماضي، على أن تكون الخطوات الأخيرة بعد انفصال الجنوب في التاسع من يوليو الماضي، وقال: (طبعا دا ما كان قرارهم.. دا قرار ناس برّه الذين راهنوا على الانفصال قبل كل شيء). وأكد عطا أنه وبعد إعلان الحكومة العريضة ودخول اتفاقية الدوحة حيز التنفيذ فإن فرص أحزاب المعارضة في ربيع عربي في السودان ضاقت أكثر مما كانت عليه في العام الماضي. وأكد محمد عطا وجود اتفاق خاص بين الشعبي والشيوعي داخل المعارضة، مشيراً إلى أنه اتفاق مغطى ومدسوس من بقية أحزاب المعارضة للتنسيق المشترك، لكنه قال إن هذا الاتفاق أجهضته القيادات الوسيطة للحزبين من الشباب والطلاب التي قاومته لأنها واجهت صعوبة في التعامل مع العدو التاريخي، وأضاف أنه كان ترتيباً شاطحاً في الشاعرية والواقع. وأكد أن عبد الواحد أصبح معزولاً عن الميدان لابتعاده عنه لفترات طويلة، وأن الحركة قطاع الشمال مهزومة في كافة الجبهات، وأنه وفي القريب سيسمع الناس تحرير منطقة (يابوس) آخر معاقل الحركة الشعبية في النيل الأزرق، ولفت إلى أنه وبدخول اتفاقية سلام دارفور حيز التنفيذ ستكون هناك فرصة (للتلطيف) عبر العمل السياسي والاجتماعي لا العسكري لمحاصرة التمرد. وقلل مدير جهاز الأمن من دعم حكومة الجنوب للحركات المتمردة، وقال إنه ترتيب مضمحل لأن حكومة الجنوب لديها من المشاكل ما لا يسمح لها بالاستمرار في ذاك المسعى.