منذ ان بدأ المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الصحفية في الاضطلاع بالمهام الموكلة إليه وفقاً لقانون 2004م لم يحاسب أي صحفي على رأي سياسي أو نقد إيجابي، لأن المجلس يؤمن بأن واجب الصحافة هو ان تكون العين الساهرة على الأداء الحكومي على جميع المستويات، وكان المجلس ينفذ فقط الموجهات المتعلقة بأخلاقيات المهنة وعدم الطعن في الأعراض أو السب أو التجريح أو الغمز واللمز وذلك من خلال قوانينه ولوائحه. وقد لاحظ المجلس في الآونة اتجاهات سالبة من بعض الصحفيين العاملين بالصحف أو من بعض كتّاب الأعمدة إلى اللجوء إلى التجريح والسباب وعدم المراعاة للشخصية الاعتبارية وامتهان كل الأخلاقيات، بدلاً من تناول القضايا المطروحة بشكل موضوعي. وقد تمثلت هذه الظاهرة في بعض أساليب الابتزاز الصحفي من بعض الصحف والخوض في خصوصيات الناس، كما لجأت بعض الصحف في الدعوة إلى الفتنة الدينية بين الطوائف الدينية المسلمة وغير المسلمة، وجنحت صحف أخرى إلى النقد المكثف غير الموضوعي والذي يشكك في اتفاقية السلام والوئام الاجتماعي. ومن الأمثلة ما حدث بالأمس من الكاتب الصحفي الأستاذ زهير السراج في عموده بتاريخ 30 ديسمبر 2005م في صحيفة الصحافة عندما وجه إساءة للسيد رئيس الجمهورية ووصفه بعدم الحياة، عندما قال ( ظل الأخ الرئيس يكرر الحديث عن ضرورة رفع الظلم عن المظلومين بدون ان يرفع عنهم الظلم، حتى ظننا إنما يقوله مجرد أغنية في برنامج ما يطلبه المستعمون أو رواية تحكى للأطفال قبل النوم إلى ان قال إن آخر ما فعلته أسرة شهيد ضحى بروحه في الجنوب منذ أكثر من خمسة أعوام ولا تزال أسرته تبحث عن حقوقه بدون ان تقبض سوى الريح والملطشة من مكتب إلى مكتب، وآخر ما فعلته الأسرة مناشدة رئيس الجمهورية... ولكن لا حياة لمن تناشد). ويود المجلس ان يؤكد أنه ظل يدافع عن حقوق الصحافيين وعن الحريات الصحفية طيلة الفترة السابقة لضمان ان تؤدي الصحافة دورها الرقابي على الأجهزة التنفيذية دون مساس بالسلامة والأخلاق العامة. وقد توجت مجهودات المجلس في المزيد من الحريات الصحفية التي تشهدها الساحة الآن، أما الإنفلات والخروج عن الأعراف والتقاليد والقيم الصحفية فهو أمر لا يوافق عليه المجلس بنص قانونه ولوائحه. وقد دأب الأستاذ زهير السراج على مثل هذا الأسلوب في كتاباته دون مراعاة لجهة أو لسيادة ذاتية أو لعرف أو لأخلاقيات مهنية. وأخيراً أساء للسيد رئيس الجمهورية وجنح للإسفاف والتجريح ومجافاة الموضوعية والتطاول على مقام السيد رئيس الجمهورية، والمجلس إذ يصدر هذا البيان يدين بشدة هذا الأسلوب الذي يتنافى مع كل القوانين والأعراف ويلفت انتباه السادة الناشرين ورؤساء التحرير وإلى الصحفيين عامة إلى الالتزام بالقوانين والأعراف وأخلاقيات المهمة والبعد عن التجريح والسباب، وان حرية التعبير لا تعني الخروج عن اللياقة وتجريح الآخرين، وان السيد رئيس الجمهورية رمز للسيادة الوطنية ولا يجوز ان يتعرض لمثل هذا النوع من السلوك الصحفي غير اللبق. ويؤكد المجلس في ختام هذا البيان بأنه أحرص ما يكون على الحرية والنقد البناء والهادف ولعل قراء الصحف يدركون هذه الحقيقة.