قاعة الصداقة (smc) بسم الله الرحمن الرحيم الإتحاد الأفريقي خطاب فخامة النائب الأول لرئيس جمهورية السودان في افتتاح أعمال المجلس التنفيذي الدورة العادية الثامنة الخرطوم ، السودان ، 20 – 21 يناير 2006السيد الرئيس ، أصحاب المعالي الوزراء ، السيدات و السادة ، السلام عليكم ورحمة الله تعالى و بركاته ، يطيب لي بداية ، أن أرحب بكم ، و أنتم تباشرون أعمالكم و تداولكم ، حول قضايا القارة الأفريقية ، في رحاب عاصمتنا الخرطوم ، كما أنقل إليكم بالغ امتنان شعبنا وتقدير حكومتنا لتلبيتكم الدعوة ، و قبول ضيافته لكم ، للمشاركة في أعمال المؤتمر في مستواه الوزاري ، وكذلك في مستواه الرئاسي . و إني آمل ، في ذات الوقت ، أن تطيب لكم الإقامة في الخرطوم ، و أن تتواصل مداولاتكم حول القضايا التي هي محور إهتمام القارة ، شعوباً و حكومات ، و أن تكلل مساعيكم بالنتائج المثمرة المرجوّة ، من أجل رفاهية و سعادة الإنسان الإفريقي . أصحاب المعالي الوزراء . . أيّتها السيدات ، و أيّها السادة . . توافق إجتماعاتكم هذي ، إحتفالاتنا بالعيد الخمسين لإستقلال السودان ، والذي تحقق في الأول من يناير عام 1956 . . كما يتزامن مع احتفائنا بالذكرى الأولى لتوقيع إتفاقية السلام الشامل في التاسع من يناير من عام 2005 في نيروبي . و لعلّ في هذا التوافق ، ما يؤكد ذلك الإرتباط الوثيق بين السودان و بقية بلدان القارة ، فالسودان في حقيقته ، هو القارة الأفريقية ، في صورتها المصغرة ، زاخر بتنوع أعراقه وعقائده ثقافاته و ألسنه ، مثلما هو متنوع بموارده ، فوق الأرض و في باطنها ، زرعاً و ضرعاً ، مياهاً و معادناً و نفطا . أصحاب السعادة الوزراء . . الإخوة و الأخوات . . إن السلام الذي تحقق في السودان ، ، يحمل في معناه شحذاً للهمم ، و دفعاً للمعنويات ، بما يعيننا على المضي ُقدماً لاستشراف ِ مستقبل ٍ يطّلع فيه أبناء السودان ، بمسئولية بناء وطن ٍ موحّد ٍ ، قائم ٍ على أسس ِ العدالة و المساواة و المشاركة و الديمقراطية ، و الإقتسام العادل للثروات و للسلطة . . و إننا نرى أن إتفاقية السلام الشامل ، التي أنجزناها ، تحمل بين طياتها و في مضامينها ، الحلول الشاملة لكافة مشاكل السودان ، و أنها تشكل الإطار الأمثل لتسوية الخلافات و النزاعات في السودان . ليس ذلك فحسب ، بل نحسب أنها تعطي الأنموذج الأمثل لتسوية النزاعات و الصراعات الناشبة في القارة الأفريقية . و كما تعلمون ، فإن للسلام مستحقاته ، و لقد سعينا في ذلك ، كل السعي لتطبيق مقررات اتفاقية السلام الشامل ، فتمّ إقرار دستور ٍ إنتقالي تم وفقه تكوين رئاسة الجمهورية و حكومة الوحدة الوطنية ، و حكومات الولايات ، و حكومة الجنوب ، و المجالس التشريعية في مستواها القومي و مستواها الولائي ، كما تم تشكيل معظم المفوضيات المتفق عليها . . أصحاب السعادة الوزراء . . الإخوة و الأخوات . . لقد اتجهنا على الفور للوفاء بمستحقات السلام ، وهيَ تنتظرنا بتحديات ٍ جسام . و لم يبقَ على المجتمع الدولي ، إلا أن يفي بكامل تعهداته التي قطعها في مؤتمر المانحين في أوسلو في أبريل عام 2005، وأن يترجم النوايا إلى موارد تساعد ، ليس فقط في إنفاذ برامج إعادة النازحين و العودة الطوعية للاجئين ، و لكن أيضاً في إعادة الإعمار والتنمية ، و هي تحديات يصعب التغلب عليها إن لم تتوفر شراكة حقيقية ، تدمج جهدنا المحلي مع جهود المجتمع الدولي حتى نمضي قدماً في البناء . و إننا نجدد المناشدة آملين أن يتم ذلك في أسرع الآجال . أصحاب السعادة الوزراء . . الإخوة و الأخوات . . دعوني أنتهز هذه السانحة و أنتم بيننا ، لأن أتقدم باسم شعبنا و حكومتنا ، بخالص الثناء ، و أن أعبّر جلياً ، عن أبلغ التقدير للبلدان الشقيقة في القارة الأفريقية و التي أسهمت بجهد ٍ كبير ٍ من أجل تيسير وصولنا إلى إتفاق السلام الشامل ، سواءاً على الصعيد الثنائي أو في إطار منظمة الإيقاد و أصدقائها . وأود ّ أن أؤكد هنا أن السلام لن يكون كاملا ً ، إن لم تتسع مظلته عبر التفاوض الدؤوب و الدائر في أبوجا الآن بنوايا خالصة ، ليشمل كل أهل السودان كافة ، و أهل دارفور و أهل شرق السودان ، بوجه ٍ خاص . و لا يسعني هنا ، إلا أن أشيد و أن أخصّ بالذكر الشقيقة نيجيريا ، و هي تعالج بحكمة رئيسها الصديق أوباسانجو ، ملف التفاوض حول دارفور . أصحاب المعالي الوزراء ، الإخوة و الأخوات ، قيد النظر أمامكم ، أعمال جليلة تتصل بمصير القارة ، و نرى أن محورها ، هو مساعينا الحثيثة لتفعيل إتحادنا الإفريقي ، فينبري لمعالجة شئوننا السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية و التعليمية و الثقافية و الرياضية ، بحكمة ٍ و مثابرة . أمامكم موضوعات مهمة نظر فيها الوزراء المختصون في الصحة ، و في الثقافة ، و في الإستخدام ، و في التجارة ، و في الثروة الحيوانية ، و في التعليم ، وفي العلم و التقنية ، و في شئون المرأة . و هي موضوعات جاءت إثر جهد ٍ مقدر ٍ بذله الخبراء و الفنيون ، وإننا نثق ثقة كاملة في حكمة معالجتكم لكل هذه القضايا ، و امعان ِ النظر فيها ، تنقية ً و تجويداً ، ليجيزها الرؤساء في قمتهم . سيكون من مهامكم النظر في ما أنجز في الفترة السابقة ، و التي شهدتْ نشاطاً مكثفاً ، شارك فيه أعضاء الإتحاد بهمة و اجتهاد . بعض ما بأيديكم يتناول : - رؤيتنا للإصلاح العام والمطلوب لأجهزة الأممالمتحدة و بالأخص إصلاح مجلس الأمن ، بما يمنح القارة حقها في التعبير عن همومها و قضاياها . . - رؤيتنا لصياغة حقوق الإنسان و الشعوب . . - مقترح الصندوق الخاص لدعم الدول الأفريقية المتأثرة بارتفاع أسعار النفط . . - في المجال النقدي ، النظر في اقتراح إنشاء البورصة الأفريقية و اختيار مقر ٍ لها . . - رؤيتنا لمجابهة التحديات الماثلة في المجالات الإجتماعية و الثقافية و التعليمية ، مثل حقّ ِ القارة الأفريقية في الإفادة من التقنيات ، و إمتلاك المعلومات ، بما يعينها على تجاوز السلبيات و العقبات ، و استشراف آفاق الإنطلاق ، إقتصادياً و إجتماعياً و ثقافياً . - رؤيتنا لأوضاع المعلوماتية ، في مرحلة ما بعد قمة المعلومات التي انعقدت نوفمبر 2005 في تونس . . أصحاب المعالي الوزراء ، الإخوة و الأخوات ، أنتهز هذه السانحة ، لأطرح عليكم مقترحاً نابعاً من حرصنا على تطوير عملنا الثقافي و العلمي و التعليمي ، و قناعتنا بضرورة للوصول إلى توازن ٍ مطلوب ٍ ، يعكس الإهتمام الذي ينبغي أن نوليه بالثقافة و التعليم و العلوم ، كونها جميعاً تشكل اللحمة و السداة لعملنا السياسي و الإقتصادي المشترك . و يقيني أن مقترحنا بإنشاء منظمة أفريقية للتعليم و العلوم و الثقافة ، سيكون محور تداولكم المثمر ، و الذي سيقود حتماً إلى تحقيق هذه الآلية الجديدة ، التي ستعود بالفائدة للمواطن الأفريقي ، على نحو ٍ مباشر ٍ و ملموس . أصحاب السعادة الوزراء . . الإخوة و الأخوات . . بهذه الكلمات ، أعلن إفتتاح أعمال مجلسكم التنفيذي ، متمنياً لكم إقامة طيبة في الخرطوم ، تحققون خلالها ، و بتداول مثمر و بناء ، النجاحات المرجوّة . و السلام عليكم و رحمة الله ، و بارك الربّ جهودكم ، ، ،