رفعت الأممالمتحدة التحالف العربي التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من قائمة سوداء بشأن حقوق الأطفال، فيما حمل المتحدث باسم الحوثينن مبادرة سعودية لحكام صعدة، مع كشف رئيس الوزراء اليمني السابق خالد بحاح عن مبادرة سلام جديدة في حالة فشل مفاوضات الكويت. الوضع الميداني وعلى صعيد الوضع أكدت مصادر ميدانية، أن قوات الجيش والمقاومة وبمساندة أبناء القبائل، تمكنت من استعادة السيطرة على مناطق جديدة في مدينة تعز، فجر الثلاثاء. وقالت المصادر وفقاً ل "المصدر أون لاين": إن "رجال قبائل الصبيحة وقوات الشرعية اشتبكت في مناطق ابن الخزام والظهورة والمنصورة وهي مواقع تابعة للحوثيين وسيطرت عليها، وقتلت أكثر من عشرين مقاتلاً حوثياً وأسرت آخرين". بينما أشارت إلى "مقتل 5 وإصابة 20 من القوات الحكومية المعززة من لواء زايد في معارك استمرت يومين حتى مساء الليلة الماضية". وأوضحت المصادر أن "قبائل الصبيحة والمقاومة الشعبية المسنودة بالقوات الشرعية تفرض حصاراً على بلدة الوازعية إلا أن حقول الألغام تعيق تقدمها ولا تزال فرق هندسية تبذل جهود لإزالتها". وكان قتل ثمانية مدنيين بينهم خمسة من أفراد عائلة واحدة خلال 24 ساعة الماضية في عمليات قصف جديدة قام بها المتمردون على الأحياء السكنية في مدينة تعز، بحسب ما ذكر مسئولون محليون وسكان. ويأتي ذلك بعد صد المقاومة الشعبية والجيش الوطني هجوماً عنيفا للميليشيات الانقلابية صباح الاثنين على مقر اللواء 35 مدرع. وقد رافق الهجوم قصف عنيف على مقر اللواء والأحياء السكنية المجاورة للواء 35 مدرع، فيما دارت اشتباكات عنيفة وتمكنت المقاومة الشعبية من دحر الميليشيات. التحالف والأممالمتحدة وعلى صعيد آخر أعلنت الأممالمتحدة، حذف اسم التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية لاستعادة الشرعية باليمن من قائمة انتهاكات حقوق الأطفال. وقالت الأممالمتحدة، "إنها رفعت اسم التحالف الذي تقوده السعودية في اليمن من قائمة سوداء بشأن حقوق الأطفال، انتظاراً لمراجعة مشتركة تجريها الأممالمتحدة والتحالف بشأن حالات الوفاة والإصابة بين الأطفال". وأتى هذا التراجع بعد الاعتراض الذي قدمته المملكة العربية السعودية أمام الأممالمتحدة، متهمة بان كي مون باعتماد أرقام ومعلومات تجافي الحقيقة تماماً. و قالت الرئاسة اليمنية، اليوم الثلاثاء، بعد رفع اسم التحالف العربي من "قائمة الإرهاب" المزعومة: إن المنظمة الأممية عادت إلى الطريق الصحيح. وبحسب صحيفة "عكاظ" السعودية، عبر مكتب الرئيس هادي عن أسفه بشأن تعامل منظمة الأممالمتحدة مع أطراف انقلابية تضلل الواقع والحقيقة، خصوصاً بعد كشف وثيقة خطاب للأمم المتحدة الحوثيين بصفتهم حكومة معترفاً بها. وتشير الوثيقة إلى مخاطبة مكتب المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأممالمتحدة القيادي الحوثي محمد حجر بصفته قائماً بأعمال وزارة الخارجية في صنعاء، وتطالبه بالمساعدة والمشاركة في المعلومات المكتوبة التي تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان. من جهة ثانية، تعهد الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ببذل الجهود للإفراج عن جميع المعتقلين في سجون الميليشيات، محملاً الانقلابيين المسئولية الكاملة عن مخلفات الصراعات الدموية. ورحب الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، الدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني، بقرار الأمانة العامة للأمم المتحدة حذف التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن من قائمة انتهاكات حقوق الأطفال في اليمن، الواردة في ملحق تقرير الأمين العام السنوي، بعد أن تبين لها عدم دقة المعلومات التي استند عليها التقرير وافتقادها للموضوعية. وقال الزياني: إن دول مجلس التعاون تثمن مبادرة الأمانة العامة للأمم المتحدة بتصحيح هذا الخطأ الإداري، تأكيداً لمصداقية الأممالمتحدة ومسئوليتها الدولية في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين. وأكد الأمين العام أن دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية حريصة على سلامة المدنيين اليمنيين بمن فيهم الأطفال، وهي تعمل على إعادة الشرعية ومكافحة الإرهاب، ومن أكثر الدول تقديماً للمساعدات الإنسانية إلى الشعب اليمني، وتبذل جهدًا كبيرًا لدعم مشاورات السلام الجارية حاليا في دولة الكويت للوصول إلى تسوية سياسية وفق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216. المسار التفاوضي وعلى صعيد المسار النفاوضي، أعلن مبعوث الأممالمتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، اتفاق الأطراف اليمنية على الإفراج غير المشروط عن الأطفال المحتجزين لدى كل طرف، خلال جلسة "لجنة الأسرى والمعتقلين" التي انعقدت الأحد، ضمن مشاورات السلام اليمنية في الكويت. وتسلمت الحكومة اليمنية، من المملكة العربية السعودية، 54 طفلاً أسيراً، "زج بهم الحوثيون في جبهات القتال" على الحدود اليمنية السعودية، العام الماضي، بحسب مصدر حكومي يمني. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة الأناضول التركية: "إن الحكومة تسلمت 54 طفلاً، بينهم 2 أفارقة، والباقون من اليمن، زج بهم الحوثيون والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في جبهات القتال على الشريط الحدودي". وذكر المصدر، أن الحكومة ستعمل على تأهيلهم وكيفية إطلاق سراحهم بأمان، وأن بياناً حكومياً سيصدر في وقت لاحق، "يوضح التفاصيل كافة حول تورط الحوثيين في تجنيد الأطفال، وبالصور". فبما قالت مصادر يمنية مطّلعة: "إن الناطق الرسمي باسم الحوثيين محمد عبدالسلام غادر الرياض إلى مدينة صعدة لعرض بنود اتفاق مبدئي ناقشه مع المسئولين السعوديين على زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي وبقية القيادات". وكشفت المصادر ل"العرب" أن بنود الاتفاق الأولي تتعلق بتعهد الحوثيين على تأمين ضمان سلامة الحدود مع السعودية، ومنع أي اختراقات مستقبلية لتفادي ما جرى في الفترة الأخيرة من تجاوزات على الحدود المشتركة. وأضافت أن القيادي الحوثي حمل معه إلى زعيم الجماعة الإجابات التي حصل عليها بخصوص الحكومة الانتقالية التي يطالب الحوثيون بتشكيلها، وأن تتولى هي تجميع الأسلحة وتسلم المدن الواقعة تحت سيطرتهم. كان متابعون لمفاوضات الكويت قد أشاروا في وقت سابق إلى أن زيارة عبدالسلام المفاجئة للسعودية ربما تتولى مناقشة ترتيبات الترشيحات الخاصة برئيس وزراء جديد وحكومة وفاق وطني تتسلم من الشرعية صلاحياتها بتزكية من الولاياتالمتحدة والقوى الغربية الكبرى. ويسعى عبدالسلام إلى الحصول على موافقة القيادات الحوثية على الاتفاق الذي يتعلق بالحكومة الانتقالية وطبيعة اختيار عناصرها، قبل عودته إلى الكويت للاستمرار بعملية التفاوض. وقالت المصادر: "إن الجانب السعودي متمسك بفكرة الاتفاق الحدودي؛ لذلك أصر على دعوة عبدالسلام إلى الرياض للمرة الثانية، وإنه لا يمكن نجاح حل سياسي وحفاظ الحوثيين على دورهم في المشهد السياسي فيما قواتهم تستهدف الحدود السعودية". وتضغط أطراف دولية كبرى- بما فيها موسكو- لمنع تحول المباحثات بين الأطراف اليمنية في الكويت إلى عملية مساومات وفرض كل وفد لشروطه دون نهايات واضحة. "بحاح" ومبادرة جديدة فيما كشف نائب الرئيس اليمني السابق "خالد بحاح" عن وجود مبادرة جديدة لإنهاء الصراع باليمن، في حال عدم وصول مشاورات الكويت إلى نتيجة مرضية خلال الأيام القليلة المقبلة. ولفت إلى أن المجتمع الدولي سيطرح الأسبوع المقبل، هذه المبادرة التي تستند إلى المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرار الأممي. وقال بحاح في حوار متلفز، مساء أمس الأحد على " بي بي سي"، إن قرار إقالته الذي أصدره الرئيس هادي، كان مفاجئًا له وللسعودية ودول التحالف، مؤكدًا أن دول التحالف أدركت أن هذا القرار سيضعف من قوة الحكومة الشرعية في اليمن. وأضاف: "من الواجب أن نستريح ونعطي الآخرين فرصة لتولي الحكم بعيدًا عن المشاركين في الحرب باليمن". ونفى بحاح مسئوليته أو مسئولية دولة الإمارات عن استمرار الحصار على مدينة تعز، متهمًا مكونات سياسية- لم يسمّها- بتحمل تبعات ما يحصل في المدينة المحاصرة. وأكد بحاح في المقابلة التلفازية الأولى بعد إقالته، بأن تعز كانت في أولوية حكومته والتحالف، لولا أنانية بعض المكونات السياسية التي عبثت بملف تعز. المشهد السياسي وعلى صعيد المشهد السيسي، وصل رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، إلى العاصمة المؤقتة عدن برفقة أعضاء الحكومة على متن طائرة الخطوط الجوية اليمنية، وذلك لمباشرة أعمال الحكومة من داخل الوطن. وأعلنت الحكومة اليمنية، في بيان لها عقب عودة رئيسها ومعظم الوزراء إلى عدن العاصمة المؤقتة، أن لديها عدداً من الملفات والمهام ذات الأولويات ستعمل على معالجتها، وفي مقدمتها ملف القتلى والجرحى واستيعاب المقاومة الشعبية في المؤسسة الدفاعية والأمنية، وتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، وتحسين خدمات الكهرباء والمياه، والبدء بإعادة الإعمار، ومتابعة استكمال استعادة مؤسسات الدولة وتحرير ما تبقى من المحافظات التي لا تزال تحت سيطرة الميليشيات الانقلابية. وأضاف البيان "أن الحكومة وبتوجيهات من الرئيس هادي عازمة على بذل الجهود بالتعاون مع الأشقاء والأصدقاء في الدول والمنظمات المانحة للمضي قدماً في التعامل مع هذه المهام وفقاً لأولوياتها". وأشار البيان إلى أن هذه الملفات تتطلب تكاتف الجهود للتحرك الجاد في مواجهة التحديات الراهنة، وإنجاز خطوات ملموسة، وفي مقدمتها العاصمة عدن حالياً هو النهوض الفعلي بالجوانب الأمنية والخدمية. وفور وصول رئيس الوزراء إلى مطار عدن الدولي، أدلى بتصريح صحافي لوسائل الإعلام أكد فيه عزم وتصميم الحكومة على مواصلة دورها الوطني والتاريخي في هذه المرحلة الاستثنائية من العاصمة المؤقتة عدن، والمتابعة المباشرة لترسيخ الأمن والاستقرار في المحافظات المحررة، وإطلاق عجلة بدء إعادة الإعمار والنهوض والتعامل مع المشكلات التي يواجهها المواطن في المجالات المعيشية والخدمية. وقال بن دغر: "مثلما أثبتنا لأنفسنا وللعالم، قدرتنا على دحر ميليشيات الحوثي وصالح الانقلابية من غالبية أراضي الوطن، يجب أن ننتصر على مخططها المستمر للنيل من تماسكنا وشق صفوفنا، وكما قاومنا على الأرض وانتصرنا، ها نحن اليوم مدعوون إلى الانتصار في مسيرة البناء وإعادة الإعمار، فالنهوض يفترض منا أن نتعالى على الجراح والآلام لنبني الوطن ونعيد إعماره". ولفت بن دغر إلى أن الحكومة تدرك تماماً ما ورثته من تحديات جسيمة ومعاناة مريرة يكتوي بنارها المواطنين في المحافظات المحررة، لكن ذلك لن يكون مبرراً أو ذريعة للتهرب من مسئوليتنا، ويجب أن نعمل جنباً إلى جنب في الحكومة والسلطات المحلية والمكونات السياسية والمجتمعية كفريق واحد لمواجهة هذه التحديات، مؤكداً الحاجة إلى التعاون والتكاتف لاجتياز هذه المرحلة الفارقة في تاريخ الوطن، حتى نكون قادرين على معالجة المشاكل الموجودة التي تضغط علينا جميعاً من دون استثناء، وأن نعلم دوماً أننا في سفينة واحدة فإن نجت نجونا جميعاً. وأوضح رئيس الوزراء أن مستقبل اليمن وشعبه لم يعد يحتمل المزيد من المخاطرة والعبث، "وعلينا ألا نجلد أنفسنا كثيراً، فكلنا يعلم حجم التحديات التي ليست من صنع هذه الحكومة، لكننا مسئولون عن حلها وتجاوزها بكل الطرق والوسائل". وأكد أن الحكومة وهي تتواجد اليوم في العاصمة عدن، لديها رؤية واضحة لما ينبغي عمله في الملف الأمني والخدمي والمطلوب من الجميع هو التعاون، وأن يكون سقف التوقعات في الحدود المعقولة، فلا أحد يمتلك عصا سحرية لحل كل المشاكل دفعة واحدة، لكن الأهم هو البدء والمضي فيها دون تأخير أو تسويف. وأشاد رئيس الوزراء في ختام تصريحه بالدعم الأخوي الصادق الذي قدمته وتقدمه دول التحالف العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة لإسناد الجهود الحكومية المبذولة في الإغاثة وإعادة الإعمار وتحرير بقية أجزاء الوطن من سيطرة ميليشيات الانقلاب، وكذا للدول والمنظمات المانحة التي يتم التنسيق معها للتعاون وتقديم المساعدة في عدد من الملفات. هذا وكان في استقبال رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة في مطار عدن الدولي محافظ عدن اللواء عيدروس الزبيدي، ومدير الأمن اللواء شلال شائع وقيادة السلطة المحلية. المشهد اليمني دخلت مفاوضات الكويت بشأن الأزمة اليمنية مرحلة جديدة في إطار مساعي المبعوث الدولي للتوصل إلى اتفاق سلام شامل يعتمد على مخرجات الحوار الوطني والمبادرة الخليجية، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، ومن ثم بات التوصل إلى حل للوضع في اليمن أمرًا حيويًّا للحفاظ على كيان الدولة اليمنية ووحدة أراضيها. والسؤال هنا: هل ستكون مفاوضات الكويت آخر الجهود لإحلال السلام ببلاد اليمن السعيد الذي يئن من وطأة الحرب وتداعياته؟