قال وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي باولو جينتيلوني، اليوم الأربعاء، إن عديد مقاتلي "داعش" في ليبيا تراجع إلى النصف، داعياً إلى التوصل لاتفاق مع قائد الجيش التابع لمجلس نواب "طبرق" الجنرال خليفة حفتر لمواجهة التنظيم. وأوضح جينتيلوني في إحاطة أثناء جلسة استماع للجنتي الشؤون الخارجية والدفاع في البرلمان الإيطالي بعد ظهر الاربعاء بثها التلفزيون الحكومي "نحن نقدّر أن عديد قوات تنظيم داعش في ليبيا قد تراجع إلى النصف خلال الأسابيع الأربعة الماضية، كما أن مدينة سرت(وسط) معقل التنظيم قد فرّ منها نحو 20 ألف شخص". ولم يقدّم الوزير الإيطالي تقديرا لعدد مقاتلي "داعش" في ليبيا إلا أن تقارير إعلامية قدّرت عددهم بما يتراوح ما بين 4 و6 آلاف مقاتل. وأضاف جينتيلوني أن ما ذكر "لا يعني أن تحرير سرت هو أمر سهل أو قريب ولكنه يشير بالتأكيد إلى أن تنظيم داعش لم يعد بوسعه الاستيلاء على ليبيا". ولفت إلى أنه "في ليبيا هناك تقدم متواصل تم إحرازه على الأرض، وعملية الزحف باتجاه معقل تنظيم داعش في سرت قد حققت الكثير". وسيطر "داعش" على مدينة سرت الليبية(450 كلم شرق طرابلس) بداية العام الماضي، بعد انسحاب الكتيبة 166 التابعة لقوات فجر ليبيا والمكلفة من المؤتمر الوطني العام الذي كان ينعقد في طرابلس بتأمين المدينة، ويقوم التنظيم من وقت لآخر بشن هجمات لتوسيع سيطرته خارج المدينة شرقا وغربا. وقبل أسابيع بدأت قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني هجوماً ضد "داعش" في سرت ونجحت تلك القوات في السيطرة على عدد من القرى والبلدات في محيطها. وشدد الوزير على أنه "سيكون من المهم جدا الإقدام على خطوة كبيرة تتمثل في التوصل إلى اتفاق مع قوات الجنرال خليفة حفتر تقوم على إقراره السلطة السياسية لحكومة فائز السراج(رئيس حكومة الوفاق) المعترف بها دولياً، ونحن كمجتمع دولي نعمل في هذا الاتجاه". واعتبر جينتيلوني أن "الصراع مع داعش يحتاج إلى جانب سياسي بالإضافة إلى العسكري، علماً أن التنظيم قد تكبد خسائر نتيجة الهجوم المركز من جانب التحالف الدولي في كل من العراق وسوريا". وخلال المرحلة الانتقالية التي تلت إسقاط نظام الرئيس الراحل "معمر القذافي" في ليبيا عام 2011، حدث انقسام سياسي تمثل في وجود حكومتين وبرلمانيين وجيشين يعملان في البلاد في آن واحد، إذ كانت تعمل في طرابلس(غربا) "حكومة الإنقاذ الوطني" و"المؤتمر الوطني العام" (بمثابة برلمان) ولهما جيش انبثق عنهما، بينما كانت تعمل في الشرق "الحكومة المؤقتة" في مدينة البيضاء و"مجلس النواب" في مدينة طبرق، ولهما جيش آخر انبثق عنهما. كان ذلك، قبل أن تتفق شخصيات سياسية من طرفي الصراع في ليبيا، في 17 ديسمبر/ كانون أول 2015، وعبر حوار انعقد برعاية أممية في مدينة الصخيرات المغربية، على توحيد السلطة التنفيذية في حكومة واحدة هي "حكومة الوفاق الوطني" لكن البرلمان في طبرق، فشل على مدى أكثر من أربعة أشهر في عقد جلسة رسمية لمناقشة منح الثقة من عدمها لتشكيلة حكومة الوفاق، التي قدمها السراج، في فبراير/ شباط الماضي.