ذكرت وكالة رويترز أن بوادر انقسام ظهرت داخل الفصيل الرئيسي للمعارضة في جنوب السودان يوم الجمعة بعدما هدد قيادي بارز بعزل زعيم المعارضة ريك مشار مما ينذر بتصاعد التوتر في هذا البلد بعد أشهر من القتال. ويناقش مجلس وزراء جنوب السودان الجمعة مقررات قمة الاتحاد الأفريقي التي أوصت بإدخال قوات إضافية لبعثة الأممالمتحدة في البلاد لتعزيز عملية حفظ السلام. ويشارك وزراء المعارضة المسلحة في اجتماع الحكومة، وسط غياب رياك مشار النائب الأول لرئيس الدولة الذي لم يعرف مكانه بعد. وجاءت التوصية الأفريقية بعد معارك عنيفة بالعاصمة جوبا بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية. وقال مراسل الجزيرة في جوبا هيثم أويد إن الحكومة سبق وأن رفضت توصيات القمة الأفريقية بإدخال قوات أممية جديدة للبلاد. وأوضح أن جوبا قدمت مقترحات لتوفير الحماية لمشار من قبل القوات الأممية الموجودة حاليا في البلاد، أو أن تتولى الحكومة توفير الأمن له. لكن غياب مشار يترك فراغا في السلطة وفي المشهد السياسي كونه زعيم المعارضة المسلحة، ويشغل منصب النائب الأول لرئيس البلاد سلفاكير ميارديت. مهلة للعودة وكان سلفاكير أمهل مشار أمس 48 ساعة للعودة إلى العاصمة جوبا، من دون أن يحدد أية عواقب ستترتب على عدم عودته خلال هذه المدة. وقال المراسل إنه إذا لم يعد مشار لجوبا فإن المعارضة المسلحة قد تختار بديلا له لقيادتها ولشغل منصب النائب الأول للرئيس، رغم أن هذا السيناريو قد يواجه عقبات دستورية. يُذكر أن جوبا شهدت في الفترة من 8 إلى 11 يوليو/تموز الجاري معارك عنيفة بين القوات الحكومية التابعة للرئيس وبين المتمردين الموالين لنائبه.ىوخلفت هذه المعارك ثلاثمئة قتيل على الأقل وشردت 42 ألف مواطن، وفق مسؤولين في هيئات الأممالمتحدة. وأصدرت مجموعة من داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان -فصيل المعارضة الرئيسي- بيانا يقول إن على زعيمها مشار العودة إلى العاصمة جوبا ومواصلة عمله في الحكومة وإلا فقد منصبه. وعلى مدى أكثر من عامين خاض مشار الذي يشغل منصب نائب رئيس جنوب السودان وحركته حربا على فترات متقطعة تغذيها دوافع عرقية ضد قوات موالية لرئيس البلاد سلفا كير. ورحل مشار عن العاصمة في وقت سابق هذا الشهر بعد جولة جديدة من الاشتباكات قائلا إنه لن يعود إلا إذا تولت جهة دولية إنشاء قوة للفصل بين قواته وقوات كير. وطالبه كير يوم الخميس بالعودة لإنقاذ اتفاق السلام. وقال فريق من داخل حركة مشار يقوده وزير التعدين تابان دينج جاي يوم الجمعة إنه يؤيد دعوة الرئيس. وقال ويليام إيزيكيل المتحدث باسم الفريق الموالي لجاي من داخل الحركة الشعبية لتحرير السودان "القرار الذي أصدرته الحكومة لمنح.. مشار مهلة نهائية يتسق تماما مع صلاحياتها." وأضاف "بالنسبة لنا.. نريد منه أن يذهب.. وإلا فإننا سنستبدله." ورفض جيمس جادت المتحدث باسم مشار تلك التهديدات وقال إن الفريق الموالي لجاي بلا صفة رسمية في الحركة. وشهدت الساحة السياسية في جنوب السودان من قبل مثل هذه الخلافات والمشاحنات مع تحول ولاءات القادة سعيا لتكريس النفوذ في البلد المنتج للنفط والذي انفصل عن السودان قبل خمس سنوات. وأضاف جادت "مشار.. اتصل بجميع القادة العسكريين ليقطع أي اتصال بالجنرال تابن دينج جاي وبعض الأفراد ممن يدعمون مؤامرة الرئيس كير." وقال وزير الإعلام ميشيل ماكوي بعد اجتماع لمجلس الوزراء حضره بعض الوزراء من الحركة الشعبية لتحرير السودان إن الأمر يرجع إلى الحزب لحل خلافاته الداخلية. وأضاف قائلا للصحفيين "نصح مجلس الوزراء (مشار) بترتيب أوضاع حزبه حتى يمكنهم أن يقرروا ما إذا كان أحدهم سيعين قائما بأعمال ريك مشار أو إعلان موقعه شاغرا." وعلى مدى عامين اندلعت معارك في جنوب السودان بعد أن عزل كير مشار من منصب نائب الرئيس في 2013 حيث قتل أكثر من عشرة آلاف شخص وشرد أكثر من مليونين بعضهم لجأ لدول مجاورة. وقال أندرياس نيدهام المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مؤتمر صحفي بجنيف إن 26 ألف شخص نزحوا من جنوب السودان إلى أوغندا المجاورة بسبب الاشتباكات الجديدة.