ادي الإستقرار الأمني الواسع الذي شهدته ولايات دارفور الي إنهاء الوجود الفعلي للحركات على الأرض وأزال خطرها كمهدد للأمن، وبالمقابل ظهرت حالة الإنهيار لدي الحركات عامة وحركة مناوي على وجه الخصوص نتيجة لفقدانها كافة معاقلها التي تمركزت فيها منذ بداية التمرد في دارفور، الأمر الذي جعلها تتجة نحو ليبيا والعمل فيها كمرتزقة. ويعتبر مني أركو مناوي احد قادة التمرد الذين كانوا يحظون بعلاقات وطيدة ودعم خاص من نظام القذافي مسبقاً إذ تبدّى هذا الدعم بشكل واضح من خلال رعاية القذافي لمؤتمر حسكنيتة بجانب إستضافة ليبيا لقيادات مناوي لفترات متطاولة وإصرار القذافي على احتضان طرابلس لمحادثات توحيد حركات دارفور التي كان مقرراً لها الإنعقاد في سويسرا. وبعد أن ضاقت بها الأرض وتفرقت بها السبل إتجهت حركة مناوي الي ليبيا لإستكمال مسيرة الدعم والإيواء التي كانت تحظي بها إبان حكم القذافي ، ولأن اللواء خليفة حفتر لم يكن مختلفاً في إستراتيجيتة العدائية تجاه السودان قام بإحتضان حركات دارفور على رأسها حركة تحرير السودان جناح مناوي وفق إتفاق مسبق ، اذ دخلت حركة مناوي في خط الأزمة الليبية وظلت تقاتل مع قوات اللواء حفتر وتمارس النهب وتهريب السلاح والبشر مما تسبب في تعقيد الأزمة الليبية. استفادت حركة مناوي من حالة الفراغ الأمني الموجودة علي على الحدود السودانية الليبية نتيجةلعدم إستمرار تجربة نشر القوات المشتركة بين البلدين مما أتاح لقوات مناوي التحرك بحرية في الحدود والتمركز في الجنوب الليبي. وسبق أن قامت قوات مناوي بالإتفاق مع قوات حفتر بمقاتلة التبو في مدينة الكفرة الليبية واجراء عمليات سلب ونهب للبنوك والمؤسسات والمنازل ، كما نشطت في عمليات إختطاف المواطنين مقابل فدية على طريق اجدابيا والكفرة واستغلت الحركة تعاونها مع حفتر للقيام بعمليات هدامة وأصبحت مصادر تمويلها تجارة السلاح والمخدرات وتهريب المواد البترولية في سبيل إستعادة قواها مرة أخري. ويوضح الخبير الإستراتيجي والعسكري اللواء د. محمد العباس الأمين أن نشاط حركات دارفور وخاصة حركة مناوي في ليبيا قد يكون له أثر سالب في إعادة لحالة التوتر وعدم الإستقرار التي كان يسببها نظام القذافي في السابق بإتعبار أن قضية دارفور هي الثغرة الأبرز التي يمكن أن يستهدف عبرها حفتر السودان مستقلاً الحركات الدارفورية المسلحة، واضاف أن مكمن الخطر يظهر في أن ليبيا تُعتبر مخزناً ومستودعاً ضخماً لكافة أنواع العتاد العسكري الأمر الذي قد يرشحها للعودة الي حقبة القذافي. المتابع لشأن الحركات المتمردة يدرك توافق المصالح بين مناوي حفتر ففي الوقت الذي يسعي فية الأخير للإستفادة من قوات مناوي في القتال الدائر في ليبيا ومحاولة الإنتقام من الحكومة السودانية ، يسعي مناوي الي الي إستلام السلاح المتطور من مخابرات حفتر لمحاربة الثوار ، ومن ثم إنتهاز الفرصة للإنسحاب من ليبيا والتوجه الي دارفور لإستئناف الحرب. وعلى الرغم من الهزائم التي لحقت بحركة مناوي في ليبيا من قبل كتائب الثوار الا أن الخبراء الأمنيون والعسكريون يحذرون من اسمرار تواجدها داخل الأراضي الليبية لجهة أنها اصبحت مهدداً للأمن القومي السوداني بمناطق دارفور بشكل خاص و للأمن القومي الإقليمي وعلى الحدود السودانية الليبية بشكل عام ، بجانب ان خطر الحركات المرتزقة علي السودان يعتبر اكبر واخطر عليه من الدول التي تعمل معها الحركات كمرتزقة لانها قد تعود مرة اخري للبلاد وهي اكثر قوة بعد ان تتحصل علي الأموال والأسلحة مما يحتم علي الحكومة سرعة التحرك السياسي والعسكري لإحتواء الموقف والحيلولة دون وصول الحركات الي مبتغاها. ومما لا شك فيه أن اي دعم للحركات الدارفورية عبر البوابة الليبيبة سيؤثر سلباً على الإستقرار في المنطقة ودارفور خاصة وقد شكل وجود حركة مناوي في ليبيا تهديداً للأمن والإستقرار في المنطقة بإعتبارها قوات سالبة ترتزق من مشاركتها مع مختلف اطراف الصراع مما تتسبب في تعقيد الأزمات بما فيها الأزمة الليبية وإطالة أمدها ، كما أنها تعيق جهود المجتمع الدولي في وضع حد لتلك الأزمات ، وما يمكن أن يفرزة تواجد حركة مناوي في ليبيا من تدفق للسلاح الي عمق القارة الأفريقية مما يفتح الباب لكل الإحتمالات بما فيها محاولة إحياء الحركة مرة أخري وتجهيزها للعودة الي دارفور عبر البوابة الليبية . الأمر الذي يتطلب تحرك استراتيجي واضح من قبل الحكومة بالتنسيق مع دول الجوار المرتبطة بالملفات السودانية.