خرجت الأربعاء احتجاجات شعبية في عدد من المدن العربية والغربية للتنديد بما يقع في حلب السورية من جرائم بحق المدنيين، وللتضامن مع أهل حلب المحاصرين. وطالب المتظاهرون في بعض العواصم العربية بطرد سفراء روسياوإيرانوسوريا بسبب ما وصفوه بإجرامهم في حق الشعب السوري. ففي الكويت، تظاهر مئات المواطنين أمام السفارة الروسية احتجاجا على عدوان الجيش السوري المدعوم روسيا على آخر معاقل مسلحي المعارضة في شرق حلب، حيث لا يزال آلاف المدنيين محاصرين. ورفع المتظاهرون لافتات منها "أنقذوا حلب، أوقفوا المجزرة" وتوالى عدد من الخطباء ومن بينهم نواب على التنديد بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين باعتباره "مجرما" وللمطالبة بطرد السفراء الروس من تركيا ودول الخليج العربية. حملة تبرع وقال رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم إن المجلس سيخصص جلسة يوم 28 من الشهر الجاري لما يجري حلب، كما ينظم الهلال الأحمر الكويتي ومنظمات خيرية محلية حملة لجمع أموال لفائدة ضحايا الحرب بحلب، وتستمر الحملة إلى نهاية الشهر الحالي. محتجون بالكويت يتظاهرون أمام سفارة روسيا للتنديد بجرائم موسكو في حلب (رويترز) وفي موريتانيا، دعا حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني المعارض إلى طرد سفراء سورياوإيرانوروسيا من البلاد تضامنا مع أهل حلب. وكانت الشرطة فرقت أول أمس الثلاثاء مظاهرة نظمها نشطاء أمام مبنى السفارة الروسي في العاصمة نواكشوط خرجت لرفض ما تتعرض له حلب "جراء قصف النظام السوري وحلفائه". وفي فلسطين، نظمت مجموعة من مؤسسات المجتمع المدني وقفة لأطفال قطاع غزة أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الاحمر تضامنا مع حلب. ورفع الأطفال لافتات وشعارات تطالب بإنقاذ أطفال حلب ووقف المجازر، وسلموا رسالة لرئاسة الصليب الأحمر تناشدها المساعدة في إنقاذ الأبرياء من جحيم المجازر. طرد السفراء وفي لبنان، دعت هيئة علماء المسلمين السلطات لطرد سفراء روسياوإيرانوسوريا من البلاد بسبب ما وصفته بإجرامهم على أرض سوريا. وطالبت الهيئة حزب الله اللبناني -في لقاء تضامني مع حلب عقد في بيروت- بالعودة عن الخطأ الذي ارتكبه بحق السوريين. كما نظمت وقفات تضامنية بمدينتي الرباط والدار البيضاء في المغرب مع الشعب السوري، وقد ندد المشاركون بجرائم النظام السوري وحليفه الروسي. وفي إسطنبول التركية، تظاهر مئات السوريين والأتراك أمام مقر القنصلية الإيرانية للتنديد بما يجري بحلب من غارات جوية وقصف يتعرض له سكان المدينة، فضلا عن التنديد بالشروط التي فرضتها إيران على وقف إطلاق النار. وعّبر المتظاهرون عن استنكارهم للدور الإيراني الضالع في أزمة حلب ودور المليشيات التي تدعمها في عمليات إعدام ضد المدنيين العزل في حلب. وتجمع مئات من الناس وسط العاصمة البوسنية سراييفو تضامنا مع المدنيين المحاصرين في حلب. وأدانوا جرائم قوات النظام والمليشيات الموالية له ضد المدنيين، وطالبوا المجتمع الدولي بالتدخل بسرعة لإنقاذ الأبرياء. وقال منظمو المظاهرات إنهم يتفهمون تماما معاناة سكان حلب، لأن مدينة سراييفو ذاتها كانت في تسعينيات القرن الماضي محاصرة وتتعرض لقصف صربي يوميا. وفي فرنسا، خرج أكثر من ألفي شخص في العاصمة باريس للتعبير عن تضامنهم مع سكان الأحياء الحلبية المحاصرة، وندد المتظاهرون بالاعتداءات الممنهجة التي يتعرضون لها، وهتفوا ضد بشار الأسد وحليفه بوتين، ووصفوهما بالمجرمين والإرهابيين. برج إيفل وأطفأت بلدية باريس الأضواء الشهيرة لبرج إيفل تضامنا مع سكان حلب الذين يعيشون مأساة، وقالت رئيسة البلدية آنى هيدالغو في بيان إن هذا الإجراء الرمزي في مبنى معروف ينار بآلاف الأضواء البراقة كل ليلة يستهدف تنبيه المجتمع الدولي للحاجة إلى التحرك السريع لوقف المأساة. بلدية باريس تطفئ أنوار برج إيفل تعاطفا مع سكان حلب (الجزيرة) وفي العاصمة النرويجية أوسلو، تجمع عشرات من أبناء الجالية العربية والإسلامية والمتضامنين من النرويجيين أمام سفارة موسكو للتضامن مع المدنيين المحاصرين في حلب وغيرها من المناطق السورية. كما تظاهر عدة آلاف أمام مقر البرلمان الدانماركي في العاصمة كوبنهاغن، رافعين شموعا للتنديد بالمجازر التي ترتكب بحق الشعب السوري بحلب. وفي عاصمة السويدستوكهولم، دعا متظاهرون المجتمع الدولي إلى التحرك فورا لإنقاذ الشعب السوري، وطالبوا برحيل القوات الروسية والإيرانية ومليشيا حزب الله من الأراضي السورية. واحتج عدد من الناشطين من جمعيات ومنظمات حقوقية أمام السفارة الروسية بالعاصمة الأميركية واشنطن احتجاجا على الفظائع التي تشهدها حلب، وتنديدا بالحملة الروسية الداعمة للأسد في المدينة. وندد المتظاهرون بالمجازر المروعة بحق المدنيين منتقدين صمت المجتمع الدولي، وموجهين اللوم لإدارة الرئيس باراك أوباما بالتحديد بسبب تراجعها عن الخط الأحمر الذي فرضته في سوريا.