اكد استشاريو واختصاصيو السكري في لقاءات ل الوطن والمواطن ان داء السكري بدأ يرتفع في منطقة الخليج وتصل معدلاته الى اعلى ما هو معروف عالميا وتقدر ب 50% على مستوى المنطقة العربية والخليجية بينما يصل الى 10% في دول الغرب وهذا ينذر بالخطر ويستوجب معه ضرورة اخذ الاحتياطيات المناسبة للتوعية والارشاد والحد من اهماله ومضاعفاته‚ وعلى هامش الملتقى العلمي الثالث للسكري التقينا الدكتور خالد الربيعان استشاري السكري بجامعة الملك سعود بالسعودية الذي قال: ان المؤشرات الاحصائية الموجودة حاليا تنذر بالخطر وهذا بسبب قلة الحركة وقلة المجهود وعدم اتباع الحمية الغذائية المتوازنة وتفضيل الاكلات السريعة والوجبات ذات النكهات الكثيرة وعدم اتباع الرياضة وممارسة التمارين الخفيفة‚ واضاف ان التحليل القديم للعلماء العرب في كتب ومراجع متعلقة بالطب يؤكد أنهم وصفوا داء السكري بدقة ووضعوا له علاجات ناجحة من حيث تقسيمهم لهذا المرض الى سكري الرجل والمرأة والطفل‚ واوضح د‚ الربيعان ان العرب وصفوا حالات السكري اكثر دقة من الوصف العلمي الحالي حيث سماها العرب ب «4» مراحل مختلفة واطلقوا عليها البدانة وانها تختلف من الرجل الى المرأة والطفل وجاءت نتيجة ملاحظات وأوصاف عامة كانوا على درجة كبيرة من الدقة فيها‚ وذكر ان الوصف العلمي الحديث للسكري هو عبارة عن صراع ما بين الجانب العصبي والدماغي والهرموني والبيئي والاجتماعي والنفسي وكلها عوامل تختلف وتتفاعل مع بعضها لتحدث السمنة‚ وبين ان الهرمونات لها دور مؤثر في السمنة والجوانب العصبية هي المؤشرات التي يتلقاها الدماغ مثل فتح الشهية والاكل الزائد على الحد واثر السمنة على الجسد‚ واكد ان العلاج الحقيقي في الوعي المجتمعي لأن هناك رواسب اجتماعية متوارثة في ذهن كل فرد على ان السمنة جاءت من موروث بالاسرة وهذا خطأ واما نسبة تقبل السيدات البدينات انهن بدينات تصل الى اقل درجة لأنهن يعتقدن بأنهن في اوزان طبيعية ولن يتم تغيير هذا المفهوم الا بازالة المفاهيم الخاطئة‚ وعن الربط بين القديم والحديث قال د‚ الربيعان استشاري السكري: ان العرب قديما اوضحوا الفروق والاختلافات في السمنة وعلى الرغم من ان الابحاث العالمية تشير الى ما توصل اليه العرب قديما الا اننا لم نبرز علمنا وكتبنا بدقة ولم نوضح الفرق في العلوم الحديثة على الرغم من اننا سبقنا العالم‚ واخيرا‚‚ علل زيادة السمنة والسكري بشكل غير طبيعي في الوقت الحاضر بسبب ضعف ربط السمنة بالوعي الاجتماعي وهذا هو دور وسائل الاعلام وعدم الاخذ في الاعتبار العوامل البيئية والنفسية والاجتماعية المؤثرة على السمنة وهذا يقع على عاتق الدور الاعلامي في تكثيف حملات التوعية‚ من جانبه يقول الدكتور ابراهيم الشعر طبيب الاسرة بمركز الخليج الغربي على هامش ورقة العمل التي قدمها للملتقى ان الجهود المبذولة للحد من السكري ضرورية حيث اصبح مشكلة عالمية وصلت الى حد الخطورة ولا بد من تكاتف الجهود لمواجهتها‚ واكد ان الدور لا يقع على الدولة وحدها ولكن لا بد من تكاتف جهات الرعاية الصحية والاعلامية والاجتماعية للحد من انتشار الظاهرة‚ وقال: ان الدراسة التي نفذتها جمعية الكسري تحدد النسبة ب 15% في قطر او هي في ارتفاع مستمر وهناك مضاعفات ملحوظة مما يزيد العبء على الخدمات الصحية‚ واضاف ان المشكلة تكمن في السكري على المدى الطويل وما تسببه هذه المضاعفات من اثر على الكلى والعين والقلب والاعضاء‚ وذكر ان جميع الدراسات التي اجريت عن السكري تؤكد انه يزيد بشكل سريع وطردي ومع السمنة تزيد نسبة الاحتمالات باصابة الداء‚ ونوه د‚ الشعر بأن 90% من مصابي السكري من النوع الثاني و10% من المصابين بالنوع الأول‚ وأكدت د‚ منيرة العروج امينة سر رابطة السكري الكويتية ان مشكلة السكري في زيادة مستمرة حيث تصل في البلدان الخليجية الى 15% وفي قطر تصل هذه النسبة وتتقارب مع الكويت مما يتطلب ضرورة الوصول الى حلول سريعة‚ وقالت: ان التوعية تبدأ برفع مستوى التعايش مع المرض بين الفئات المختلفة لمكافحة السكري وذلك عن طريق الحد من الأكلات السريعة وتجنب التغذية الخاطئة‚ واضافت ان المتغيرات الحياتية الجديدة في الثلاثين سنة الأخيرة ارتفعت فقد وصلت في الكويت الى اكثر من 16% بعدما كانت في السبعينيات اقل من 7% وهذا سبب اختلاف النظام الغذائي وتغير نوعية الحياة اليومية‚ وذكرت ان متطلبات العصر مثل استخدام السيارات ووسائل الرفاهية الحديثة التي اثرت على الجمهور زادت من نسبة السمنة وأثرت على مضاعفة السكري‚ وأوضحت ان السمنة زادت بين السيدات في الفترة الأخيرة بسبب تغيير ظروف الحياة العصرية خاصة لدى السيدات بعد سن الاربعين حيث تتوقف الدوة الشهرية وتدخل المرأة في سن اليأس وهي الفترة التي تؤدي الى زيادة هرمونات الجسم مما يتسبب ذلك في السمنة‚ وحول الدور المطلوب من جمعيات السكري قالت د‚ منيرة العروج: ان الدور الاعلامي مطلوب في التركيز على المتغيرات الحياتية اليومية خاصة زيادة الوعي والتركيز على الانشطة الرياضية والحركية وتقليل فترة السمنة‚