اعتادت حكومة دولة جنوب السودان على نقض العهود والمواثيق وتجلى بصورة واضحة وصريحة قي استمرارها في احتضان المعارضة السودانية داخل اراضيها. هكذا إستهل القيادي والمعارض الجنوبي استيفن لوال حديثة متهماً حكومة بلاده بالتنصل والتمادي في عدم الالتزام بتنفيذ بنود اتفاق التعاون المشترك اضافة الي خرق المصفوفة الامنية التي تعتبر من اهم البنود التي وردت في الاتفاق الذي نصت علية الوثيقة الامنية والخاصة بالتزام الطرفين بعدم ايواء وتقديم المعونات للحركات المتمردة من الطرفين. وكذلك نصت الوثيقة الامنية الموقعة بين الخرطوموجوبا علي ضرورة عدم التراشق الاعلامي والذي يودي الي افساد العلاقات التاريخية بين الشعبين. ويقول لوال إن ايواء الحركات المعارضة من قبل جنوب السودان يترتب عليه تبعات امنية وعدم استقرار في البلدين الامر الذي يقود جوبا الى دق ناقوس الخطر مرة اخري اضافة الي فرض عقوبات دولية واممية علي جوبا لاجل التفافها حول المصفوفة الامنية وعدم التزامها بالمبادي التي وردت في اتفاق التعاون المشترك. اعتراف وبراهين ويخشى لوال أن تكون حكومة بلاده قد تورطت في امر الدعم ولا تستطيع الفكاك منه فقد تعهد نائب رئيس الجنوب تعبان دينق قاي، عند زيارته للخرطوم بان بلاده ستقوم بطرد المعارضة السودانية بشقيها (قطاع الشمال والحركات الدارفورية المسلحة) خارج "حدود 1956" ويمضي لوال بالقول الى أن هذا الحديث من تعبان يدل علي ان جوبا مازالت تقوم باحتضان قادة الحركات المسلحة داخل الفنادق خمس نجوم وانها شاركت في الحرب الاخيرة التي دارت رحاها في الاستوائية ومناطق بانيو واعالي النيل. وفي هذا المنحي يقول القيادي الجنوبي ديفيد يل بانهم يمتلكون ادلة وبراهين دامغة تدين حكومة جوبا في ظل استمرارها في إشراك الحركات المتمردة السودانية في القتال بالجنوب ودعمها بالرغم من حديث وزير الخارجية كوال ماينانق والذي أكد الالتزام باجلاء المجموعات المسلحة السودانية من جوبا خلال فترة شهر واحد والتزام حكومتة بوقف العدائيات وانهم بصدد تنفيذ الاتفاقيات خلال المهلة التي التزموا بها. ويصف يل مثل هذه الاحاديث بأنها تضارب في الاقوال والتصريحات ما بين حكومة جوبا وخارجيتها ويدل ذلك علي عدم الجدية في تحويل الاقوال إلى أفعال. ويخلص يل الى قوله بان حكومة جوبا تحاول اللعب بالنار لأن الجنوب أصبح تتقاذفه الامواج والفتن اضافة الي وجود صقور وحمائم وجنرالات يلعبون علي مصالح البلدين ويستفيدون من العزف علي وتر استمرار الحرب الأهلية، وأن هناك أصحاب أجندة يندسون وراء الشرعية الزائفة ويتحدثون عن تطوير العلاقات الخارجية مع دولة السودان. ودعا حكومة الجنوب أن تتخذ مواقف واضحة وحاسمة وخطوات عملية صارمة لاجل الاسراع بتنفيذ اتفاق التعاون المشترك لان المسالة الامنية مهمة واستقرار السودان سيكون له تأثيره للخروج من المعضلة وتعقيداتها لان السودان لابد له من حماية سيادتة وحماية كيانه وشعب بلاده واتخاذ مواقف ايجابية ثابتة لاجل ترسيخ دعائم السلام وبقاء العلاقات التاريخية الطويلة بين البلدين. فك الارتباط ويرى اسماعيل زكريا المنشق من الحركة الشعبية قطاع الشمال ان الحركة مازالت تتمادى في الصراع لاجل البقاء بالرغم من التفكك والتشرذم الذي حدث في الحرب الاخيرة ومازالت تماطل لاجل اطالة امد الحرب والنزاعات في المناطق المتضررة من الحرب، ويقول إن وجود الحركات المسلحة في جوبا وبحر االغزال يدل علي عدم التزامها بالاتفاقيات المبرمة بين الطرفين، وهو ما ينعكس سلباً على الأمور السياسية وتعكير صفو العلاقات التاريخية بين البلدين الامر الذي يستدعي تدخل المجتمعين الدولي والاقليمي لحل الازمة بدولة الجنوب. اضافة الى أن عدم فك الارتباط بين جوبا وقطاع الشمال يمثل "خميرة عكننة" في علاقة الخرطوموجوبا خاصة أن القطاع يقوم باستلام مخصصاته من دولة الجنوب ويتلقه جنوده مرتباتهم من جوبا اضافة الي ان قطاع الشمال لم يتخذ موقفا ايجابيا للجنوح للسلام بالرغم من النداءات المتكررة من الحكومة السودانية والتزاماتها بعدم خرق الاتفاقيات. خطوات متقدمة ويستبعد زكريا ان تقوم جوبا باتخاذ اي خطوات متقدمة في اطار طرد المعارضة السودانية من اراضيها مستشهدا بثلاثة أدلة ولخصها في استخدام جوبا سياسة الضرب تحت الحزام والاصطياد دائماً في المياه العكرة وانتهاك سيادة الدول المجاورة كما حدث في الحرب الأخيرة في مناطق جبال النوبة إضافة الى أن جوبا تعول كثيراً على قطاع الشمال في تنفيذ أجندتها ضد السودان تنفيذاً لرغبات وأجندات جهات أجنبية لها مصالح في دولة الجنوب وخدمة رعاياها مثل دولة اسرائيل، إضافة الى تنصل جوبا عن اتفاق السلام الذي تقوم برعايته دول الايقاد مروراً بمبادرة دولة كينيا في دعم السلام في الجنوب كل تلك الحقائق تشير إلى أن جوبا تقف على حافة الانهيار وأنها أصبحت على كف عفريت.