قال المفكر العالمي الشهير د.محمود ممدانى إن أسباب تفجر الصراع الحالي في إقليم دارفور بالسودان جاء نتيجة الخلافات والنزاع على المراعى والمياه والموارد الطبيعة بين الرعاة والمزارعين في الإقليم بسبب الجفاف والتصحر والمجاعة بالإضافة إلى عامل تاريخي مساند يعود إلى الاستعمار البريطاني الذي خصّ شيوخ القبائل بتملك الأراضي. ونبه السيد ممدانى في ندوة فكرية نظمتها المؤسسة العربية للديمقراطية بفندق جراند ريجنسي بالعاصمة القطرية الدوحة بعنوان (قضية دارفور رؤية للحل ) إلى ان النزاع في دارفور اندلع قبل مجئ الحكومة الحالية في الخرطوم إلى السلطة عام 1989م .وقال إن ما يجرى في دارفور وما سقط فيها من ضحايا ليس أكثر مما جرى من قبل في دول افريقية أخرى مثل انجولا ورواندا والكنغو. وكشف السيد ممدانى في الندوة التي أمها جمهور كبير من المهتمين والسودانيين وبخاصة من أبناء دارفور بالدوحة أن أعداد الضحايا في دارفور أقل بكثير مما تنشره بعض الجهات مثل الأممالمتحدة والولايات المتحدةالأمريكية ، وأضاف: في قمة الأزمة عامي 2003م-2004م تراوحت التقديرات بين (300) إلى (400) ألف ضحية حسب إحصاءات وباحثي تحالف (أنقذوا دارفور) الأمريكي ، مشيراً إلى إن (12) خبيراً مختصاً اتفقوا على أن هذه الأرقام جاءت نتيجة لدراسة للوضع في مخيمات اللاجئين في الإقليم ثم عممت بعد ذلك على كل دارفور دون اعتبار لأوضاع المخيمات والاختلاف بينها. وأشار إلى ان الخارجية الأمريكية اعتمدت هذه الأرقام عندما بعثت إليها وللكونجرس مبيناً أن مصادر الأخبار الأمريكية تستخدم حتى الآن أرقام عام 2004م دون تغطية لما جرى على الأرض من تحسن في الأوضاع الأمنية والإنسانية .