اثارت التصريحات التي اطلقها ياسر سعيد عرمان ابان الازمة التي كادت ان تعصف باتفاقية السلام الشامل على حد وصف عدد من المراقبين، والخاصة بامكانية سحب ضباط الحركة الشعبية الذين يعملون بجهاز الامن والمخابرات. ومما فاقم من خطورة التصريحات واعطاها بعداً غير الذي قصد بها ،صمت الضباط المعنيين في جهاز الامن وعدم التعليق على هذا الحديث،واعتبر خبراء سياسيون وامنيون وعسكريون ان هذا الحديث في منتهى الخطورة، لكونه تحدث عن احد الاجهزة الامنية المنوط بها حفظ النظام وحماية الامن القومي في السودان ،وأن حديث السياسيين في مثل هذا الشأن من اكثر الامور التي يمكن ان تعرض العمل الاستخباري والاستراتيجي الى مخاطر جمة قد تؤثر على الاستقرار الامني والسياسي والاجتماعي للوطن ،وطالب بعض الخبراء من جهاز الامن فرض هيبته بعدم الصمت على هذه التصريحات التي تصدر من السياسيين في شأن يخص العمل الامني والامن القومي في السودان . المركز السوداني استطلع عدداً من خبراء المجال فخرج منهم بهذه الحصيلة .... *اللواء التوم النور دلدوم: اعتبر الحديث في أي شأن يخص أجهزة الامن والشرطة والقوات المسلحة حديثاً غير صحيح ،وانه خط احمر لأنهم من يحافظون على امن هذه البلاد وفق استراتيجية قوية ومحكمة يجب ان يتقيدوا بها، وليس حديث رأي سياسي، وقال ان ضباط الحركة الشعبية بجهاز الامن والمخابرات على الرغم من انهم جاءوا عبر اتفاقية السلام الشامل الا انهم يجب ان يكونوا ملتزمين بلوائح ونظم وضوابط جهاز الامن والمخابرات ، وأضاف دلدوم ان ياسر عرمان الان يقوم بدور وعمل خطير داخل الحركة الشعبية، وقال ان انسحاب ضباط الحركة اذا حدث فسوف يضر بضباط الحركة في الجهاز وليس بالجهاز، لانهم هم الخاسرون اولاً واخيراً بفقدان وظائفهم وترك العمل في المجال القومي والحيوي الذي جعلهم يقدمون خدمات كبيرة للسودان. *الفريق محمد بشير سليمان الناطق الرسمي السابق باسم القوات المسلحلة والخبير العسكري قال:- ان تصريحات ياسر عرمان في شأن ضباط الامن حلقة من حلقات اضعاف الدولة والامن والحكومة لتحقيق اهداف سياسية وردت في مؤتمر جوبا سواء للحركة الشعبية او لاحزاب المعارضة للانقاذ أو حتى للدول الخارجية التي تدعم مخططات اضعاف النظام في السودان ،وقال سليمان ان الحركة رغم انها تمثل احد الاضلاع الرئيسية في حكومة الوحدة الوطنية، الا انها تستهدف وحدة السودان بمثل هذه الاقوال والافعال التي تصب في مهددات الوحدة الوطنية ،واعتبر ان رؤية الحركة في هذا الاتجاه غير سليمة بالمرة ،وخطورة الامر حسب سليمان ان الحركة غير مدركة لهذا الامر الذي يفتقر الى البعد السياسي في اطار مطلوبات الوحدة الوطنية، وهم يريدون الا تجرى الانتخابات في مواعيدها حتى تصبح الحكومة القائمة في السودان الان غير شرعية في اكتوبر من العام القادم،وهذا الامر بالذات يتناقض مع وحدة السودان وامنة القومي، وقد يجعل البلاد حسب سليمان في حالة فوضى ،وتساءل سليمان لماذا لا تطرح الحركة رؤاها بشكل سلس وموضوعي داخل لجان الشراكة وتترك تعقيد الامور في مواجهة الشريك المؤتمر الوطني وتحاول المساعدة في التوصل لحلول لقضايا البلاد بدون هذه المخاشنات السياسية التي لا تقدم ولا تؤخر .
* الفريق الفاتح الجيلي المصباح المدير السابق لجاز الأمن والخبير الاستراتيجي قال ل(ا س ام سي ):- ان هذه التصريحات محاولة لتسييس جهاز فاعل وحساس في الدولة هو جهاز الامن والمخابرات الوطني وعادة هو جهاز قومي يتم الاختيار له بطريقة قومية بعيداً عن الولاء السياسي او القبلي او البعد الجهوي،واضاف المصباح ان الحركة وبالرغم من دخول ضباطها وفق حصتها في الشراكة كما تنص على ذلك الاتفاقية،الا انها كان يمكن ان تدخلهم عبر الاختيار العادي لو لم تكن البلاد في حالة حرب، لذلك فان أي دعوة لان يكونوا طرفاً في منازعات سياسية وحزبية تضر بمجمل العملية الامنية، ولا تمكن الاجهزة الامنية من اداء دورها على الوجه الاكمل بكل الحيدة والنزاهة ووفق الخطط الموضوعية لذلك، ودعا الفريق المصباح اعضاء الجهاز ومنسوبية للعمل وفق لوائح الجهاز وعدم التقيد بأي انتماء حزبي، كما طالب كل السياسيين بعدم التدخل في عمل الاجهزة القومية حتى لا يعرض دلك امن البلاد للخطر، على الرغم من تاكيده على ان هذه الاجهزة قد يكون بها بعض الافراد اصحاب الولاء السياسي لكنهم في نهاية الامر حسب المصباح هم اصحاب ولاء للعمل في هذه الاجهزة القومية عالية الحساسية . *الفريق محمد عبد الشافع قال: ان مثل هذا الحديث عن سحب ضباط في جهاز مثل الامن والمخابرات عبر افراد سياسيين حديث في غاية الخطورة لانهم اعضاء في جهاز قومي حساس لا يحق لهم حتى ابداء وجهة النظر في مجمل العملية السياسية ناهيك عن التقيد بالانصياع لحديث السياسيين حول اداء هذه الاجهزة. اللواء الدكتور محمد العباس الخبير الاستراتيجي واستاذ العلوم الاستراتيجية قال: ان مثل هذا التصريح من ياسر عرمان او أي فرد في الحركة الشعبية يعكس جهل وعدم المام الحركة بالدور الاستراتيجي لهذا الجهاز القومي، ودور كل المؤسسات القومية الاخرى مثل الشرطة والقوات المسلحة، وقال العباس ان الدولة والنظام الحاكم فقط من يحق له الحديث عن هؤلاء الضباط والمنتسبين لهذه الاجهزة، لكنه قال ان هذا الامر يؤكد على مسألة في غاية الخطورة وهي أن ضباط الامن يخضعون للاحزاب السياسية وينفى الدور القومي لهم، كما انه يجعل الاحزاب تحاول السيطرة على هذه الاجهزة القومية ،كما انه يتناقض تماماً مع الفهم العام والقانون المقيد لعمل هذه الاجهزة الامنية وقال ود العباس يجب على الحركة الشعبية ان تحافظ على قومية هذه الاجهزة، موكداً ان التصريح الذي ادلى به عرمان يفتقر الى الدقة والفهم الاستراتيجي وهو حديث اطلق على عواهنه ،ويفترض ان يقوم جهاز الامن والمخابرات بمحاسبة ياسر عرمان لانه أساء للامن القومي ودور جهاز الامن والمخابرات الاستراتيجي المعروف.