خطاب المشير عمر البشيرفي مراسم تشييع فقيد السلام والوطن د.جون قرنق وفيما يلى نورد نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله الاخوة والاخوات الحضور الكريم ضيوف بلادنا السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نلتقي اليوم في جوبا لنودع الاخ الدكتور جون قرنق . لقد عرفت جون قرنق أولاً كضابط في القوات المسلحة بعد اتفاقية 1972م . وكانت من الأقدار العجيبة ان يوضع في كشف القوات المسلحة ضمن الدفعة 18 . الدفعة التي انتمي إليها شخصيا فاصبحنا أولاد دفعة تعارفنا بعدها في ميادين القتال . عرفت جون قرنق المقاتل والتقينا في التفاوض كما قال الاخ باقان . تفاوضنا سنين عددا وكللت والحمد لله مفاوضاتنا باتفاقية السلام . هذه الاتفاقية التي نؤكد مرة أخرى أنها اتفاقية ملك كل اهل السودان . لا تتأثر هذه الاتفاقية بغياب جون قرنق الذي غاب عنا في هذا الوقت العصيب ولا بغياب البشير وان غاب اليوم أو غداً . قضينا أيام قلائل بعد أن شاركتم معنا قبل أربعة أسابيع احتفالاتنا باداء القسم للرئاسة الجديدة وعرفت بعدها جون قرنق الانسان.. كنت اعرف قبلها جون قرنق المقاتل . اعرف جون قرنق المحارب ولكني عرفت جون قرنق الانسان فوجدته انساناً يحمل كل مشاعر الود لكل أهل السودان .وجون انسان مليء بالامل والرؤية والتطلع إلى سودان يسع الجميع ويجد الجميع فيه نفسه وينعم الجميع بخيراته. منذ أن التقينا لم نختلف حتى ولو على حرف واحد كان الانسجام هو طابع لقاءاتنا ، وكان التطلع لمستقبل زاهر هو حديثنا ، واظن بعضكم قد سمع حديثنا حيث التقينا اخر مره في فلوج. ونودع اليوم واحد من ابطال السلام . قد نجد الكثيرين من أبطال الحرب ولكن ابطال السلام هم قله ، احدهم الذي يرقد امامي الدكتور جون قرنق فجون قرنق يعرفه الكثيرون من خارج السودان، وهذا الوجود الكثيف معنا لقادة أفريقيا ومن بقية العالم هو الدليل على مكانة قرنق في نفوس هؤلاء فنحن اليوم . نعم - فقدنا قائداًَ عظيماً وخسرنا آخاً كنا نرجوه لمستقبل ايامنا ولكن عزاؤنا ان الحركة الشبعبية قد أثبتت انها تنظيم متماسك ، لا تهزها النوائب وتتصرف بالحكمة المطلوبة في الزمن القاسي ، رغم الصدمة ورغم الفقد المفاجيء كانت الحركة متماسكة وقدمت واحداً من أبناء السودان الاخ سلفاكير ، ونحن نقولها مرة أخرى للاخ سلفاكيرا أننا سنضع يدنا في يد بعض لانقاذ اتفاقية السلام حرفاً حرف وأن البندقية لن تعود للجنوب أو مناطق القتال مرة أخرى ، فقد ودعنا ذلك ونحن نقبل إلى سودان جديد مشرق مفعهم بالامل والتطلع لكل أبناء السودان. هذه شهادتنا امامكم وهذه شهادتنا لكل أهل السودان ولكل محبي السودان ولكل محبي السلام في السودان ولكل افريقيا والعالم . هذا عهدنا لكم ايدينا في ايدي بعض لنهض سوياً لتنفيذ اتفاقية السلام وبناء السودان.. نعم . عزاؤنا لكل أهل السودان ولكل افريقيا ولكل محبي السلام ولكن عزاؤنا الخاص لأسرة الفقيد دكتور جون قرنق ماما ربيكا وابنائها . ونقول أن ابناء قرنق هم ابنائي ومسئوليتي ان ارعاهم بنفس القدر بل أكثر مما كان يرعاهم والدهم لأنه لم يتفرق لذلك وإنما تفرق لقضيتة التي عاش من أجلها. اما الحديث عن حادث الطائرة المشئومة فنحن رغم ايماننا بأقدار الله لكننا لابد أن نجري تحقيق دقيق حول ملابسات سقوط الطائرة وسيكون اتصالنا مع الاخوة في يوغندا والاخوة في كل مكان واتفقنا على تشكيل لجنة وطنية والباب مفتوح امام كل من يريد أن يدلي بمعلومة عن ما حدث لهذه الطائرة للوصول لنتائج الحقيقية والتي سنملكها للجميع نؤكد لكم مرة أخرى ان مسيرة السلام ماضية لنهاياتها حتى ينعم شعبنا بالامن والاستقرار والشكر لكم وللأخوة الأفارقة الذين شاركوانا الاحتفال قبل أربعة اسابيع باداء القسم وتوقيع الدستور الانتقالي تحقيقاًَ للسلام ، وسنتعاون سوياً من أجل ذلك ومن اجل السلام والاستقرار في افريقيا.