الاثنين 19 يونيو 2017 تعرض منتجع "كانغابا" السياحي، الواقع شرقي العاصمة المالية باماكو، لهجوم مسلح نفذه مجهولون مساء الأحد، وأسفر عن مقتل شخصين أحدهما فرنسي، بالإضافة إلى جرح أربعة أشخاص من ضمنهم جندي مالي. الهجوم جاء ليؤكد تدهور الأوضاع الأمنية في مالي، رغم وجود آلاف القوات التابعين للأمم المتحدة، وقرابة 4 آلاف جندي فرنسي ضمن العملية العسكرية "بركان" لمحاربة الإرهاب في منطقة الساحل. ولكن الأهم هو أن هذا الهجوم يأتي قبل أسبوعين من قمة يعقدها رؤساء دول مجموعة الساحل الخمس في باماكو، بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهي القمة التي ستخصص لوضع اللمسات الأخيرة على قوة عسكرية مشتركة لدول الساحل، مهمتها الوحيدة محاربة الإرهاب والتهريب في المنطقة. كيف وقع الهجوم على منتجع "كانغابا" السياحي؟ بدأ الهجوم الذي استهدف منتجع "كانغابا" السياحي عند حوالي 16:30 بالتوقيت المحلي، وهو نفسه التوقيت العالمي الموحد، واستمر لعدة ساعات، قبل أن ينتهي بتدخل من القوات الخاصة المالية (وحدة مختصة في مكافحة الإرهاب)، وبمساندة من القوات الفرنسية وقوات الأممالمتحدة. المهاجمون الذين لم يعرف حتى الآن عددهم ولا لأي جهة ينتمون، دخلوا المنتجع وهم يهتفون "الله أكبر"، ويطلقون النار، وفق ما أكده ناجون من الهجوم. وقد حاول المهاجمون احتجاز رهائن، أغلبهم من الغربيين. كيف تم إنهاء الهجوم؟ الهجوم الذي بدأ عند حوالي الساعة الرابعة والنصف مساء، انتهى عندما تدخلت القوات الخاصة المالية، مدعومة من طرف الفرنسيين وقوات الأممالمتحدة، في عملية اجتياح للمنتجع من أجل استعادة السيطرة عليه وتحرير الرهائن. العملية العسكرية بدأت عند حوالي الساعة السابعة مساء، أي بعد بداية الهجوم بحوالي ساعتين ونصف، وقد استمرت لأكثر من ساعة. وتمكنت القوات المتدخلة من تحرير أكثر من 36 رهينة، فيما قتل شخصان أحدهما سيدة تحمل الجنسية الفرنسية والغابونية، بينما لم يتم التعرف على الضحية الأخرى. من هم المهاجمون وما مصيرهم؟ حتى الآن لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، فيما قال وزير الأمن في مالي إن "جهاديين مفترضين" هم من نفذ الهجوم، من دون أن يعطي أي معلومات عن هؤلاء الجهاديين. المتوفر حتى الآن من المعلومات يؤكد أن أربعة من المهاجمين قتلوا، وأن القوات الخاصة المالية والفرنسية قامت بعملية تمشيط واسعة للمنتجع بحثاً عن مهاجمين فارين. ولكن بالنظر إلى الهجوم وطريقة تنفيذه، يتبادر إلى الذهن ما تعرض له فندق راديسون بلو في باماكو (2015) وفندق سبلانديد في واغادوغو (2016)، ومنتجع بسام الكبير في أبيدجان (2016)، وهي عمليات نوعية نفذتها جماعة "المرابطون" بالتعاون مع إمارة الصحراء التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي. وسبق أن أعلن زعيم جماعة "المرابطون" الجزائري مختار بلمختار، أنه ستعمل على استهداف المصالح والرعايا الغربيين في الدول التي تدخلت في الحرب الدائرة في شمال مالي. ما هي الأجواء التي وقع فيها الهجوم؟ من المؤكد أن مالي تعيش منذ فترة حالة من التدهور الأمني، شهدت تصاعد وتيرة الهجمات التي تشنها الجماعات الإسلامية المسلحة، ولكنها هجمات ظلت مقتصرة على استهداف القوات الأمميةوالمالية والفرنسية في شمال ووسط البلاد، بعيداً عن العاصمة باماكو. ولكن سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية في باماكو، قبل تسعة أيام فقط، دقت ناقوس خطر هجمات محتملة في العاصمة باماكو، وبعثت برسالة تحذير إلى جميع الرعايا الأمريكية في البلاد. تحذر الرسالة الأمريكية من هجمات في باماكو قد تستهدف البعثات الدبلوماسية الغربية، الأماكن الدينية، أو مواقع يرتاده الغربيون. وطلبت الرسالة من الرعايا الأمريكيين الابتعاد عن الأماكن ضعيفة التأمين، الكنائس، المطاعم والفنادق، بل إنها ذهبت لنصح الأمريكيين بعدم زيارة مالي. المصدر:( صحراء ميديا)