(smc) الموقف الفرنسى تجاه السودان ظل فى أشد لحظاته قسوة محايدا، واحيانا كثيرة متطابقة مع وجهات نظر الحكومة حول القضايا الخلافية مع الغرب عموما وامريكا وبريطانيا على نحو اخص، ولكن الموقف الاخير لباريس والمتعلق بالتلويح بفرض عقوبات على السودان فى حال استمراره فى رفض القوات الدولية بدارفور، يطرح هذا الموقف الجديد اكثر من سؤال ، اذا هى المرة الاولى التى يتناغم فيها الموقفان الامريكى والفرنسى بشأن ملف دارفور، فهل التغيير الكبير فى الموقف الفرنسى هو نتاج فقدان باريس صبرها من الحكومة السودانية كما قال وزير الداخلية الفرنسى اليمنى الاوفر حظا فى الانتخابات القادمة نيكولا ساركوزي الذى قال على السودان ان يعرف ان صبرنا بلغ نهايته، ام الان يتعلق بمرحلة جديدة من السياسة الخارجية الفرنسية التى عرفت بالتوازن ومفارقة النهج الامريكى الساعى الى فرض الرؤي والحلول بالقوة والضغوط والعقوبات كاستراتيجية امريكية ، والعداء الذى كشف عنه ساركوزي تجاه السودان والتهديد فى حال فوزه بتصعيد الضغوطات على السودان يكشف من جهة اخرى امكانية زج فرنسا الدولة المتوازنة فى اتون صراعات دينية وصدامات حضارية تنسف ارثها من التسامح الدولى، فالمرشح الرئاسى ساركوزي اليمنى المدعوم من اسرائيل موقف ساركوزي المثير للجدل اعلنه من خلال مؤتمر لمنظمة (ايرجناس دارفور) او طاريء بباريس وردت الجماهير على ساركوزي من داخل القاعة بالهتافات مثل (عنصري) و(عار على فرنسا). وفى تزامن مع الموقف الفرنسى اطلق شون ماكورماك الناطق بلسان الخارجية الامريكية تهديدا جديد عندما قال أنه يجب دراسة جميع الوسائل المتاحة لإقناع الحكومة السودانية بتغيير موقفها. كما رفض المسؤول الأميركي تصريحات الرئيس البشير التي نفى فيها تورط حكومته فيما وصف بانتهاكات حقوق الإنسان في دارفور. وكان البشير اتهم في تصريحات لشبكة التلفزة الأميركية (إن بي سي) الولاياتالمتحدة ب" فبركة" صور لقرى محترقة في الإقليم نافيا بشدة شيوع الاغتصاب هناك. وشبه البشير هذه الصور بالمبررات التي ساقتها الولاياتالمتحدة لغزو العراق قبل أربع سنوات بزعم وجود أسلحة دمار شامل. وعلق مكورماك على ذلك بأن البشير يتعرض للتضليل وأن كلامه لا يمت للواقع بصلة. كما أعرب جيمس سوان نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية -في إفادة أمام مجلس الشيوخ- عن مخاوف بلاده من امتداد الأزمة في دارفور إلى تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى. ويبقى سؤال من هو ساركوزي؟، الذى اعنت دولة الكيان الصهيونى وقفها معه فى الانتخابات القادمة والمعروف بمواقفه المتشدده تجاه المهاجرين كم ابناء العرب والمسلمين فى فرنسا ، الاجابة على هذا السؤال فى ثنايا كتاب بعنوان عائلة ساركوزي كتبته صحفيتان من صحيفتي الفيجارو والاكسبريس يتناول الكتاب عائلة ساركوزي وطفولته واسرارا حاول دائما اخفاءها عن حياته قبل ان يسلك طريق السياسة. ووالد ساركوزي مجري ولد في مدينة بودابست وتزوج من اندريه ابنة مهاجر يهودي وجاء الزوجان الي فرنسا في نهاية الاربعينيات.. وبعد ان انجبا ثلاثة ابناء لم تتحمل الزوجة غياب الزوج عن المنزل وخياناته المتكررة.وتم الطلاق وعاش نيكولا مع والدته واخويه ولكن عندما شب الصبي قطع علاقته بوالده الذي كان مخادعا وغريب الاطوار.قد يؤثر هذا الكتاب سلبا علي ساركوزي خاصة ان نقطة ضعفه هي اندفاعه وعصبيته واذا كان قد استطاع منع نشر كتاب ألفته زوجته وقت كان الخلاف متوهجا بينهما.. الا انه لن يستطيع السيطرة علي كل ما ينشر في فرنسا. ويشيرالاستطلاع اليومي الثامن عشر الذي تجريه مؤسسة ايبسوس/دل ونشرت نتائجه يوم الاربعاء، ان نيكولا ساركوزي اليميني الاوفر حظا للفوز في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، سيفوز في الدورة الثانية بحصوله على 52% من الاصوات امام المرشحة الاشتراكية سيغولين روايال التي ستحصل على 48% من الاصوات. ولم يدل 17% (ناقص واحد) من الاشخاص الواثقين من المشاركة في الانتخابات، بأصواتهم. وفي الدورة الاولى، سيحل ساركوزي في المرتبة الاولى بحصوله على 29.5 % (زائد واحد) من الاصوات. اما روايال فستحصل على 25.5 % (زائد 0.5) من الاصوات، وستتقدم على فرنسوا بايرو (20.5 % ناقص واحد). وسيحل في المرتبة الرابعة جان ماري لو بن (يمين متطرف) الذي سيحصل على 12.5 % (زائد 0.5) من الاصوات. وهذا الاستطلاع الذي بدأ في الاول من اذار/مارس، يعاد النظر فيه يوميا (باستثناء ايام الاحاد) حتى الرابع من نيسان/ابريل اي الليلة ما قبل الاخيرة من الدورة الثانية من الانتخابات الرئاسية. وقد اجري الاستطلاع عبر الهاتف في 17 و19 و20 مارس على عينة شملت 1069 شخصا، ويتم تحديثه يوميا عبر توجيه السؤال الى ثلث المشاركين الذين يمثلون المسجلين في اللوائح الانتخابية.