أكد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، أن إكمال السلام في ولاية جنوب كردفان يعد القضية الأولى حالياً، يليها الانطلاق نحو التنمية والخدمات، وشدد على أن الحرب لا فائدة منها غير وقف التنمية والإعمار والدمار والخراب. وتعهد البشير في خطاب جماهيري من ملعب "مورتا" لكرة القدم في مدينة كادقلي حاضرة الولاية، أمس، بالاستمرار في نهج السلام إلى أن تعود الولاية سيرتها الأولى، وقال: "سيأتي السلام وسنكمل الطرق وسنستمر في التنمية لأن الحرب أفقدتنا الكثير من فرص التنمية والإعمار ولا بد أن تتوقف". وأعلن البشير أنه وقّع على قرار عودة مؤسسة جبال النوبة الزراعية وإنشائها من جديد، وأكد أنه سلم قرار عودة الهيئة إلى والي الولاية عيسى آدم أبكر، وقال: "نريد أن تعود المؤسسة العريقة أفضل مما كانت عليه في السابق وبتقنيات جديدة وحزم جديدة في الزراعة". وتعهد البشير بإنشاء محالج جديدة للقطن ومصنع للغزل والنسيج في مدنية كادقلي لتوفير فرص عمل للشباب والخريجين، وأثنى على جميع مواطني الولاية على تجاوبهم مع برامج السلام، وأشار إلى أن إعلاناته المتكررة لوقف إطلاق النار كانت من أجل التشجيع على السلام، وأضاف: "لا بد أن تعود جنوب كردفان سيرتها الأولى بتعايش بين كل مكوناتها لا فرق بين هذا وذاك". وأكد أن دعوته للحوار الوطني ترجمت إلى واقع باتفاق الجميع على كل شيء من ضمنها موضوع مهم هو موضوع الهوية، وشدد على أن وثيقة الحوار عالجت كل القضايا، ويتم الآن تنفيذ مخرجاتها بتشكيل حكومة الوفاق الوطني على مستوى المركز والولايات، لافتاً إلى أن المرحلة القادمة هي مرحلة الاستعداد للانتخابات المقبلة. وأكد البشير أن انتخابات 2020 ستجرى بناءً على ما تم الاتفاق عليه في الحوار، وبعدها تأتي مسألة الدستور الدائم الذي يحكم السودان ويجيزه الجميع. وحيا البشير سكان جنوب كردفان، مشيداً بصمودهم ومقاومتهم لكل أنواع القصف ومحاولات التهجير والنزوح وتمسكهم بأرضهم. من جانبه قال والي ولاية جنوب كردفان اللواء عيسى آدم أبكر، إن الأمن في الولاية استتب والجميع يريدون السلام لأنهم سئموا من الحرب، مشيداً بقرارات رئيس الجمهورية عمر البشير المتتالية بتمديد وقف إطلاق النار، وأشار إلى أن المتمردين أيضاً التزموا بها. وأكد أبكر في كلمته في افتتاح مهرجان التسوق والسياحة بحاضرة الولاية كادقلي، أن الولاية أصبحت حالياً بأيدي القوات المسلحة الباسلة والقوات النظامية الأخرى، وقال: "جنوب كردفان تؤكد أن السلام لا بديل له إلا السلام، وأهلها يقدرون ويشكرون الرئيس على إعلانه وقف إطلاق النار مراراً وتكراراً"، وأضاف: "قواتنا التزمت بوقف إطلاق النار، ونقول بكل شجاعة إن الحركة الشعبية قطاع الشمال أيضاً ملتزمة به". وكشف أن قادة متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال على اتصال مباشر مع حكومته، وقال إنهم جميعاً يؤكدون عبر هذه الاتصالات أنهم لا يريدون الحرب. وأرسل أبكر رسالة شخصية إلى قائد الحركة الشعبية الجديد عبد العزيز الحلو للعودة إلى حضن الوطن، وقال إنه مستعد للتنازل له عن منصبه أو أي منصب يريده من أجل السلام. وقال إن أهل جنوب كردفان يطالبون بثلاث قضايا أساسية هي الطريق الدائري الذي يربط الولاية، وإكمال خدمة الكهرباء من العباسية إلى تلودي وبقية المحليات، ومن الدبيبات إلى كادقلي، بالإضافة إلى أن تكون مؤسسة جبال النوبة واقعاً لأنها تخدم آلاف الأسر.