جدل كبير أثاره التحالف الأخير بين الحركة الشعبية قطاع الشمال، بقيادة عبد العزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور والذي تم مؤخراً "بكاودا" وقد إتفق الطرفان على تكوين لجنة تفاوض وتحالف استراتيجي في الجانبين السياسي والعسكري. وقد ناقش الطرفان خلال إجتماعهما بكاودا استراتيجية العمل العسكري بفتح جبهة جبال النوبة للتدريب والتأهيل العسكري فضلا عن المشاركة في العمليات وتقسيم الغنائم، وتأسيس قيادة سياسية يكون مقرها " كاودا " لدعم الرؤى والتنسيق المشترك على كل المستويات . ويرى مراقبون أن فصيل عبدالواحد بعد أن فقد جميع مناطقه في الداخل يحاول الإستفادة من إمكانية الحركة الشعبية قطاع الشمال لإيجاد أرضية وتمرير أجندته. وقالوا إن تحالفات الحركة الشعبية قطاع الشمال والحركات الدارفورية المتمردة أصبحت تتكرر من حين إلى حين للفت الأنظار، فقد سبق هذا التحالف، تحالف آخر في أغسطس من العام 2011 ، والذي من خلاله وقعت حركتا عبدالواحد محمد نور وحركة اركو مني مناوي الدارفوريتان اتفاقا مع الحركة الشعبية في مدينة "كاودا" نفسها بجبال النوبة. إلا أن هذا التحالف والذي عرف بالجبهة الثورية تفاقمت الخلافات داخله حول الرئاسة بين الحركة الشعبية وحركات دارفور مما قسمها إلى مجموعتين واحدة بقيادة مالك عقار تتبع لقطاع الشمال والأخرى بقيادة جبريل إبراهيم والذي يمثل حركات دارفور. وظلت الخلافات داخل هذا التحالف طي الكتمان لوقت طويل، ولكنها ظهرت وبشكل عنيف الفترة الماضية، ولحسم أمرها عقد التحالف إجتماعاً بالعاصمة الفرنسية، حيث تمسكت حركات دارفور في هذا الإجتماع بتعيين جبريل إبراهيم رئيسا للثورية، فيما رفضت الشعبية الخطوة واقترحت إرجاءها من أجل إخضاعها لمزيد من المشاورات. والناظر إلى تحالفات الشعبية والحركات الدارفورية يجد أنها دائماً ما تسير إلى طريق مسدود في نهاياته، فكثيراً ماتلوح فصائل دارفور بالانسحاب النهائي من تحالفاتها مع الحركة الشعبية قطاع الشمال بسبب تسلط قيادات الشعبية وتحاملهم عليها الأمر الذي يؤدى إلى التصدعات والإنشقاق داخل هياكل تحالفات الطرفين. ودائماً ما تبدأ الخلافات بين هذه التحالفات بسبب استحواذ فئة منهم على الدعومات أو المناصب، خاصة الحركة الشعبية التي تصر على حرمان فصائل دارفور من نصيبها، وكثيراً ماترهن هذه الحركات استمرارها في تحالفاتها مع قطاع الشمال بتغيير سياسات قادته الانتقائية على أساس العرق والجهة. وفي تعليقه على التحالفات الأخيرة بين الحلو وعبد الواحد قال أبو القاسم إمام رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية إن تحالف الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبدالعزيز الحلو وحركة تحرير السودان بقيادة عبدالواحد محمد نور، إجتماع للنقيضين، وإستبعد أن يكون لهذا التحالف إستمرارية لخلوه من البعد الإستراتيجي. وإعتبر إمام ، التحالف بأنه تكتيكي من الحلو نكاية في عقار وياسر عرمان، وأضاف إنه لاتوجد نقاط إلتقاء مشتركة بين الحلو وعبدالواحد، وأشار إلى أن الحلو مواقفه أقرب للتفاوض بينما عبدالواحد متعنت ويرفض السلام. وقلل إمام من هذا التحالف قائلاً: إن عبدالواحد لا تأثير له على الميدان بسبب فقدانه لقواته العسكرية وجميع مناطقه. ويرى مراقبون أن تحالفات الحركات المتمردة لن تضيف لبعضها شئ سيما وأن هناك رفض دولي لمثل هذه التحالفات التي تقود إلى الصراعات وتأخر عملية السلام، فيما يرى آخرون أن الحركات المتمردة قد إنتهى دورها على أرض الواقع وأنها لن تجد الدعم من المواطن الذي يسعى لإحلال السلام والإستقرار بالبلاد خاصة وأن الحكومة قد أتاحت العديد من المنابر من أجل إحلال السلام والحوار بالبلاد، مما أسهم في حدوث إنفتاح سياسي كبير بمشاركة جميع القوى السايسية في السلطة.