تنتظر السودان تحديات كبيرة لتطبيع العلاقات كليا مع الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال المرحلة المقبلة، مما يتوجب علي الخرطوم الاستمرار في مواصلة الحوار الاستراتيجي مع واشنطن عبر الأطر المؤسسية العلمية التي انتهجتها في المسارات المعنية بملف رفع العقوبات الاقتصادية تمهيدا لدفع العلاقات كليا ، خاصة وأن هناك اتفاق سوداني امريكي للمحافظة على ما تم من انجازات والدفع بها وصولا للتطبيع الكامل للعلاقات في المجالات كافة. المراقب يرى ان الحوار بين الخرطوموواشنطن خلال الفترة هذه المرحلة يجب أن تكون في مقدمة اجندته ملف شطب اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإعفاء الديون الخارجية والاستفادة القصوى من فرص رفع العقوبات، تمهيداً للدخول في شراكات تمكن الخرطوم من الدفع بملفاتها الدولية خاصة فيما يتعلق بالانضمام لمنظمة التجارة العالمية وغيرها. ويقول دكتور ابراهيم ادم عبد العزيز خبير العلاقات الدولية ل(smc) ان ما تم في ملف رفع الحظر عن السودان هو عمل كبير يشير الى تقدم في مسار العلاقات الثنائية بين الخرطوموواشنطن، ويضيف انه ادارة ترامب تراجعت عن الكثير من سياسات الادارة القديمة علي المستوي الإقليمي الا انها وافقت فيه على كل الخطوات التي اتخذتها ادارة اوباما تجاه السودان مما يؤكد جديتها في تطبيع العلاقات في كافة المجالات مع السودان، ويضيف أن نجاح السودان في المسارات الخمسة وما تبعها من ملفات حقوق الانسان والحريات يمهد لإحراز نجاحات مقدرة في الملفات العالقة بين البلدين. وأشار ابراهيم القضايا التي تبحث فيها الدولتين خلال هذه الفترة تحكمها مراسيم وقوانين مصيرية تحدد مستقبل علاقات أمريكا الخارجية، ويضيف أن حوالي أربعة قوانين تتطلب من الكونغرس ان يسن فيها قوانين وتلغي اخري التي تتدرج اسم السودان لعودة الامور الي طبيعتها، خاصة وأن هناك قرارات ايجابية اتخذتها الادارة الامريكية تجاه السودان مثل فك حظر السفر كل هذه مؤشرات ايجابية تصب في مصلحة القضايا العالقة. وبحسب تصريح سابق لوزارة الخارجية السودانية علي لسان حامد ممتاز وزير الدولة بالوزارة، أن هناك زيارة وشيكة لنيويورك لبحث مسار العلاقات الثنائية ومواصلة الحوار البناء بين الخرطوموواشنطن بغرض الوصول لتفاهمات مشتركة حول الملفات الثنائية والاقليمية، مؤكداً أن السودان لديه رغبة اكيدة في التعاون والتنسيق مع الولاياتالمتحدة لاستكمال كافة الملفات والقضايا العالقة بين البلدين، ويبدو ان حكومة السودان حريصة على القيام بأدوارها المهمة ومساهاماته في جهود تحقيق السلم والاستقرار في الاقليم والقارة الافريقية، هذا بالإضافة إلي سعيها الجاد عبر الحوار بكل عزم وتصميم وضوح الرؤية لإنهاء كافة العقوبات المفروضة على السودان، خاصة وأن هناك اتفاق سوداني امريكي للمحافظة على ما تم من انجازات والدفع بها وصولاً للتطبيع الكامل للعلاقات في المجالات كافة. وتقول سهير أحمد صلاح خبيرة العلاقات الاستراتيجية والدولية ل(smc) أن السودان أمامه تحدي كبير لحلحلة القضايا العالقة والتي تتصدرها رفع اسم السودان قائمة الدول الراعية للإرهاب، وهو ما تم بالفعل في الجانب التنفيذي وتبقي الجانب التشريعي مما يتوجب على حكومة السودان التواصل مع الكونغرس، بجانب اللوبيات المعارضة والمضادة، مما يتوجب تنشط في هذا الجانب حتى مع لوبيات مضادة للضغط عليها واحراجها، وتشير إلي ضرورة التواصل مع مراكز البحوث والدراسات الأمريكية التي يعتمد عليها الكونغرس كليا في اتخاذ قراراته لتوضيح الصورة الحقيقه ما تم انجازه في هذا الجانب، قائلة أن بقية الإجراءات المتعلقة بالملفات العالقة بسيطة ومكملة للحوار بين الخرطوموواشنطن. ويبدو أن الالتزام الدقيق من الادارة الامريكية بما تم الاتفاق عليه في المسارات الخمسة اكد حرصها على التوصل الي تفاهمات لتسوية ما لم يتم انجازه في مسار الحوار الإستراتيجي واستكمال المسارات المطلوبة خلال الفترة المقبلة، وبالمقابل نجد ان حكومة السودان حريصة على إلتزامها بما اتفق عليه بين الطرفين بجانب مواصلتها لأدوارها في حفظ الامن القومي ورعاية مصالح السودان العليا وانتهاج الحوار وسيلة لأعمار العلاقات ومد جسور التواصل مع كل بلدان العالم.