اعاد نبأ الإتفاق بين حزب الامة القومي ممثلاً في مريم الصادق ومكونات الجبهة الثورية بقيادة مني اركو مناوي والحركة الشعبية بقيادة عبد العزيز الحلو الى الاذهان تحالف نداء السودان بين زعيم حزب الأمة الصادق المهدي والجبهة الثورية وحركات دارفور. وقادت مريم الصادق جولة اوربية عقدت خلالها اجتماعاً في العاصمة البريطانية لندن ضم الحركة الشعبية قطاع الشمال برئاسة عبدالعزيز الحلو وحزب الامة القومى وأطراف من الجبهة الثورية بمشاركة قيادات من حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان قيادة مناوى. ويتناقض اجتماع مريم الصادق بمكونات الحركات المسلحة مع موقف زعيم حزب الامة القومي الذي سبق ان اعلن اسفه على تبني الحركة الشعبية قطاع الشمال لحق تقرير المصير ، الامر الذي لم تتخذ منه "ابنة الإمام" موقفاً واضحاً خلال اجتماع لندن الاخير. وتحاول مريم الصادق بعد إزاحة عقار وعرمان من الحركة الشعبية قطاع الشمال الى ايجاد موطئ قدم لها بين الحركات المتمردة في محاولة تعيد الى الأذهان الصراع بينها وياسر عرمان ابان توليه للأمانة العامة للحركة الشعبية فقد تداولت وسائل التواصل الإجتماعى حينها صورة للخطاب الذي وجهته مريم الصادق المهدى الى د. امين مكى مدنى رئيس لجنة التحقيق بخصوص شكوى لها ضد ياسر عرمان الذى أعترض على توليها منصب مسئول الاتصال والتنسيق بين قوى نداء السودان والوساطة الافريقية. ويري مراقبون ان عرمان لم يراعي ان مريم الصادق ضحت في سبيل تحقيق حلمها في قيادة تحالف نداء السودان بتاريخ وإرث حزبها القائم على التعاليم والتقاليد الإسلامية وتجربة الثورة المهدية سعياً للتقرب من قطاع الشمال بصفة خاصة باعتبارة اكثر الحركات تأثيراً لكن وجود عرمان في قطاع الشمال وسيطرته على مقاليد الأمور شكل عائقاً امامها. تشير مخرجات إجتماع لندن الى ان اطراف نداء السوداء يسعون الى عودة وحدة التحالف مرة أخري خاصة بعد ان تنفست مريم الصادق الصُعداء بعد استبعاد عرمان الذي كان يشكل تهديداً لطموحها داخل التحالف، غير ان الحركة الشعبية قطاع الشمال بقيادة عبد العزيز الحلو لم تزل لديها ذات نظرة عرمان تجاه حزب الأمة القومى بانه غير جدير بقيادة المعارضة وأنه لا يختلف كثيرا عن المؤتمر الوطنى أو القوى التقليدية الأخرى، ولكن لأسباب مشتركة يجب ان يكون فى صف المعارضة دون تمكينه من زعامتها من جهة ودون السماح له بالقرارات المصيرية لاسيما التسوية النهائية من جهة اخرى. كما ان قطاع الشمال وحركات دارفور يعتبران حزب الأمة القومى وزعيمه الصادق المهدى حليف متردد وغير موثوق به سياسياً وتتسم مواقفه بالإضطراب والتغيير، بجانب ان مريم الصادق وان كان طموحها مختلف عن والدها الا انه لايمكنها ان تخرج عن ثوبه كما ان اعضاء التحالف يدركون ان مريم الصادق لو تمكنت من قيادة نداء السودان فسوف تضيق من خياراتهم ورهاناتهم سياسياً وعسكرياً. يعتبر عنصر فقدان الثقة من اهم سمات تحالف قوى نداء السودان الذى يتشكل من مكونات مختلفه تفتقر للحد الادنى من التوافق ولا يوجد بينها رابط مشترك سوي العداء للحكومة الأمر الذي يدفعهم الى السعي الى احياء تحالف نداء السودان لغرض "تكتيكي" في ظل تغيير موقف المجتمع الدولي وبعض الدول التي كانت تسانده بعد استتباب الأمن في دارفور والمنطقتين.