تحول حركة تحرير السودان جناح السلام من حركة مسلحة إلى حركة سلام، ثم إلى حزب سياسي باسم (السودان أنا) جاء إيماناً من الحركة بالتداول السلمي للسلطة والتحول الديمقراطي، بتبني شعارات الإصلاح والوحدة والتنمية كبديل للأحزاب التقليدية التي فشلت خلال الخمسين عاماً الماضية في تحقيق تطلعات مؤيديها وأصبحت (الأحزاب التقليدية) عضواً دائماً في الأزمة السياسية بالبلاد. الحزب أمن على إستحقاقات التحول الديمقراطي والإنتخابات كواحدة من أهم إنجازات ثورة الإنقاذ الوطني، وطالب الأحزاب بإنجاح العملية الإنتخابية بالبُعد عن الإسفاف والمهاترات والإستفزازات السياسية، وتوطين روح التسامح والقبول بخيار الآخر .. وركز في مطالبته الأحزاب السياسية بالتعافي من الأمراض المتمثلة في إظهار العصبية والقبلية والجهوية والطائفية، وأتخذ من الصهريج كخزان لإكسير الحياة الذي تعاني ولاية جنوب دارفور الشح فيه، ومن الحديد وما فيه من بأس شديد ومنافع للناس شعاراً لمرشحه لمنصب الوالي لولاية جنوب دارفور. الدكتور إبراهيم محمود مادبو رئيس الحزب ومرشحه لمنصب والي جنوب دارفور أعلن في حديثه ل(smc) إكمال الحزب ترتيباته الخاصة لطرح برنامجه السياسي وتدشين حملته الإنتخابية والتي يدفع فيها بالإضافة لمرشح الوالي 170 مرشحاً للمجلس الوطني، والمجالس التشريعية في 6 ولايات هي ولايات دارفور الثلاث والجزيرة، الخرطوم وكردفان. المرشح لمنصب والي جنوب دارفور رفض رفضاً قاطعاً بإسم الحزب الدعوة لتأجيل الإنتخابات، والذي تدعو إليه الأحزاب المنشقة على نفسها بعد أن فشلت في ترتيب أوضاعها، وقال إن القضايا الخلافية الكثيرة في السودان لا يحسهما إلا إختيار رئيس الجمهورية لوضع حد نهائي لهذه الخلافات المزمنة التي تشهدها البلاد عبر إنتخابات تكون المرجعية فيها هو رأي الشعب. ويؤكد رئيس الحزب دعم حزبه ومساندته لمرشح حزب المؤتمر الوطني لمنصب رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير والذي يمثل صمام الأمان للمرحلة القادمة، بعد أن أرسى دعائم التنمية في البلاد وحقق السلام في ربوعه عبر إتفاقيات نيفاشا، أبوجا، أسمرا والإتفاق الإطاري ووقف إطلاق النار مع حركة العدل والمساواة الذي يعد خطوة مهمة جداً في التوصل إلى حل نهائي لأزمة دارفور. ويضيف قائلاً أن الدعم والسند الشعبي الكبير والواسع للمشير عمر البشير سيمنحه القوة التي تُمكنه من معالجة قضايا السودان بمنأى عن الضغوط الحزبية التي تنطلق في برامجها وطرحها من نظرة حزبية ضيقة سعياً ولهثاً وراء كراسي الحكم، بعيداً عن الوطنية والنظر في قضايا الوطن وما تحاك ضده من مؤامرات ومهددات، وآلام المواطن وهمومه. • تنمية وتجديد بإرادة من حديد حزب السودان أنا كحركة إرتضت السلام، وتحولت إلى حزب سياسي إتخذت من شعار "حزب إصلاح وتنمية ووحدة وتجديد قائم على إرادة من حديد يلتزم بتحقيق تطلعات المواطن وحقوقه ندافع عنها لا نحيد" شعاراً له.. ونتوقع لمرشحينا ال170 "والحديث للدكتور مادبو" أن نحرز نتائج أفضل، ونحصل على مقاعد أكثر مما حصلنا عليها في أبوجا، وهي مقعد المجلس الوطني ومقعدين بالمجلس التشريعي .. مرتكزات برنامجنا السياسي تتضمن الإصلاح بالعمل الجاد لتأسيس الدولة السودانية وإقرار دستورها الدائم، والإتفاق على مشروعها السياسي الجامع، وكتابة عقد أجتماعي يؤسس لعلاقة متطورة بين الدولة والمواطن، ويحقق العدالة الإجتماعية.. كما يتضمن بسط الأمن بحزم وقوة في ربوع البلاد حتى يطمئن المواطن على ماله وعرضه ونفسه، ومحاربة الفساد بوضع ضوابط وقوانين رادعة تكبح جماح المفسدين في مرافق الدولة، ويأتي تحرير الهامش من الهوية، القبلية، الإثنية، العصبية ،العرقية والتبعية السياسية من أهم مرتكزات الحزب. وأفرد الحزب حيزاً كبيراً في برنامجه الإنتخابي فيما يلي الإصلاح الإجتماعي عبر إحياء قيم الأمة التي إندثرت بفضل إنهيار الأخلاق الناجم عن المعاناة الإقتصادية، والفساد والمحسوبية.. ودراسة أسباب التفكك الإجتماعي في الأسرة وإتخاذ خطوات عملية وعلمية للتماسك الأسري والمجتمعي والوطني، وردم الهوة الشاسعة بين الفقراء والأغنياء بتنفيذ خطط وبرامج أعدها الحزب في هذا الشأن تشمل منح الشباب دوراً قيادياً في المساهمة في حراك المجتمع وتفاعله وتوجيهه نحو الإنتاج ، وحمايته من الإنحراف والفساد بالإضافة إلى بناء أقتصاد يقوم على قواعده مشروع نهضة أقتصادية وأجتماعية شاملة ، تُفضي إلى سلام مستدام وتنمية متوازنة متكافئة بين المركز والريف لخدمة شعب أصابه العدم ، وأرضه مليئة بكل الخيرات. وشملت المرتكزات إصلاح زراعي يُحول شعار أن السودان" سلة غذاء الوطن العربي" من حُلم إلى حقيقة وواقع معاش، مع الإهتمام بالتصنيع الزراعي، كما شملت تأهيل وتطوير الإدارة الأهلية بإبرام عقد أهلي بين الإدارة الأهلية وقبائلها في حواكيرها وديارها ليُعيد للمجتمع القبلي التقليدي وحدته وتماسكه وأعرافه، تحقيقاً للأمن والسلام الإجتماعي المنشودين، وإصدار قانون يمنح الإدارات الأهلية سلطة قضائية تتناسب ومهامها الجسام ، بما لا يتعارض مع السلطة القضائية وأجهزة الدولة. وتضمنت المرتكزات تأهيل الصحة، التعليم،الصناعة بالإهتمام بالصناعات التحويلية، ورفع الكفاءة الإنتاجية للمصانع، وتأهيل مصادر المياه بحفر آبار إرتوازية في مناطق الكثافة السكانية الريفية لإستقرار المواطنين وتملكيها لهم بسعر التكلفة تطبيقاً لسياسة التنمية الشعبية المضاعفة وخصخصة الآبار الإرتوازية المملوكة للدولة. • حملة بدون خطب ووعود ويقول د. مادبو إن نموذج الحملة الإنتخابية للحزب يختلف عن حملات الأحزاب الأخرى، إذ لا تتضمن دعايات وخطب ووعود، بل حملة نوعية تستند إلى أنشطة عملية تشمل إفتتاح 125 مسجداً بولايات دارفور يُدشن فيها كل يوم مسجد بإقامة الصلاة والدعاء تضرعاً للمولى عز وجل بأن يقي السودان شر الفتن وأن يحقق الأمن والسلام في ربوعه ، وإفتتاح 25 دونكي مياه إرتوازية ضمن برنامج سقيا أهل دارفور، وبرنامج الزواج الجماعي الثاني بمعسكر النيم لمائة عريس وعروس. ويستدرك قائلاً إن هذه الأنشطة تم تنفيذها عبر مفوضية إعادة التأهيل والتوطين ومن مال الدولة ومباركتها لإتفاقية سلام دارفور.. سيشرك الحزب في إحتفالات تدشينها جميع المرشحين لمنصب الوالي، المجلس الوطني والمجالس التشريعية، ولن أذهب لأي افتتاح (والحديث لرئيس الحزب) إلا مصطحباً الأخوة المرشحين لتحقيق نصر جديد لدارفور ولمعالجة أزمة الخلافات التي تصاحب الإنتخابات تفادياً لأن تخلق (الإنتخابات) أزمة جديدة في دارفور وليكون التنافس تنافساً يجمع ولا يفرق. • السلام من الداخل حل قضية دارفور وفق رؤية الحزب سيكون عبر روح جديدة للمساهمة والمشاركة في حلها، وبرنامجنا ومشروعنا لا يتضمن إنتقاد أي شخص، بل برنامج ندعو فيه للسلام من الداخل.. من داخل دارفور، الخطوة الجيدة للحكومة في توقيع إتفاق إطاري ووقف لإطلاق النار مع حركة العدل والمساواة، والذي نباركه وندعمه ونرحب به ترحيباً شديداً جاء في إطار الإتفاقيات القومية مع الحركات .. هناك حركات أُخرى مثل حركة تحرير السودان خارطة الطريق، حركة تحرير السودان القوى الثورية، ومجموعات لديها فكر سياسي قادمة من كندا وبلجيكا وغيرها.. إذا قُدر لنا الفوز في الولاية سنعمل على إستيعاب كل هذه الحركات عبر إتفاقيات ولائية نستوعبهم معنا في السلطة ومجالات أُخرى. هذا الطرح سلمناه للأطراف المتفاوضة بالدوحة، متضمناً ما تم تنفيذه عملياً في مجالات العودة الطوعية، توطين الرحل، وتأهيل النازحين واللاجئين، إنشاء قرى العودة النموذجية وغيرها مما تم انجازه، كل هذا أقنع الأطراف بأن السلام هو الطريق لتنمية دارفور، وأن السلام هو الطريق لعلاج قضية دارفور وليس الحرب. ويقول د. مادبو لا أخفي سراً إذا قلت إن طرحنا لحل قضية دارفور الذي سلمناه في الدوحة للوسيط والأطراف المتفاوضة ساعد كثيراً فى توصلهم لنقاط إلتقاء أفضى للوصول إلى الإتفاق الإطاري. وأعرب عن شكره وتقديره لمبادرة سمو الشيخ حمد بن خليفة أمير دولة قطر لمبادرته بإنشاء صندوق إعمار دارفور بمبلغ مليار دولار، وقال إن هذا المبلغ الذي من المتوقع أن تتدافع الدول العربية بالمساهمة فيه ليصل إلى ما بين 4-5 مليار دولار كافية لعلاج أزمة دارفور بعد توجيهها إلى مشاريع البنية التحتية والإعمار. الدكتور إبراهيم محمود مادبو رئيس حزب (السودان أنا) مرشح الحزب لمنصب والي ولاية جنوب دارفور أكد في ختام حديثه ل(smc) أن في ماضى حزبه زينه نضال ثوري بإسم الهامش، وأن حاضره هو توجه نحو سلام مستدام وعمل دؤوب لرفع المعاناة عن أهل دارفور، ومستقبل أصلته رؤية سياسية واضحة في بناء دولة سودانية حديثة بمشروع سياسي قومي تتمثل في التداول السلمي للسلطة والتحول الديمقراطي، ومشروع إجتماعي يتمثل في عقد إجتماعي بين الدولة والمواطن، ومشروع جغرافي يتمثل في العمل على بناء الثقة مع الأخوة في الجنوب لترجيح كفة الوحدة. وأضاف أن الحزب سيجعل من ولاية جنوب دارفور واحة للسلام من الداخل، ونموذجاً في التنمية والإستقرار والوحدة والإصلاح الشامل، والسعي لإستثمار كل خيراتها في باطن الأرض وظاهرها.. ولاغرو فلقد رسمت خطة لإنشاء حكومة معسكرات وواجهات وإدارات وقيادات بوزراء لشؤون المعسكرات والعودة، ولشؤون السلام، ووزير لشؤون الإدارة الأهلية، وأختتم د. مادبو مخاطباً أهالي جنوب دارفور قائلاً جئناكم نخاف فيكم رب العالمين لنرفع عنكم إن شاء الله معاناة السنين.