شككت قيادات أهلية ليبية من تحركات اللواء حفتر الأخيرة لشن عمليات عسكرية ضد حلفائه من الحركات الدارفورية المتمردة، واعربوا عن استغرابهم من توجه حفتر الجديد للانقلاب علي حلفائه السابقين من قادة هذه الحركات الذين استعان بهم في حربة للسيطرة علي منطقة الهلال النفطي منتصف العام الماضي ، بالاضافة للاستعانه بهم في تأمين مواقع حيوية مثل حقول النفط في تازربو والسرير اقصي الليبي . واستمرت عمليات التعاون بين الجنرال الليبي مع الحركات الدارفورية المتمردة بغرض تهديد الأمن والإستقرار في السودان، ولم يتوقف هذا التعاون على الحركات المتمردة له في العام 2015م في الشرق الليبي بهدف السيطره علي حقول النفط مقابل الحصول علي الدعم المادي والامدادات العسكرية. وسبق ان كشف تقرير فريق الخبراء المعني بالسودان مطلع العام الماضى والموجه لرئيس مجلس الامن بتوقيع رئيس الفريق فولوديمير يلتشنكر تحت البند الخامس عن ممارسات حفتر والحركات الدارفورية المتمردة، بجانب بعض التقارير الاممية التى اكدت ان حفتر يستعين بمرتزقة الحركات المتمردة السودانية في عملياته القتالية ويقدم لهم اشكالاً من الدعم من بينها تهريب الوقود والبشر والممنوعات بالاضافة لدفع رواتب ثابته لهؤلاء المرتزقة. فيما اتهم تقرير خبراء الاممالمتحدة طرفي النزاع الرئيسين في ليبيا بالاستعانه بمسلحين ينتمون الي حركات التمرد في دارفور حيث ورد فيه " أن فريق الخبراء تلقي ادلة قوية علي تورط جماعات دارفورية مسلحه في أوباري والكفرة ، وخلال شهر ديسمبر الماضي استمرت مشاركة متمردي دارفور في القتال الي جانب قوات حفتر حيث قتل وجرح (14) مسلحاً في قصف جوي شنته طائرة حربية تابعة للواء خليفه حفتر علي قاعدة الجفره الجوية التابعة لوزارة دفاع حكومة الوفاق الوطني الواقعة علي بعد (600) كم جنوب مدينة مصراته الليبية . وفي ظل الوضع السياسي المضطرب واستمرار الازمة الليبية، حذر الخبراء الأمنيون والعسكريون من استمرار تواجد الحركات الدارفورية المتمردة في ليبيا اذ أن حفتر ومنذ ظهوره على المسرح الليبي درج علي الإستعانة بالحركات المتمردة للقتال ضمن صفوفه، بل انه قام باستقلالها كمرتزقة في حربه الليبية، ودعمها لزعزعة السودان.وعززت مخرجات اجتماعات السيسا الاخيرة التي عقدت بالخرطوم هذه التقارير والتي وصفت الحركات الدرافورية التي تقاتل في ليبيا بالوكالة بالحركات السالبة. وكانت قيادات اهلية ليبية قد اتهمت حفتر بتسليط المرتزقه علي ثروات ليبيا في منطقة الهلال النفطي ، حيث انها كشفت عن نشوب خلافات بين حفتر والحركات المتمردة السودانية بسبب نقص التمويل الذي قاد الي انسحاب المرتزقه من المعارك بمنطقة الهلال النفطي، وأكد احمد الزيادي احد القيادات الاهلية بمنطقة رأس لانوف أن هذه الخلافات ساعدت سرايا الدفاع عن بنغازي في طرد حفتر ومرتزقته من مناطق " السدرة" و"رأس لانوف" وهما من أهم مينائين للتصدير من بين اربعة موانيء في منطقة الهلال النفطي، وكان الزيادي قد توقع حدوث خلخله كبيره في قوات حفتر ومرتزقته من الحركات المتمردة السودانية بسبب الهزائم التى تلقتها. في محاولة لاخفاء الدلائل التي تؤكد تورط الحركات الدارفورية المتمردة وعملهم كمرتزقة تقاتل مع قوات حفتر، قام الاخير بعمليات نبش قبور قتلى حركة العدل والمساواة السودانية بمنطقة الهلال النفطية شرق ليبيا والبالغ عددهم 118 شخصاً ، ووصف المراقبون الخطوة بالتخبط باعتبار أنها تؤكد ما يريد نفيه خليفة حفتر للمجتمع الاقليمي والدولي . ومما لا شك فيه أن بقايا الحركات المسلحة المتواجدة بالأراضي الليبية تعيش أسوأ حالاتها ، وحسب تقارير موثوقه صادره من بعثة الاممالمتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية " ايقاد" أن المخطط الذي قامت به الحركات الدارفورية المتمردة والتي تحركت بالتزامن من محوري ليبيا وجنوب السودان للتكامل في دارفور ومن ثم الدخول الي منطقة وادي هور واعلانها منطقه محرره كشف عن حجم الدعم الذي تحصلت عليه هذه الحركات عبر القتال بالوكالة مع قوات حفتر.