واطماع دول كبرى.. ترى فيها مدخلاً لتقسيم القارة يتعامل السودان، وبالتحديد ثورة الانقاذ الوطنى، مع العالم بأقسامه الثلاثة، بأخلاقه، ومعاييره، ومقايساته، التي تنهض علي الايمان بالخالق، ثم المضى قدماً في بناء الدولة الانموذج التى تقدم للعالم كله مشروعاً نهضوياً مبنياً على العلم والاخلاق والدين.. ولهذا دائماً ما تفاجأ.. بطعنة نجلاء في الظهر، من مجرد ربيب صهيوني.. جاء الى السودان عابراً للطريق.. فطاب له المقام واستمزج النيل الطاهر وماءه العذب الفرات، فشرب منه نهلاً وعللا.. ولكنه لم يتزحزح من تلموده قيد انملة.. والحديث هنا، عن تلمود بروتوكولات حكماء صهيون.. الماسوني.. وليس عن العهد القديم.. الذى انزل من السماء!!وحكماء صهيون يرون ان دويلة العدو الصهيوني تمتد من النيل الي الفرات.. او من الفرات الى النيل.. ولقد تم لهم تدنيس الفرات.. وارض الرافدين.. وبقى النيل شامخاً اصيلاً.. يمسح مدامع حزن.. يلاقيها هناك عند المنبع.. حيث الدويلات التي أسلمت قيادها للمستعمر وفكره، ولصهيون ومطامعها!! ولكنه حينما يعبر ارض البحيرات صخاباً.. جذلاً ليدخل ارض السودان.. كل السودان.. الواحد.. الموحد.. المستقر.. حسبما تقول الرؤية الاستراتيجية التي تطرحها الآن حكومة الوحدة الوطنية.. وعبر عنها الجنوب.. في ترؤس البشير لحكومة الجنوب، بأن الجنوب جزء اصيل وعزيز وغال يتدفق في عروق مهر الدم السوداني.. الذى خاض حروب الوحدة منذ عام 5591م وحتى توقيع وثيقة مشاكوس التي انهت الاحتراب واسست للسلام الشامل والعادل الذى نتفيأ ظلاله الآن.. لقد بدأت اطماع الصهيونية العالمية في السودان منذ ان خرج العالم من يالتا.. يتوزع افريقيا وآسيا والعرب، كغنائم حرب.. وقع الغربيون وثيقة انتهائها على ارضهم.. ولكن وبحسب ماسونية صهيون.. يجب ان تندلع هناك الثروة - الانسان والثروة المال بحسبانه عيناً وأرضاً وماء وركازاً وحضارة وتاريخا!! ويومها.. فكروا عبر مشروع جالانتي.. في توطين في يوغندا ومن يومها ظلت يوغندا مخلب القط الذى مزق افريقيا.. وخنجر الظهر المغروس في خاصرتها!! ويوغندا.. هي التي يتم الآن عبرها مشروع تفكيك السودان دولة وانساناً وثروة!! ثم جاء مشروع يهود الي الدخول المباشر للقارة الافريقية ولم يكن بالمستغرب ان يبدأ دخولها الفعلي.. عبر التشاد على أيام.. تمبلباي.. المسيحي الذى كان يحكم أمة مسلمة.. وهي أول دولة أقامت لها علاقات دبلوماسية مع العدو الصهيوني!! واذا رجعنا الى الوراء قليلاً.. ووجدنا ان مملكة وداي السودانية التي انشأها سليمان الزبير.. هي تشاد الآن وان التشاد.. هي الجار الطبيعي للسودان الذى ظلت فيه دارفور ارض القرآن والمحمل «كسوة الحرمين» واوقاف «آبار علي وغيرها» وهي التي وقفت بقيادة السلطان ابي زكريا علي دينار في وجه الغزوة الاستعمارية بقيادة كتشنر اليهودى والتي اطاحت بدولة الشريعة الثانية في السودان.. «الأولى كانت سنار» وظلت تمثل وجه السودان المشرق حتى عام 6191م.. دولة السودان المسلمة المستقلة.. الى ان بيعت في ذات سوق النخاسة الذى تعرض فيه دارفور اليوم وابحثوا معي الآن عن «سليطين كما يسميه» او رودلف سلاطين.. الذى باع المهدية كلها.. للغرب الصهيوني!! المهم ان المخطط كان كبيراً.. وضخماً.. بكل ابعاده الاستعمارية.. ولكننا ظللنا نتعامل مع الظلم، بكل ما ورثناه من اخلاقنا العادلة.. التي اقلها مثالاً واروعها نصوعاً.. الخليفة عبدالله التعايشى - الدارفوري!! يقول لقريبه الفارس ابراهيم الخليل - التعايشى الدارفوري « من باب التذكير لاكذوبة التهميش!!» «نلاقى الكفرة ضحى والعين تعاين بعد صلاة الفجر».. ثم تدور المذبحة.. في كررى التي تحدث وما زالت عن رجال كالأسود الضارية.. او مثال موقف الاشراف الذين خرجوا من سجون الخليفة للقتال، الى جانبه لأن الخطر أحدق بالدولة والمشروع معاً!! هكذا تحدث التاريخ ويقول الحاضر.. ان ابسط ما حدث في دارفور في الأيام الماضية.. ثلاثة تحولات جذرية.. اجتماع اديس ابابا.. الذى اوضح معالمه تماماً السفير عبدالمحمود بعد عودته من اديس.. ولكن اعلام الخارج الكذوب واصوات «سيده» في الداخل.. تركت الايجاب وراحت تبحث وتفتش في السلب.. حتى وجدته في تصريح عنان، فانشقت الارض صباحاً.. عن موافقة لم تحدث.. وحديث لم يقل به أحد!! وابحثوا معي عن «سليطين!!»!!والحدث الثاني توقيع اتفاق جبل مرة.. بقيادة ابوالقاسم امام ود. السنوسي.. وكان اتفاقاً سودانياً خالصاً، تم الاحتفال به في ليبيا - الجارة الشقيقة - ثم تداعى له القادة الافارقة.. من مصر زعيمها حسنى مبارك، الذى يسعى جاهداً وصادقاً للبحث عن مخارج للسلام في المنطقة ويواجه باعلام يهود الداخل بحملات التشكيك في صدق نيته عن ترسيخ دعائم التحول الديمقراطي.. ثم اسياس افورقي وبقية القادة الستة الذين حضروا مؤتمر طرابلس!!الاتفاق المهم.. الذى جلب لاتفاق ابوجا.. كل قبيلة الفور.. وترك عبدالواحد طريد المنافي.. تبحث عنه امريكا حليفاً جديداً.. مثله مثل الجلبى او علاوى!! هذا الاتفاق لم يجد حظه من تغطية الاعلام والاحتفاء به لا في اعلام الداخل او الخارج.. إلا الزميلة «آخر لحظة».. والتى كانت هناك.. وبقدر ما كشفت دواخل العدل والمساواة.. قامت اخرى.. بتقديمها لخليل ابراهيم في صورة غير التي اظهرتها محاكمة «آخر لحظة» له!! وظل الاعلام في الداخل والخارج يرفع صوت بلير وهو يتهدد وبوش وهو يتوعد.. ونسى اعلام الداخل والخارج الفيتو الذى أشاد بمذابح بيت حانون.. في فلسطينالمحتلة.. ذات الفيتو الذى يصف كذباً وادعاء ما يحدث في دارفور بأنه تصفية عرقية!! وبقى لنا حديث الاطماع.. وكيف تسعى امريكا واسرائيل لاقامة مشروع الشرق الأوسط.. وترى في دارفور مدخلاً استراتيجياً مهماً لتطويق مصر وليبيا.. ثم بقية المغرب العربي!!