في مقال مطول له بصحيفة لوس انجلوس الأمريكية واسعة الانتشار عقب عودته الي بلاده بعد مشاركته في مراقبة الانتخابات السودانية مؤخراً، قال الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر (إن العملية الانتخابية في السودان كانت منظمة وجيدة ) وأضاف أنه وبالقياس الي حوالي 75 عملية انتخابات راقبها مركزه في مناطق مختلفة من العالم فان الانتخابات السودانية كانت هي الأفضل رغم التعقيدات التي اتسمت بها لأنها جرت علي كافة المستويات التشريعية والتنفيذية من القاعدة الي القمة، وأشار كارتر الي وجود بعد الملاحظات التي ألقت بظلال سالبة علي العملية، غير انها لم تاثر أو تخل بنتيجة العملية. وتأتي هذه الإفادة من جانب الرئيس كارتر في ظل توقعات كان ينتظرها بعض الساسة السودانيين الذين لم يحرزوا نجاحاً يذكر في العملية بان يقدم كارتر عقب عودته الي بلاده تقريراً مختلفاً عما قاله هنا في الخرطوم، وقد راهن هؤلاء علي سيقوله كارتر لاحقاً، بل اعتقدوا انه سيقول شيئاً سالباً جداً تأخذ به إدارة الرئيس اوباما وتتخذ على ضوءه موقف من السودان. وما من شك أنه هذه المراهنة، هذه التوقعات لم تنجح فقد فشلت هذه القوي السياسية في الطعن في نتيجة هذه الانتخابات بصورة جادة وبالطرق القانونية المعروفة ، ومن المؤكد أن إشادة كارتر لم تكن الشهادة المنتظرة لكل مراقب ومتابع للعملية لان الجميع تابع وراقب ووقف علي مجمل مجريات العملية، ولكن هذه الشهادة في خاتمة المطاف تعتبر قرينة داعمة لنزاهة وحيدة هذه الانتخابات، وأنها هي الافضل في ظل الظروف التي يعيشها السودان باعتباره قطراً شاسعاً وتسود فيه الأمية وشهد حروباً ونزاعات طويلة، وكان أكثر ما لفت النظر في مقال كارتر حديثه الايجابي عن اقليم دارفور الذي لم تسجل فيه أي حوادث تذكر طيلة فترة العملية الانتخابية والذي ربما أعطي صورة واقعية لما يجري في دارفور من استقرار وأمن علي المجتمع الدولي إن وضعه في اعتباره، وأياً كانت نظرة الضعف لما قاله كارتر فهو أدي مهمة ليست سهلة واحتفظ بقدر جيد من التوازن والموضوعية وهو ماكان مرجواً ومأمولاً.