مفوضية حقوق الإنسان: مايغفله الكثيرون ان ممارسة الحريات والحقوق تحكمها العقائد والمبادئ الفريق نور الهدي: الحرية لا تعني الخروج عن الادب مريم جسور: لا توجد حرية مطلقة.. والمرأة السودانية تميزت عن بقية نساء العالم الحسبة وتذكية المجتمع: من ارادت أن تتبع الغرب يجب أن لاتدعي الإسلام سعاد الفاتح: ما جاء في برنامج “شباب توك” “كلام ناس مأجورين وليس بحديث علمي” المرأة السودانية بلغت العٌلا في جمع المنابر وهذه حقيقة لا ينكرها الإ مكابر استطلاع : ايمان مبارك أحمد (smc) لقد أولى الإسلام المرأة مكانة عظيمة ، ورفع من شأنها بما تضافرت الشواهد عليه من الكتاب والسنة ونقتصر هنا على بيان حرية وحقوق المرأة في ظل السلطة ، سواء السياسية أوالأسرية أو العلمية ، ونؤكد إن الإسلام بمبادئه العادلة التي تحترم إرادة الفرد وطبيعته، قد أرسى دعائم الحرية ولم يميز بين المرأة والرجل في كافة المجالات فأعطاها حرية التملك والتصرف فيما تملك، وليس لأحد أياً كان سلطان عليها، ولها حرية البيع والشراء والإيجار والهبات وممارسة التجارة، والكسب المباح ، كما منحها حق اختيار زوجها، ويكون عقد الزواج باطلا بدون موافقتها. وسياسيا تبوأت المرأة أعلى المناصب في الدولة الإسلامية ، ومنحها الحقوق التي نطلق عليها حاليا مصطلح الحقوق السياسية أي حقها في اختيار الحاكم والإدلاء بصوتها لصالحه، وهذا ما فعلته النساءعندما بايعن الرسول (ص) مع الرجال تحت الشجرة. المركز السوداني للخدمات الصحفية في هذا الاستطلاع وقف علي رأي طوائف مختلفة من النساء ورجال الدين حول حرية المرأة وحقوقها وموجة الغضب التي اصابت الشارع السوداني عقب برنامج (شباب توك). تمييز إيجابي تؤكد مريم جسور رئيس الاتحاد العام للمرأة السودانية أن المرأة نالت من الحقوق والمكتسبات مالم تنله أي امرأة اخري في العالم ، واذا القينا نظرة علي الدستور نجد انه ساوى بين المرأة والرجل في كافة الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية ، ففي قوانين الخدمة المدنية هناك تساوي بل علي العكس تم تمييزها تميزاً ايجابياً عندما منحها اجازة براتب كامل في فترة الوضوع وعدة الوفاة، ولها حق عام كامل بمرتب اساسي في فترة الرضاعة وهذا الامر لايوجد في اي من قوانين العالم ، وأشارت الي أن المراة السودانية تنافس الرجل في كافة الوظائف في الدولة وقد ارتقت لمنصات المحكمة الدستورية والمحكمة العليا ، وتضيف انه من الناحية التنفيذية في السودان توجد (8) وزيرات علي مستوي الحكم الاتحادي مع العلم ان عدد الوزراء النساء قبل التخفيض الحكومي الاخير كان عددهن (9)، وزادت “لعمري لايوجد مثل هذا العدد لوزاء نساء في العالم غير السودان” ، اما من الناحية السياسية فقد منحت المرأة نسبة 30% في المجالس التشريعية اضافة الي ذلك من حقها ان تنال نصيبها من الدوائر الاخري ، الدوائر الجغرافية والحزبية لعل هذا التميز لا يخرج عن كونه طبيعي من حقوق المرأة السودانية. وقالت جسور إن هذا الحق منح للمرأة فتميزت به وتفوقت ولم تنله بالمطالبات والمسيرات والاحتجاجات بل نالته بمساندة الرجل السوداني وفق مقتضيات الشرع والدستور ، معتبرة أن الحديث عن الحقوق لا ينفك عن الحريات فالحرية تترتبط ارتباط وثيق بالحقوق اذ ان حرية المرأة حق اساسي وضعه الدستور لها ولا توجد حرية مطلقة فقد نص الاعلان العالمي لحقوق الانسان في العام 1948م والعهدين الدوليين في 1966م علي انه لا توجد حرية مطلقة وان حريتك تبدأ حيث تبدأ حرية الاخرين . كلام مأجور كما أكدت بروفيسور سعاد الفاتح البدوي، النائبة البرلمانية والقيادية التاريخية بالحركة الإسلامية ، أن ما تمتمتع به المرأة السودانية من قوة وحرية لا تتمتع به المرأة في اي بلد من بلاد العالم وزادت قائلة ” وأنا أتحدى بذلك” ، وأوضحت أن الدين الإسلامي كفل للمرأة جميع حقوقها، مشيرة إلى دور المراة السودانية وجهودها في نهضة السودان. كما شنت سعاد الفاتح هجوماً عنيفاً على الحديث الذي دار في البرنامج التلفزيوني (شباب توك) حول حرية المرأة السودانية ، وقالت أن الحديث الذي جاء في هذا البرنامج “كلام ناس مأجورين وليس بحديث علمي” وأكدت ان الساحات لاتسمح إطلاقاً في ظل الظروف القادمة لمثل هذه الأصوات ان ترتفع. حدود الادب وكان للحدث مع سعادة الفريق نور الهدي الشفيع اخصائي العلم النفسي ومدير مستشفي التجاني الماحي للامراض العقلية والعصبية حديث ذو شجون حيث انها تحدثت عن حرية المرأة وتوقفت عند نقطة اعتبرتها مهم حيث اكدت ان الحرية لا تعني الخروج عن الادب وأكدت نور الهدي أن المرأة السودانية نالت حقها كاملاً في كافة مسارات الحياة سواء في التعليم (المدارس ،الجامعات ، التعليم فوق الجامعي ) أو الحياة العملية ، اذ نافست منافسة شريفة في الوظائف ونالت حقوقها حتي في الترقيات العسكرية التي كانت لها حدود معينة فيها الان ليس لها حدود. واشارت الي ترقية الدكتورة سعاد الكارب لرتبة الفريق ، مضيفة أن المرأة السودانية ولجت سلك القضاء منذ امد بعيد بل انها مارست المحاماة في ساحات المحاكم قبل الكثير من قريناتها في دول العالم العربي والاسلامي ، اضافة الي ذلك منحت حق قيادة المركبات والطائرات . وتقول نور الهدي من ينادي ويطالب بأن المرأة السودانية مظلومة أو أن حقوقها غير كاملة يجب عليه أن يدرك أن الشرع والعرف والتقاليد منحت المرأة السودانية كامل حقوقها ، ولكن لها حدود يجب أن تلتزم بها في توجية الخطابة وطريقة الحديث والعرض والاسلوب الواعي لابد وأن يكون في حدود الادب والطلب يكون في حدود المعقول ، وزادت نور الهدي أن مشاركة المرأة لزوجها بالعمل تكون برضاء وموافقة زوجها ، كذلك الحال بالنسبة للزواج فأن الوالدين ليس لديهم اعتراض في اختيار الابناء الإ في حالات الاختبار السيء ” كلكم راعي وكلكم مسؤل عن رعيته” . اختراق كبير وتتفق إيمان فتح الرحمن نمر رئيس المفوضية القومية لحقوق الانسان مع نور الهدي اذ اوضحت أن المرأة السودانية تمارس حقها كاملا بالسودان، ولكن مايغفله الكثيرون ان ممارسة الحريات والحقوق تحكمها العقائد والمبادئ الدينية وهذا ما يجب مراعاته، وفي السابق كانت المرأة السودانية غير قادرة على المطالبه بحقوقها بدافع التقاليد والعادات التي تعيب عليها ذلك، ولكن الآن حدث اختراق كبير وأصبحت للمرأة نماذج كثيرة منها مطالبة الناشطات بحرية في المطالبة بالحريات والحقوق، وكل قضايا المرأة اصبحت تناقش وتثار دون قيود، مضيفة ان المرأة السودانية أصبحت متساوية مع الرجل في التوظيف والانتخاب على مستوى الأجهزة التشريعية والتنفيذية وكافة مجالات بما فيها ترشيحها لرئاسة الجمهوية. لكل قاعدة شواز فيما تحدثت فدوي مشاوي من المجموعة الاعلامية لحقوق الانسان وناشطة اعلامية عن حقوق المرأة في السودان مؤكدة أن المرأة السودانية بلغت مدي عظيم لتصل الي حقوقها في الحياة واكثر بكثير من قريناتها في دول العالم ، وتقول فدوي هذا الحديث لا اطلقه عبثاً وانما كل الشواهد والدلائل تؤكد ان النساء بلغن العلا بولوجهن المنابر السياسية والثقافية الاقتصاد و اثبتن جدارتهن وهذه حقيقة لا ينكرها الا مكابر، مضيفه احياناً تظهر بعض الاشياء التي تلقي بظلالها عالمياً مثل حقوق الانسان والاتفاقيات ، كما حدث في اتفاقية “سيداو” والتي رفض السودان التوقيع عليها لتحفظه علي بعض النقاط التي تخالف الشرع والدين ، في رأي الشخصي اجد انه في جوهر القضية السودان يتوفق مع كثير من البنود وكان يمكن ان نجيزها ونصادق عليها ونتوقف في بعض النقاط ، ولكن عندما تأتي واحدة من النساء مثل الحديث الاخير ل” وئام ” اشعر انه داخليا لا تأثير له علي الواقع الحالي واعتقد ان كل الناس لا يوافقونها في سلوكها وفي حديثها لا عرفاً او شرعاً لهذا اقول لا تأثير ، ولكن خارجياً اعتقد انه سيكون له مدلول سيء لما يمكن ان يوصم به السودان من قهر وحدود ، وتمضي مشاوي بالقول أن الاسلام منح المرأة حقوقها كاملة ولا توجد ديانه اخري سمحت للمرأة أواتاحت لها حقوقها وكرمتها اكثر من الاسلام ، مضيفه في رأي الشخصي كواحدة من النساء فإني راضية تمام الرضي عن ان المرأة نالت حقوقها حسب مؤهلاتها وسعيها ودورها. وتقول حتي ولو أن المرأة لم تدخل سوق العمل واكتفت بدورها كربة منزل وشاركت في تقديم اسرة معافية وسليمة اعتقد ان هذا دور كبير للمرأة ، معتبرة أن الدلائل أن المرأة السودانية تسير في خطى سليمة ومتقدمة ، ولا شك أن لكل قاعدة شواذ وبالتأكيد لابد ان تكون هنا وهناك بعض الثغرات التي اعتقد ان لايكون لها أثر وتكون مجرد ظاهرة وتنتهي . ضوابط الاسلام ويقول شيخ عبد القادر عبد الرحمن ابو قرون رئيس الحسبة وتذكية المجتمع بالسودان أن القيم السودانية لا تختلف عن القيم الاسلامية ولا تنفك عنها ، وتعجب رئيس الحسبة وتذكية المجتمع من أن ترفع فتاة صوتها أو تتعري كما كان في الجاهلية الاولي ، مؤكداً أن المرأة المسلمة يجب عليها ان تلتزم بضوابط الاسلام ، ولكن اذا ارادت أن تتبع الغرب يجب عليها أن لاتدعي الاسلام ، مشيراً الي أن الإسلام ضمن للإنسان حريته الكاملة، لكنه وضعها في نطاق الدين والقيم والمبادئي ، وفي الوقت ذاته لا تخل بالقيم، ولا تعتدي على حريات الآخرين، فكانت حرية دينية، فكرية، سياسية، اجتماعية، تكمل كل واحدة منها الأخرى وتستلزمها، لا تحجر على أحد، ولا تقسر أحداً، ولا تقيد أحداً بقيود تعارض العقل وتناقض المنطق، فهي الحرية التي تتيح الاختيار، وتقرر المسؤولية في الوقت ذاته أخلاقية كانت أو اجتماعية ، وتنهيها في خضم المسؤولية الدينية التي تلزم الإنسان نتيجة عمله واختياره ، قال تعالى(كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَة) ، واضاف أن الإسلام يقرر الحرية ويدعو إلى المحافظة عليها، بل ويشدد على ذلك، تشريفاً للإنسان وتكريماً له وإعلاء لشأنه وفق ما اقتضته إرادة الله . (ولقد كرمنا بني آدم)، لم تكن قصراً على الرجال دون النساء ، أو تفضيل لأحدهما على الآخر، إلا في حالات نص فيها صراحة على اختصاص أحدهما بها دون الآخر، وهي حالات قليلة جداً تناسب طبيعة التكوين، والدور الذي يقوم به كل منهما. أما ما سوى ذلك فهما فيه سواء. قال تعالى( ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) .