حذرت منظمة العون الكنسي النرويجي (NCA) من واقع قاتم يواجهه (4) مليون مواطن بالجنوب بسبب ما أسمته المجاعة الحادة التي سيتأثر بها ثلث سكان الجنوب خلال أشهر قادمة وقال تقرير صادر من منظمة العون الكنسي النرويجي عبر مديرها بالجنوب أوردته صحيفة افتن بوستن النرويجية أن الوضع الإنساني في جنوب السودان سيزداد سوء خلال بضعة أشهر وسيكون هناك أربعة مليون جائع أي ما يمثل ثلث سكان الجنوب وأبان ان الوضع دخل مرحلة الخطر سيما في ولاية شرق الاستوائية. وأكد أن المنظمة تحاول أن تخطط للكيفية المثلي لمواجهة أزمة الغذاء بالجنوب بالتنسيق مع وكلاء إغاثة آخرين وأضاف التقرير ان تحالف شبكة المنظمات العالمية لديهم آلية توزيع فاعلة بالتعاون مع عدد من الكنائس المحلية ونوهت المنظمة الى أن دافعهم في الشراكة مع الكنائس المحلية يعود إلى إلمامهم بواقع الإقليم غير أن المنظمة المحت الى ان تحالف شبكة الكنائس العالمية يواجه تحدى أكبر في جمع المال حتى يتثنى لهم الحصول على الغذاء. وأشار التقرير الى ان الحالة الإنسانية في هذا العام انحدرت من السيئ إلى الأسوأ وأوضح ان برنامج الغذاء العالمي قدّر الحالة الحرجة في السنة الماضية بحوالي (1,1) مليون شخص إلا ان الاحتياج الآن يقدر بحوالي (4) مليون شخص لافتاً إلى أن هناك العديد من الأسباب تسببت في تدهور الحالة الإنسانية منها كبر مساحة الجنوب وعدم وجود طرق معبدة وصعوبة الوصول الى المناطق لوعورتها وعدم صيانة مهابط الطيران والتغيير المناخي وقلة الأمطار في السنوات الماضية الى جانب عدم زراعة اللاجئين للحصول على غذائهم . وأكد التقرير أن هناك حوالي (350) ألف شخص أجبروا على الهرب من مناطقهم بسبب الاضطرابات الداخلية في العام 2009م وأنهم في حاجة ماسة لتوفير الغذاء لهم محذراً من النتائج العكسية التي قد تحدث للمسنين والمرضى والأطفال جراء عدم توفر الغذاء لهم. منوهاً إلى أن الخطر الأكبر يتمثل في هروب الأسر الى المدن بحثاً عن الغذاء . وتشير (smc) إلى أن برنامج الغذاء العالمي كان قد حذر في الأسابيع الماضية من اتساع رقعة المجاعة بجنوب السودان ودعا الأممالمتحدة المانحين والجهات المختص ببذل ما في وسعها لتدارك المجاعة المحتملة في جنوب السودان والالتزام بالتدفقات المالية للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية كما قدّرت حكومة الجنوب حجم الفجوة الغذائية ب(220) ألف طن . وقالت إن برنامج الغذاء العالمي بدأ في تأمين الغذاء لعدد من الولايات بنسبة 58% وان مفوضية العون الإنساني ستجتمع بحكومة الجنوب لمناقشة الوضع الإنساني ومعرفة احتياجاتهم لتأمينها.