في خطوة مفاجئة وجه الحزب الشيوعي إنتقادات حادة للحركات المسلحة وحزب الأمة بسبب مواقفها التي إعتبرها تراجعاً عن الخط النضالي ضد الحكومة، ودعا الشيوعي في إجتماع لمركزية الحزب بالخرطوم عقد مؤخراً بحسب ما اشارت اليه وسائل الإعلام بعدم التعويل على الحركات وحزب الأمة بسبب توجهاتها نحو الهبوط الناعم مع الحكومة، مشيراً إلى أن تحركات قوى نداء السودان الأخيرة بجنيف ومقترحاتها تعتبر تغطية وتغبيش لماهو دائر الآن من توجهات جديدة. انتقادت الحزب الشيوعي جاءت في وقت تمر به الحركات المسلحة باضعف حالاتها العسكرية والميدانية بجانب أن حزب الامة القومي يمر هو الاخر بحالة من الوهن نتاج تحالف رئيسه الصادق المهدي مع حركات واحزاب نداء السودان وهو الامر الذي اعتبره الشيوعي سبباً في اضعاف المعارضة بالداخل خاصة وانه حمل الحركات المسلحة مسؤولية إضعاف التأثير الجماهيري للمعارضو، معتبراً انها وضعت نفسها أمام خياران إما القبول بالهبوط الناعم أو التمسك بمواقفها ومواجهة العقوبات وفق قرارات مجلس الأمن الأخيرة. وإنتقد الشيوعي إعتماد الصادق المهدي رئيس حزب الأمة رئيس قوى نداء السودان على مواقف الدول الخارجية ودعمها للمعارضة مشيراً الى أن نتاج ذلك الإعتماد غير مأمون مبيناً أن هذه الدول تحدد أولوياتها وفق مصالحها . ومؤخراً بدأ الحزب الشيوعي في النأي عن الدول الاوروبية والغربية وهو ماواضح خلال إجتماع الحزب فرعية بريطانيا وأيرلندا الشمالية الذي عقد في فبراير من العام الماضي مع حركات دارفور المتمردة بلندن وبحث توحيد عمل المعارضة السودانية وكيفية التأثير على التعاطف الدولي مع الحكومة خاصة البلدان الأوروبية وأمن حينها الإجتماع على أن المجتمع الدولي عامة أصبح منحازا للحكومة لدورها في مكافحة الهجرة غير الشرعية ومحاربة الإرهاب. ومنذ ذلك الحين كان الشيوعي يعول على حركات التمرد غير أن متغيرات الأوضاع داخل الحركات المسلحة والخطوات الإصلاحية التى اتخذتها الحكومة غيرت نظرة المجتمع الدولى والدول التى كانت تدعم الشيوعي والحركات المتمردة تجاه الحكومة وهو الأمر الذي دفع الشيوعي الى توجيه اللائمة للحركات المتمردة ممثلة في نداء السودان وتحميلهم مسؤولية اضعاف المعارضة. وخلال الفترة الاخيرة ظهرت بوادر الخلاف داخل مكونات الحزب الشيوعي بين مؤيد للتحالف مع الحركات من واقع ان التنسيق معها ضرورة ، وبين من يرى أن التنسيق مع الحركات المسلحة في الوقت الحالي لا طائل منه ولابد من العمل على بناء قوى الإجماع الوطني. ويوضح الباحث السياسي ياسر احمد عثمان أن الحزب الشيوعي ادمن مبدأ التحالفات التكتيكية مع الحركات المسلحة، وان تصريحاته الأخيرة ماهي الا كلمات عابره املاً في الوصول الى تحالف قوي بينه والحركات يفضي الوصول الى السلطة بقوة السلاح ، وقال ان الشيوعي تبني خلال الفترة الماضية توحيد عمل المعارضة المسلحة في محاولة لإستقطاب وإستمالة التعاطف الدولي من إجل تحقيق مصالحه، خاصة بعد فشله في توحيد صف المعارضة في حملات التظاهر والعصيان السابقة، مؤكداً أن الحركات بدورها لم تقتنع بالممارسة السياسية للحزب الشيوعي غير أنها وجدت ضالتها فيه تحقيقاً لأجندتها. ويقول عثمان ان الشيوعي يسعي الى الإنضمام الى تحالف نداء السودان لكن ليست تحت مظلة التحالف انما يحاول انشاء تحالف يتكتم على تفاصيله وخططته بعيداً عن نداء السودان. الناظر الى مسيرة الحزب العجوز يجد انها مليئة بالخلافات الداخلية وهي السبب الرئيسي في تناقضاته تجاه التحالفات التى دائما ماتكون تكتيكية وليست استراتيجية حاله حال الاحزاب العقائدية الموجودة في الساحة السياسية. ويبدو خلال الفترة الاخيرة أن لعنة العزلة قد اصابت الحزب الشيوعي اذا اصبح خارج حسابات المعارضة السياسية وخارج حسابات الحكومة التى اصبحت على قناعة كاملة بان الحزب يمر باضعف حالاته السياسية وكذلك اصبح خارج حسابات الحركات المسلحة التى على مايبدو انها كانت تستخدمه ككرت للضغط على الحكومة في مرحلة من المراحل و زال تأثيره بزوال تلك المرحلة وهو الأمر الذي دفعه الى توجيه مهاجمة الحركات المسلحة وتحميلها مسؤولية ضعف الاحزاب المعارضة.