تحقيق: أحمد السيد بعد النجاح الجماهيري منقطع النظير الذي حظي به كلاسيكو قطبا الكرة السودانية الهلال والمريخ، على أرض إمارات الخير والعطاء وتلاقي الحضارات، الذي أقيم في الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمناسبة تاريخية (عام زايد)، تلوح في الأفق العديد من التطلعات حول كيفية استثمار هذه الصورة المشرفة والبناء عليها، خاصة أن الدولة مقبلة على استضافة أكبر حدث رياضي قاري في كرة القدم؛ كأس أمم آسيا التي ستقام بمشاركة 24 منتخباً للمرة الأولى في تاريخ البطولة، مما ينعكس على ضرورة تسليط الضوء من قبل اللجنة المنظمة، على الأمور الجماهيرية باعتبارها أساس نجاح أي بطولة من الناحية التنظيمية. وعكَس نجاح المهرجان والحدث الكبير بين الهلال والمريخ، ما تتمتع به الإمارات من قاعدة كبيرة من المهتمين بالرياضة من مختلف الجاليات التي تقطن الإمارات، والتي سبقت لها استضافة أكثر من مباراة جمعت بين أندية عربية عريقة، حيث تمت استضافة السوبر المصري الذي جمع القطبين الأهلي والزمالك في عدة مناسبات خلال السنوات السابقة، ونسخة أخرى جمعت الزمالك مع النادي المصري، وشهدت جميع تلك المباريات نجاحاً كبيراً على مختلف الصعد لاسيما الجماهيرية. من جانبه، أكد منذر عبدالله، المحلل الفني في قنوات أبوظبي الرياضية، أن تشجيع الجاليات العربية وغيرها من مختلف الجنسيات في الدولة، على حضور مباريات كأس أمم آسيا، سواء لدعم المنتخب الوطني أو مشاهدة باقي المباريات، يعود في المقام الأول إلى اجتذابهم لحضور مباريات دوري الخليج العربي، عبر خلق العديد من المبادرات التسويقية الناجحة. وقال: «ما رأيناه في مباراة كلاسيكو السودان هو منظر حضاري، يعبّر عن الحب الكبير من أبناء الجالية في الدولة لكرة القدم، وهناك سؤال يطرح نفسه حول السبب وراء عزوف تلك الجماهير عن المدرجات في المسابقات المحلية، بعدما كانت في الصفوف الأولى في مدرجات الأندية المحلية بمباريات الدوري في تسعينات القرن الماضي، وكانت معروفة بعناصرها المؤثرة وسط مختلف القواعد الجماهيرية لأنديتنا المحلية». وأضاف: «يتعين على الجهات المخولة بإدارة وتنظيم المسابقات المحلية وغيرها من مباريات الديربي العربية، التي تحتضنها الدولة بالتعاون مع الأندية المحلية، التسويق لمختلف فئات جماهير الجاليات ومنحهم اهتماماً كبيراً؛ لأنهم يمثلون القاعدة الكبرى في الشريحة السكانية». وأشار منذر عبدالله، إلى أن الجماهير في الدوري تواجه بعض المعوقات في الخدمات المقدمة أثناء المباريات، بدءاً من دخولها ومغادرتها الملعب، وتوفير أماكن مخصصة لوقوف السيارات، وصولاً إلى توفير كل سبل الراحة للجمهور داخل الملعب. وطالب منذر عبدالله، المسؤولين، بضرورة تطبيق نفس المعايير التنظيمية والتسويقية التي تُتبع في مباريات القمة مثل كلاسيكو السودان، في مباريات الدوري، ليكون العائد على المسابقة إيجابياً في الحضور الجماهيري. وقال عبدالله، إن الترويج لدى الجاليات في بطولة أمم آسيا لن يكون مهمة صعبة، خاصة أن البطولة ستشهد مشاركة منتخبات تستند على جاليات كبيرة مثل الهند، بوصفها تضم النسبة الكبرى ضمن الشريحة السكانية لدولة الإمارات، وبالتالي يسهل استقطابها، وغيرها من الجاليات الكبيرة مثل الجالية المصرية والسودانية في مباريات المنتخب الوطني. وشدد على أن الشركات في القطاعين العام والخاص سيكون لها دورها في دعم البطولة من الناحية المادية، التي دون شك ستؤثر إيجاباً على تحفيز الحضور الجماهيري عبر توفير جوائز قيمة من الرعاة، كما حدث في مباراة قطبي الكرة السودانية. وقال ياسر سالم لاعب الوحدة السابق، إن اللجنة المحلية المنظمة لأمم آسيا، بالتعاون مع اتحاد الكرة، يجب أن تبادر إلى التواصل مع ممثلي الجمعيات والأندية الخاصة الممثلة لمختلف الجاليات القاطنة بالدولة، لاستقطابهم ودعوتهم للوقوف خلف المنتخب الوطني ومؤازرته في مبارياته في الحدث القاري الكبير، مشيراً إلى أن عامل الحضور الجماهيري مؤثر معنوياً بدرجة كبيرة، وينعكس على تحسن الأداء في مثل تلك المناسبات لتحقيق النتائج المرجوة. وأضاف: «تلاقي الثقافات والجنسيات المختلفة في المدرجات بالملعب، أمر في غاية الأهمية، ويساعد على التقارب بين الشعوب وتعزيز أواصر التعاون بين جميع من يقطن هذه الأرض الغالية، كما أن النسبة الكبيرة التي تتمتع بها الإمارات من مختلف الجاليات، تمثل نقطة قوة لابد من استثمارها على النحو الأمثل». وذكر سالم أن استقطاب الأندية للاعبين الذين يمثلون أكبر قواعد الجاليات في الإمارات للمشاركة في الدوري، هو عامل رئيسي ينعكس إيجابياً على الحضور الجماهيري لمؤازرتهم المؤكدة لجالياتهم والنادي الذي يمثلها، مستشهداً بما حققه النجم المصري المتألق حسين الشحات، الذي ارتدى شعار منتخب بلاده من بوابة «الزعيم»، ونجح في استقطاب الجماهير العربية بشكل عام والمصرية على وجه الخصوص، لدعم فريقه العين، مما عاد إيجاباً على الحضور الجماهيري في المسابقة بشكل عام. واستعاد لاعب الوحدة السابق ذكريات الزمن الجميل مع العنابي في حقبة تولي محمود الجوهري القيادة الفنية للفريق، بحضور أعداد كبيرة من الأشقاء من الجالية المصرية، ومع مرور الوقت زاد الانتماء للوحدة ودعمه حباً في المدرب القدير الجوهري، كما تطرق سالم إلى ما أحدثه حسام حسن، عند احترافه لفترة قصيرة في صفوف العين الإماراتي، من تطور ملحوظ في مدرجات البنفسجي حينها، بحرص الجماهير المصرية في الدولة والمعروفة بشكل عام بإرثها الرياضي الممتد لفترات سابقة من الزمن على الحضور ومؤازرة نجمها حسام حسن وناديه العين. المصدر: (الخليج)