تزامناً مع مجريات الأحداث السياسية والاحتجاجات التى انتظمت الساحة السياسية السودانية مؤخراً سارعت الجبهة الثورية الى عقد اجتماعات مطولة لرسم خارطة طريق للأوضاع بهدف انتظار نتائج المظاهرات الأخير وإختطافها دون مراعاة أو اكتراث علي ما يحدث من موت أو خراب للبلاد والمواطنين علي حدٍ سواء. وحاولت الجبهة الثورية لتوحيد الفصائل المسلحة عبر خطابات يتم ارسالها الى (عبد العزيز الحلو ومالك عقار وعبد الواحد نور )، لكن كان للمطامع الشخصية نصيبها في إفشال مخطط الثورية الذي لم يرى النور حيث سارع الحاج وراق الى التحذير مما أسماه التوهمات الذاتية ” بقيادة حزب زمام المبادرة” وحذر من حول الصراعات والتسابق في تقسيم المناصب ، واشار وراق الى ان الشعب السودانى لايمكن ان يتوحد حول العلمانية داعياً الى محاولة استمالة الشعب عبر مسميات الديمقراطية وحقوق الإنسان وغيرها. في وقت لم يكن فيه منى اركو مناوى ببعيد عن مخططات الثورية حيث اشارت وسائل التواصل الإجتماعي الى انه تراس اجتماع المجلس القيادي والذي دعا خلاله الى تقديم مبادرة لتشكيل تحالف اوسع لانجاز مهام ما اسماها “الثورة ” الى تشكيل خلايا مسلحة تعمل علي إحداث فوضي وقتل وتخريب في المدن السودانية. الخلافات بين مكونات الجبهة الثورية اصبحت من الأمور المسلم بها، خاصة بعد تصاعد وتيرة الأحداث بين مالك عقار وياسر بسبب رفضها لرئاسة الصادق المهدي لتحالف احزاب وحركات دارفور بنداء السودان خلافاً لمناوى الذي ظل مؤيداً لرئاسة المهدي، فالبنظر الى الخلافات بين الحركة الشعبية قطاع الشمال جناحي (الحلو – وعقار) فضلاً عن عبد الواحد نور الذي ظل على خلاف دائم مع حركات دارفور وقطاع الشمال جميعها اسباب تشير الى استحالة اقامة تحالف استراتيجي دائم ، ولا شك ان الحركات الأن تمر بأضعف حالاتها وهو الأمر الذي دفعها الى استغلال الإحتجاجات الأخيرة حتى تجد لنفسها مكانة في السودان متجاهلة أن الشعب السوداني لا يثق في من حمل السلاح في وجه المواطنين الأبرياء. ويقول القيادي المنشق عن الجبهة الثورية موسي يعقوب ان تحالف الجبهة الثورية قام منذ نشأته من منطلق تكتيكي وليست إستراتيجي اتخذ من عواصم الدول المعادية للسودان مقاراً وملجأ له، موضحا ًان إختلاف الأجندة والمطامع الشخصية بين مكوناته وقلة الدعم المادي والتمويل جميعها أسباب أدت إلى إضعافها مما جعلها عبئاً على حلفائها الذين لم يجدوا أدنى حلول للخلافات المتكررة داخل عناصر الجبهة الثورية لعدم وجود رؤية واضحة وأهداف مشتركة بينها، مشيراً الى أن قيادات الثورية يحاولون إيجاد موضع قدم لهم عبر الحراك الجماهيري والقفز علي الدماء وزهق الارواح وحرق المنشأت العامة والخاصة وإستخدام اللاجئين والنازحين في دعم ثورتهم المزعومة . الدعوات للتوحد بين الفصائل المسلحة لم تكن وليدة اللحظة فقد سبق ان أطلق مالك عقار نداء إستغاثة لجميع فصائل الجبهة الثورية للتوحد إلا أن دعوته لم تجد صداها من فصائل دارفور حيث شكك جبريل إبراهيم رئيس حركة العدل والمساواة في مصداقية الدعوة وعدَّها محاولة للإستهلاك السياسي ووصفها بإنها (عزومة مراكبية)، ويشير إلى أن المقصود بالعرض هو الإستهلاك السياسي والرأي العام المحلي وربما الدولي أكثر من أن يكون المستهدف بالعرض هو الطرف المعنيّ، مما يطعن في صدقيّة العرض وسلامة المنهج، ويبدو ان عقار استشعر من خلال الأحداث الأخيرة امكانية ان توافق الحركات على اقامة تحالف تكتيكي مرحلى. لاشك المجتمع الدولى ادار ظهره للجبهة الثورية بعد نجاح الحوار الوطني وابتدار المباحثات المباشرة وغير المباشرة بين الحكومة والحركات عبر مسارين مختلفين وأبدى دعمه لخطوات الإصلاح الذي تقوم بها بإعتباره الوسيلة المثلى لتحقيق السلام بالطرق السلمية في ظل الأوضاع الأمنية التي تعاني منها معظم دول المنطقة، بجانب إعلان دولة جنوب السودان رسمياً إبعاد الجبهة الثورية من أراضيها وتجريدها من سلاحها، كل هذه أسباب جعلت الجبهة الثورية تتخبط وتقع في مستنقع الخلافات الداخلية في ظل اختلاف المطامع الشخصية بين قياداتها ومكوناتها.