الخرطوم: سونا تشهد القارة الإفريقي في ديسمبر القادم حدثا فريدا يحمل لها من البشريات ما يجعلها تستفيد من فوائده ومزاياه إنطلاقا من القرى والريف مرورا بالمدن ذلك أن المنظمة الافريقية للاتصالات الفضائية " راسكوم "التي تضم في عضويتها 45 دولة افريقية تعتزم إطلاق القمر الصناعي الافريقي من نقطة انطلاقه من القاعدة الفضائية بقوايانا وستحتفل جميع الدول الافريقية بهذا الحدث. وتبلغ تكلفة ربط القارة الافريقية عبر القمر الإفريقي حوالي 500 مليار دولار بينما تبلغ تكلفة مرور الاتصالات الافريقية حاليا عبر الاقمار الصناعية الاوروبية حوالي واحد مليار و 600 مليون دولار. ويعد القمر الإفريقي نظاماً أفريقيا للاتصالات عن طريق أقمار صناعية مخصصة ، تم تصميمه لكفالة تغطية شاملة لأفريقيا فضلا عن أوروبا وجزء من الشرق الأوسط في النطاق الترددي C وتغطية مثلى للقارة والجزر عن طريق حزمتين علي النطاق الترددي كي يو. ويعتبر إطلاق القمر الصناعي الإفريقي رداً علي ما تواجهه أفريقيا من تحديات في مجال الاتصالات السلكية واللاسلكية لاسيما ضعف التواصل فيما بين دولها ، والافتقار إلى الخدمات في المناطق الريفية المعزولة ، والاحتياجات المتعلقة بتطوير البنية الأساسية لوسائط الإعلام المتعددة. وتتمثل مزايا المشروع في خدمة الاتصالات في افريقيا التي تعتمد في اتصالاتها علي الاقمار الاوروبية مما يتيح لهم التعرف علي المعلومات الافريقية اكثر من اهلها وهو يؤكد الاهتمام بالبنية التحتيه للقارة في مجال الاتصالات وربط الدول مع بعضها البعض وتوفير خدمات الاتصالات في جميع إنحاء القارة بأقل تكلفة ويمكن القارة من تحقيق قفزة في مجال التكنولوجيا ، كما يسهم في إدخال الخدمات الهاتفية لأول مرة ببعض القرى النائية بالقارة. ويسهم إطلاق القمر الصناعي الإفريقي في إقامة صلات مباشرة فيما بين الدول الأفريقية وإلغاء المرور الباهظ التكلفة للحركة فيما بين الدول الأفريقية عبر الشبكات الأجنبية الواقعة خارج أفريقيا وتوفير تسهيلات للإرسال والبث الإذاعي والتلفزيوني المباشر وتبادل برامج الإذاعة والتلفزيون. ويوفر المشروع خدمات الاتصالات في كل أنحاء القارة ويقدم العديد من الخدمات في مجال الاتصالات للمستخدمين وتغطية كل أفريقيا ( المدن والريف) بما في ذلك الأماكن النائية وتقديم خدمات الاتصالات الهاتفية الدولية وربط الانترنت بتكلفة منخفضة. ويتضمن الأثر التنموي الذي يمكن أن يحدثه هذا المشروع فى دعم المجتمعات الريفية ويؤدي إلى قيمة مضافة اقتصادية كبيرة. ويستفيد من المشروع مشتركو خدمة تأجير السعات العريضة مثل المؤسسات التلفازية ومقدمو خدمات الانترنت والشركات الكبرى من فائض استهلاكي ويركز المشروع علي التأثير الإقتصادي والاجتماعي للريف. وبالرغم من أن المشروع يستهدف تغطية كل القارة الإفريقية فإن الأثر الملحوظ بصورة كبيرة سيكون في المناطق الريفية وسيحصل المزارعون علي فرص أفضل للوصول للمعلومات عن السوق والتوقعات الجوية والتقنيات الجديدة مما يؤدي الي زيادة الإنتاج وتحسين مستوى المعيشة والمساهمة في مكافحة الفقر في المناطق الريفية ومن خلال الربط بالانترنت والخدمات التلفازية سيتمكن سكان المناطق الريفية وخاصة النساء والأطفال من الوصول الي مصادر جديدة للمعلومات والتعليم وهذا سيساعد في إزالة حواجز العزلة الاجتماعية والجغرافية الموجودة في الكثير من المناطق الريفية. ويعد هذا الحدث الهام الذي لن يطول انتظاره خطوات تسير بشعوب الدول الإفريقية نحو وحدة ثقافية إفريقية وتنمية شاملة لكل المدن والقرى ريفا وحضر. عاكفة الشيخ بشير