وأضاف العيسوي خلال محاضرة أمام منتدى عبد الحميد شومان الثقافي بالعاصمة الأردنية عمان أن هناك أيضًا مسألة ضعف أو نقص الاستثمارات في القطاع الزراعي الغذائي بالإضافة إلى قوة الشركات العاملة في الأسواق الزراعية العالمية وتمتعها بنفوذ احتكاري . وأوضح خلال المحاضرة التي قدمه فيه الخبير الاقتصادي الاردني الدكتور خالد الوزني أن اسعار الكثير من السلع الغذائية في الدول النامية بقيت عند مستويات مرتفعة بعد الارتفاع غير المسبوق في 2008 حيث انخفضت في العام 2009 بنسبة 20 % بالمقارنة مع 2008 لكنها لم تلبث أن عادت إلى الارتفاع بنسبة 14.5 % في يناير 2010. وقال العيسوي فى تصريحاته التي أوردتها وكالة الأنباء الأردنية إن نقص الاستثمار في القطاع الزراعي الغذائي وارتفاع معدلات الفقر وسياسة المعايير المزدوجة التي تطبقها الدول المتقدمة المسيطرة على منظمة التجارة العالمية تدعو الدول النامية لتحرير زراعتها وتجارتها الزراعية. وأشار إلى أن هذه العوامل تعبر عن جذور الخلل العميق والهيكلى في قطاع الزراعة وانتاج الغذاء والتي حالت دون مواكبة عرض الغذاء للطلب المتزايد عليه في الدول النامية. واضاف ان ما يهدد الامن الغذائي العربي ايضا هو احتكار عدد من الشركات العالمية للمنتجات الزراعية الرئيسية والتي تتمثل في البذور والمبيدات والاسمدة، مشيرا الى ان هذه الشركات متعددة الجنسيات تسيطر على 60 % من التجارة العالمية فى السلع الغذائية وتحقق ارباحا تزيد على دخل 65 دولة في العالم النامي. وبين ان التحرير المتزايد للتجارة والاستثمار من خلال اتفاقات منظمة التجارة العالمية وحركة العولمة ساعد في تنامي قوة هذه الشركات وزيادة التركز ومن ثم التحكم في الأسواق الزراعية الغذائية، مشيرا الى سيطرة شركات معينة على أسواق منتجات عديدة كالملح والسكر والذرة والقمح وفول الصويا واللحوم البقرية والقطن والأرز. وحول التحولات المطلوبة فى السياسات لبناء أمن غذائي عربي راسخ اشار العيسوي الى ان تحرير الإرادة الوطنية والتنمية بالاعتماد على الذات هي الإطار الملائم لإنجاز الهدف المنشود. واكد ان هذا الهدف ممكن التحقيق إذا انطلق العرب نحو تحقيقه بجهد جماعى متناسق لبناء سياسات للتنمية المستقلة عن طريق العمل العربي المشترك. -------- محيط