كشفت الصور التي أرسلها المسبار الفضائي الأوروبي وجود بحر جليدي بالقرب من خط الاستواء على الكوكب الأحمر، الأمر الذي يزيد من فرصة وجود حياة ميكروسكوبية على المريخ، بحسب تصريح العلماء الثلاثاء في مؤتمر علمي بهولندا. وجاءت الأدلة من خلال صور، لم تنشر بعد، أرسلها المسبار "مارس إكسبرس"، الذي أرسلته وكالة الفضاء الأوروبية إلى المريخ، والذي مازال يدور حول الكوكب، بحسب وكالة الأسوشيتد برس. وكان العلماء قد تكهنوا منذ وقت طويل بأن الماء كان موجوداً في وقت ما على سطح المريخ، وهو ما أكدته المركبة "روفر" التي أرسلتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا". غير أن معظم العلماء يعتقدون أن المياه تبخرت في جو المريخ في بدايات تشكّله. وفي مقابلة مع جون موراي، الأستاذ في الجامعة المفتوحة ببريطانيا، أجرتها معه الأسوشيتد برس، قال موراي "المهم في الأمر أن الجليد تشكل حديثاً، ويبدو أنه مازال موجوداً هناك، وهو مغطى بطبقة من الغبار والرواسب البركانية." وتعتبر الصور التي أرسلها المسبار الأوروبي أكثر دليل مباشر على وجود المياه، على شكل جليد، على الكوكب الأحمر. وبحسب موراي، الذي شارك في إعداد ورقة بحثية سينشرها في العدد المقبل من مجلة "نيتشر"، فإنه من المعتقد أن الجليد تشكل قبل خمسة ملايين سنة، أما حجمه فيوازي حجم بحر الشمال في أوروبا. وقال موراي "إذا كانت هناك أماكن حارة ورطبة، فإنه من الممكن أن تنشأ حياة، وهذه هي الأماكن التي ينبغي أن نبحث عنها." وقد نوقشت نتائج الأبحاث والدراسات المتعلقة بالصور في مؤتمر علمي كبير ينعقد حالياً في نوردويك بهولندا، والذي ستنتهي جلساته الجمعة. وتظهر صور المسبار الأوروبي "مارس إكسبرس" مناطق شاسعة من تضاريس شبيهة بكتل الجليد المتكسرة الموجودة في القارة القطبية الجنوبية على سطح الأرض. ويعزو جون موراي عدم تبخر الجليد إلى طبقة الغبار والرواسب البركانية التي استقرت فوق سطح الجليد ومنعت تحوله إلى بخار. ويرجح العلماء تكوّن مياه البحر الجليدي عبر تسربها تحت سطح المريخ، بالقرب من مجموعة التصدعات والشقوق المعروفة باسم "سيربرس فوساي". (CNN)