د. بشرى الفاضل الأطفال الذين زعمت منظمة «زو آرك» الفرنسية الخيرية -هل قلت الخيرية؟- أنهم أيتام اتضح أنهم غير ذلك وقالت المنظمة المذكورة إنهم من دارفور فاتضح أن معظمهم من تشاد وكانت المنظمة قد أطلقت هاتين الكذبتين الفريتين الواضحتين كي يتسنى لها تهريب هؤلاء الأطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين الثالثة والعاشرة إلى فرنسا وكان هناك صف من الأسر الفرنسية المنتظرة بالمطار في باريس لاستقبال هذه الطفولة البريئة هؤلاء الذين كانوا سيتبدلون لهم أمهاتهم وآبائهم وعقيدتهم وثقافتهم بحليب البقالات وبريق الثقافة الغربية وهل ترى كانت تستطيع باريس مهما كانت منتجات أسواقها دسمة أن ترمم وجدان ودواخل هؤلاء التي كان سيمزقها الاختطاف؟ هيهات. حسنا فعلت السلطات التشادية أنها قبضت على الجناة قبل القيام بالاختطاف الذي كان السيناريو الخاص به معد و وسيلة النقل جاهزة للتنفيذ. المسؤولون التشاديون الذين أجروا مقابلات مع الأطفال في معسكر أبيشي بالقرب من حدود السودان الغربية حيث إقليم دارفور قالوا إن معظم هؤلاء الأطفال من تشاد وهذا ما أكدت عليه منظمة اليونيسيف وقال مسؤولون في اليونيسيف إنهم وجدوا ضمادات كانت قد وضعت على أطراف هؤلاء الأطفال حتى يظهروا بمظهر ضحايا الحرب كأنهم جرحى وبالتحري اتضح أن منظمة «زو آرك» المتهمة بالشروع في الخطف هي التي فعلت ذلك. وقال مسؤولو اليونسيف إنه لم يجدوا أي إصابات لدى هؤلاء الأطفال كما لا يعتقدون بأنهم أيتام. وهذا بالضبط هو ما أكده هؤلاء الأطفال أنفسهم فيما بعد لدى إجراء مقابلات معهم كما قالوا إن أعضاء هذه المنظمة الخيرية أغروهم بالحلوى والفلوس وأعطوهم أدوية وأخرجوهم من ديار ذويهم مستغلين حالة فقرهم على الرغم من عدم شكوى هؤلاء الأطفال من أمراض تذكر ووعدوهم بالمدارس لكن قالوا لهم إنهم لن يعودوا لأهلهم مرة أخرى. الرئيس التشادي إدريس ديبي طالب بتطبيق أقصى عقوبات ضد هذه المنظمة وتساءل: إن لم تكن هذه المسالة حالة اختطاف فماذا تكون؟ ومضى متسائلا: هل كانت هذه المنظمة ترغب في بيع هؤلاء الأطفال أم قتلهم وبيع أعضائهم؟ ونحن نرى أن أسئلة الرئيس التشادي مشروعة فهذه المنظمات بهذه الكيفية تتعامل باستخفاف مع البلدان النامية وبالأخص إفريقيا في زمن الحروب والأزمات وأوقات الفوضى وينبغي ألا يتم تمكين بعض هذه المنظمات بالوصول المباشر للسكان دون علم السلطات. أما الأصوات التي تدين مثل هذه الممارسات فيجب أن ترتفع عبر الفضائيات والأثير وأعمدة الصحف فإفريقيا في زمن الأزمات ليس لديها أطفال للبيع أو لتسلية رموز يتغشاها الاكتئاب في كل حين في الحضارة الغربية.