ابشى (SMC) بصمات أرجل الأطفال طبعت باللونين الأزرق والأحمر وكتب في كل نموذج اسم الطفل ورقم مجموعته . غرف إقامة الأطفال بمعسكرات المنظمة بمنطقة ابشى تشبه المعتقلات وتوجد خيام وعيادات متحركة فتاة مختطفة تؤكد أنها خدعت بإيجاد فرص للتعليم بفرنسا ومفوضية اللاجئين شاركت في العملية المنظمة الفرنسية قامت بالعملية لصالح منظمة أنقذوا دارفور المتورط في شبهات استخبارية أدت لاستقالات جماعية فور تسرب أخبار وقصاصات من فضيحة الأطفال السودانيين والتشاديين المختطفين الى فرنسا سارع المركز السوداني للخدمات الصحافية بابتعاث صحفي من قسم التحقيقات الى العاصمة التشادية انجمينا ليكون قريبا من موقع الأحداث وليكون شاهد عين على فضيحة من أعظم فضائح الدول الكبرى تحت غطاء ومظلة العمل الانسانى والرغبة فى دعم ومساعدة الأفارقة وهم فى حقيقة الامر يسترقون الأفارقة فى طبعة جديدة لأحاديث قديمة وماس ظنت الإنسانية انها قد مضت بحقبة شائهة من تاريخ الإنسانية ولكن ما جرى بتشاد الأسابيع الماضية يؤكد ان الامر لم ينتهى بعد وان الاتجار بالبشر ظل قائما الى اليوم ولو كان الضحايا اطفالا !! الطريق الى انجمينا وابشى : فى الطريق الى تشاد بالطائرة وهى المرة الاولى التى ازور فيها هذا البلد الجار كان هاجس مقلق يطوف بذهنى ويتعلق بكيفية تدبر امر الوصول لموقع الحدث حيث ان صدى الفضيحة كان ما شانه جعل السلطات قلقة ومتوجسة تحسبا للضخ الاعلامى فى متابعة تفاصيل المشكل لكن هذا الهاجس سرعان ما اكتشفت خطائه حيمنا لمست تسهيلات غير معهودة للسفر الى ابشى التى غادرت اليها برفقة وفد دبلوماسى ضم مجموعة من السفراء بتشاد المعتمدين لدى إنجمينا منهم سفير فرنسا والصين ومصر والجزائر وممثلون للسفارات الأخرى وذلك بدعوة من الخارجية التشادية صبيحة الأحد الثامن والعشرين من أكتوبر الماضي لتفقد أحوال الأطفال المختطفين وايقنت حينها ان تشاد تلاعب فرنسا بلاعب (الإعلام ) وعرض الصورة كاملة أمام الراى العام العالمي لوضع باريس فى خانة يصعب التحرك منها الا بصعوبة الوفد زار مطار ابشى حيث توجد الطائرة التي وصلت المطار لنقل الأطفال المختطفين والتي تتبع لشركة أسبانية تسمى (GIRJET) بوينج 747وقد وقفت الى جانب الطائرة عربة ذات دفع رباعى بلوحات تشادية صمم عليها سلم من قوائم حديدية ودرجات خشبية لتسهيل صعود الأطفال لأنه لايوجد سلم لدى سلطات المطار لهذا النوع من الطائرات حسب إفادة السيد وزير الداخلية التشادية الذي قابل الوفد هناك وأوضح ان الطائرة (المعروضات ) وصلت فى الرابع والعشرين من اكتوبر الماضى تحمل تسعة فرنسيين تابعين للمنظمة وستة أسبان امام الضحايا وجها لوجه : بعد جولة المطار انتقل الوفد إلى مركز حكومي للأيتام حيث شاهد الأطفال هناك وكان أصغرهم لا يبلغ الستة أشهر وأكبرهم لا يتجاوز الثمانية سنوات وقد تعرف بعض التشاديين على بعضهم من خلال أسئلة تتعلق بأسماء المناطق والقبائل والشيوخ وما إلى ذلك من أشياء وفى هذه اللحظات اهتبلت انشغال البعض وغالب الوفد بالأطفال والتقيت بمسئول تشادي وقف إلى جواري وبدا ضجرا من اتساع المدة المقررة لالتقاء الوفد بالأطفال حيث أكد لي بعد إلحاح منى في الأسئلة بان معظم الأطفال من التشاديين أي حوالي 60% وان هناك هناك صعوبة في معرفة عدد الأطفال السودانيين نظراً لصغر سنهم إضافة للتداخل القبلي هناك. وقبل ان يتواصل الحديث أمرنا رجال المراسم بمرافقتهم الى إلى مكاتب المنظمة التي يتكون من ثلاثة بيوت منها بيتان يضمان المكاتب الإدارية للمنظمة وبيت أعد للأطفال توجد به خيام، بها شعار مفوضية اللاجئين التابعة للأم المتحدة، وقد تلاحظ وجود بصمات لأرجل الأطفال باللونين الأزرق والأحمر حيث كتب في كل نموذج اسم الطفل ورقم مجموعته، وتلاحظ كذلك وجود غرف علقت في جدرانها عبارات (المجموعة رقم كذا) وأيضاً رسومات للأطفال وعيادة بها أدوية وحقن طبية الغرف تشبه المعتقلات حيث تلاحظ ان المعسكر يقوم على شكل يمكن توفير اقصى درجات التامين له فى الدخول والخروج احد العاملين بالمقر وقد بدا عليه الذعر والاضطراب قال لى ان أن هؤلاء الأطفال مكثوا هنا مدة شهرين مشيراً إلى أن المنظمة لديها علاقة بمفوضية اللاجئين التي زودتها بالخيام وأحد المولدات، وأبان أنه لم يبلغ السلطات طوال هذه الفترة لأنه كان يعتقد أن الأطفال جوعى ومرضى وسيتم إعادتهم إلى ذويهم بعد تحسن أحوالهم وان الأطفال يحضرون عبر الحدود الى ابشى بمساعدة بعض ضعاف النفوس من التشاديين بواسطة سيارات صغيرة وقول الرجل أكدته احد الفتيات بقولها أنها وشقيقتها كانتا بالمنزل وكان والدهما في العمل وان أصحاب المنظمة طلبوا منها الذهاب معهم لأنهم سوف يعلمونهما بفرنسا !! تملص فرنسى : قبل ان تتواصل الجولة كنت ادقق واتفرس فى وجه السفير الفرنسى والذى بدا محرجا للغاية ومتوترا بشكل لافت حيث علمت من مصادر دبلوماسية انه وبعد جولة الوفد الدبلوماسي والصحفى مباشرة طار الى مقر اقامة الرئيس دبى وأخطره بأن هناك خطأ قد حدث بواسطة المنظمة لأن الخطة الفرنسية تتمثل في نقل ألف طفل من دارفور إلى فرنسا إلا أن المنظمة قامت بإدخال أطفال تشاديين ذات المصادر أكدت انه وبالنظر لما كل ما جرى فمن الواضح ان هناك تنسيق بدرجة ما بين السلطات التشادية والمنظمة وأن سلطات الطيران المدني لديها علم بحضور هذه الطائرة وهناك ثلاثة من التشاديين يتم التحقيق معهم لتورطهم في العملية علماً بأن العملية ليست الأولى من نوعها. الموقف الفرنسي الرسمي والبحث عن مخارج للنجاة بعد شيوع الخبر فى القرى والحضر لم تعد فرنسا تملك مناصا من التحرك لنفى الجريمة عنها او على الأقل امتصاصها على نحو ما أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن الوزير برنار كوشنير شكل خلية أزمة حول محاولة نقل مائة طفل من تشاد إلى فرنسا برئاسة وزير الدولة للشؤون الخارجية وحقوق الإنسان راما ياد وتهدف الخلية إلى متابعة النتائج الإنسانية للعملية المتعلقة بالجمعية وأوضح البيان أن كوشنير أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الجمهورية التشادي إدريس دبي وأعرب له عن تضامنه مع الأطفال المعنيين بهذه العملية واستعداد راما ياد للتوجه إلى تشاد وأضاف البيان أن خلية الأزمة طلبت من سفير فرنسا في إنجمينا الاهتمام بالوضع الصحي والحالة النفسية ل103وقد أعلنت وزيرة الخارجية الفرنسية للشئون الخارجية وحقوق الإنسان راما ياد أن السلطات الفرنسية قامت بكل ما تستطيع لمحاولة منع المسؤولين عن عملية نقل أطفال دارفور من تشاد من تنفيذ مشروعهم وصرحت (بذلنا كل ما استطعنا القيام به لمنع العملية ثم نفذوها في شكل سري من دون إبلاغأ ومن دون موافقة السلطات) وقالت إنها اتخذت كل الخطوات على مستوى وزارة الخارجية الفرنسية لتحذير "منفذي العملية" لكنهم لم يستمعوا وقاموا بهذه العملية غير القانونية وغير المسؤولة، وأضافت أنه خلال الصيف عمدت وزارة الخارجية إلى تحذيرهم لكننا لم نتلق أي معلومة واضحة ومطمئنة ومع ذلك تلقوا تحذيراً شديداً بعدم القيام بهذه العملية. منظمة لارش دوزوية والاسم توراتى ! لارش دوزوية LArche de Zoe اسم ذو مدلول ضارب في القدم وتعني كلمة LArche السفينة والمعني بها – وفق النصوص التوراتية – سفينة ضخمة جمع الله فيها كل المخلوقات لإنقاذها (سفينة نوح) وهي منظمة طوعية صغيرة أنشأتها مجموعة من رجال الأطفاء بهدف إنقاذ حياة ألف طفل دارفوري بواسطة عرضهم للتبني داخل فرنسا لدى أسر فرنسية ويراس المنظمة السيدERIC BRETEAU الذي يبرر هذه العملية بالقول: بما انه لا يلوح في الأفق حل سياسي أو دبلوماسي لقضية دارفور فإنه يجب ترحيل هؤلاء خارج دارفور حيث يجدون الرعاية ويتم إنقاذ حياتهم مؤكدا أن هذه العملية التي تدعمها منظمة (إنقاذ دارفور) Sauver Dafur تتم بدون تعاون من السلطات الفرنسية والسودانية وأكد أن 500 أسرة فرنسية تم تحضيرها بجميع أنحاء فرنسا لاستقبال هؤلاء الأطفال وأن بعضها بالفعل قد استلم موافقة التبني مضيفا ان إن الهدف النهائي للمنظمة هو نقل عدد (10.000) طفل "عشرة آلاف طفل إلى أوربا وأمريكا الشمالية وتقدر تكلفة عملية النقل كل طفل بحوالي (1400) يورو". الغريب ان المنظمة تعمل على الارض بتشاد باسم (Children Rescue) بينما في فرنسا تحمل أسم I,Arche de Zoe) وأن أسماء الأشخاص متطابقة في كل المنظمتين ومنحتهم السلطات التشادية الاذن بالعمل فى العون جدل قانونى : صديق فرنسى يعمل بصحيفة (الفياجرو ) التقانى فى ابشى ليقول لى ان الحادثة فجرت نقاشا قانونيا بين المنظمة وعدد من المسئولين بمجموعة من المنظمات العاملة فى مجال الطفولة حيث قالت السيدة Genevieve مسئولة التبني بمنظمة أطباء العالم (MDM) Medicines du Monde ان مشروع المنظمة المختطفة للاطفال مشروع خطير ليس لأن هذه الأسر الفرنسية سوف تبنى طفلاً من دارفور ولكن لأن الأمر برمته مخالف للقانون حيث إن هؤلاء الأطفال لم يتم عرضهم للتبني في بلدهم الأصلي حتى يصبح تبنيهم بعد ذلك تبنياً شرعياً وتقبله القوانين الفرنسية الجديد المكتشف من الحادثة ان لقاءات مكثفة سبقت العملية بين المنظمة المعنية والخارجية الفرنسية المنظمة المعنية باسم "ألف طفل من دارفور" وتطور الأمر بصورة أكبر وفي بادئ الأمر كان الحديث عن تبني ، وعملية التبني عملية معقدة فصار الحديث عن استقبال أطفال فالأمور أصبحت مبهمة وهو ما تخشى باريس تصاعده ليتحول من قضية جنائية لازمة السداد والتكاليف الى ازمة سياسية ضد الرئيس الجديد ..