ضربة موجعة لمليشيا التمرد داخل معسكر كشلنقو جنوب مدينة نيالا    مدير مستشفي الشرطة دنقلا يلتقي وزير الصحة المكلف بالولاية الشمالية    شاهد بالفيديو.. شاعرة سودانية ترد على فتيات الدعم السريع وتقود "تاتشر" للجيش: (سودانا جاري في الوريد وجيشنا صامد جيش حديد دبل ليهو في يوم العيد قول ليهو نقطة سطر جديد)        ضياء الدين بلال يكتب: نحن نزرع الشوك    بالصور.. اجتماع الفريق أول ياسر العطا مساعد القائد العام للقوات المسلحة و عضو مجلس السيادة بقيادات القوة المشتركة    أقرع: مزايدات و"مطاعنات" ذكورية من نساء    وزير خارجية السودان الأسبق: علي ماذا يتفاوض الجيش والدعم السريع    محلية حلفا توكد على زيادة الايرادات لتقديم خدمات جيدة    شاهد بالفيديو.. خلال حفل حاشد بجوبا.. الفنانة عشة الجبل تغني لقادة الجيش (البرهان والعطا وكباشي) وتحذر الجمهور الكبير الحاضر: (مافي زول يقول لي أرفعي بلاغ دعم سريع)    شاهد بالفيديو.. سودانيون في فرنسا يحاصرون مريم الصادق المهدي ويهتفون في وجهها بعد خروجها من مؤتمر باريس والقيادية بحزب الأمة ترد عليهم: (والله ما بعتكم)    غوتيريش: الشرق الأوسط على شفير الانزلاق إلى نزاع إقليمي شامل    أنشيلوتي: ريال مدريد لا يموت أبدا.. وهذا ما قاله لي جوارديولا    سوداني أضرم النار بمسلمين في بريطانيا يحتجز لأجل غير مسمى بمستشفى    محاصرة مليوني هاتف في السوق السوداء وخلق 5 آلاف منصب عمل    غوارديولا يعلّق بعد الإقصاء أمام ريال مدريد    امين حكومة غرب كردفان يتفقد سير العمل بديوان الزكاة    نوير يبصم على إنجاز أوروبي غير مسبوق    تسلا تطالب المساهمين بالموافقة على صرف 56 مليار دولار لرئيسها التنفيذي    مناوي ووالي البحر الأحمر .. تقديم الخدمات لأهل دارفور الموجودين بالولاية    محافظ بنك إنجلترا : المملكة المتحدة تواجه خطر تضخم أقل من الولايات المتحدة    منتخبنا يواصل تدريباته بنجاح..أسامة والشاعر الى الإمارات ..الأولمبي يبدأ تحضيراته بقوة..باشري يتجاوز الأحزان ويعود للتدريبات    بايرن ميونخ يطيح بآرسنال من الأبطال    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    العين يهزم الهلال في قمة ركلات الجزاء بدوري أبطال آسيا    مباحث المستهلك تضبط 110 الف كرتونة شاي مخالفة للمواصفات    قرار عاجل من النيابة بشأن حريق مول تجاري بأسوان    العليقي وماادراك ماالعليقي!!؟؟    الرئيس الإيراني: القوات المسلحة جاهزة ومستعدة لأي خطوة للدفاع عن حماية أمن البلاد    بعد سحق برشلونة..مبابي يغرق في السعادة    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    خلال ساعات.. الشرطة المغربية توقع بسارقي مجوهرات    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    وزير الخارجية السعودي: المنطقة لا تحتمل مزيداً من الصراعات    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    أحمد داش: ««محمد رمضان تلقائي وكلامه في المشاهد واقعي»    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تقرير: روسيا بدأت تصدير وقود الديزل للسودان    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    ما بين أهلا ووداعا رمضان    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البشير يطرح باسم المؤتمر العام للحزب مبادرة للقوى السودانية للتواثق على عقد سياسي وإجتماعي يوحد صف الوطن

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ (1) وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ (3) وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (6) فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)(.. (الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله الأمين وعلى آله وأصحابه ، وسائر رسل الله أجمعين). الأخوة الكرام ضيوف السودان الأماجد... الأخوة قادة الأحزاب والقوى السياسية والاجتماعية والشعبية والمهنية السودانية.... أبناء وبنات شعبنا العظيم.... قادة المؤتمر الوطني وحملة مشاعل الإنقاذ.. المجاهدون لإعلاء الراية الشاهدة على وحدانية الله .. السائرون على درب المصطفى سبيل الرشاد والهدى .. المصابيح لليلِ أنتم فجره الصادق وضحاه المستبين بناة الأمة وحداة ركبها المنتصر الميمون .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛؛؛ هذا لقاء يحشد أمة.. ويجمع شعباً .. ويصنع إجماعاً .. ويؤكد ميثاقاً غليظاً .. ويرفع راية تخفق أبد الدهر علواً وإرتقاء.. لقاء يختصر المسافات والاتجاهات.. يلغي الجهويات والعصبيات.. يرتقى باللهجات واللغات .. يصهر القبائل في بوتقة الوطن الواحد.. ويمزج الدماء في شريانٍ ووريدٍ واحد.. وينطق بالحق كل الحق بلسان واحد.. هذا لقاء يتجدد منذ ذلك اللقاء قبل عامين بالتمام.. إلتقينا فيه لنؤكد وحدة تنظيمنا..ونجاعة منهجنا..وخريطة دربنا للزمان القادم الجديد، تواثقنا على الوفاء بما حققنا من إتفاق للسلام..وكان يومها وليداً وطفلاً.. وتعاهدنا فيه أن نمثل القدوة في الإيثار والتضحية، وأن نفسح في مقاعد السلطة لإخوتنا في الوطن ، ونرضى بقسمةٍ تُعطي كل ذي حقٍ حقه في الثروة.. (وما كان يمكن الحديث عن ثروة إلا بما بذلتم من جهد وعرق وما حققتم من ثروة وإنجاز في ميادين عدة)، وتعاهدنا يومها أن نصون بأرواحنا متطلبات السلام الأمنية ولو مست خصاصة في حقنا... حقنا للدم وحفظا لموارد البلاد ان تهدر وزوداً عن تراب الوطن أن ينتقص. وبحمد الله نلتقي اليوم وما نقضنا غزلاً أبرمناه ، ولا نكصنا عن موثق واثقنا عليه .. وما صرفنا عن المضي في درب الحق زيغُ ولا ضلالُُُ.. وصبرنا على الأذى والإبتلاء الذي أراد تكبيل خطانا، وواصلنا المسيرة .. مازلنا بعون الله.. نبني ونعمر.. ننمي ونصنع .. نُعبِّد ونشِيد.. نواصل ونتواصل..ونحاور ونقدم البدايل والخيارات. وما زلنا بفضل الله نسامح ونتجمل في التسامح، ما انكسرت لنا بقوة الله ثم بكم قناة أو ساعد وما انتكست لنا بعزة الله وعزة رسولة وعزة المؤمنين راية .. وسيظل ذلك أبداً ثقتنا فى الله وعهدنا الذى نجدده اليوم أمامكم .. الوطن أبداً في سويداء قلوبنا.. بعيونه نبصر ونرى.. وبصوته نتحدث ونفصح .. وبيده نعمر ونشيد ونبني .. وبنصح أبنائه نسترشد ونشرع .. لأجهزة حكمه نطيع ونأمر.. نؤكد أمامكم وفي مبتدأ هذا اللقاء أن لا عودة للحرب أبداً طالما كان في نفق السلام فتيل شمعة أو خيط ضوء ... وبالحوار والصبر على الحوار مهما تطاول وطال.. نواصل ونصبر .. وأن نسعى سعي من لا يعرف فتورهمةٍ ولا تقصير في تحقيق الوحدة الوطنية .. وسيلتنا المعتمده في ذلك أن نجتهد في ضم صفوف كل أبناء الوطن في جبهه عريضه موحده نحرص أن نحشد فيها إرادة كل المخلصين .... ونظل أبداً أعزاء لا نعرف الإنكسار إلا لله، ولا الركوع إلا لله، ولا اتباع إلا لله ولرسوله ، ولا نفرط في حبة رمل من تراب الوطن الغالى. الإخوة والأخوات .. الحضور الكريم.. تذكرون أني قد قدمت أمامكم في المؤتمر الماضي .. خطاباً حوى مطلوبات السلام ومستحقاته لنبني عليها برامج المرحلة المقبلة.. وتقدمت بسبع عشرة مطلوباً وإستحقاقاً ولا أراني في حاجة لتكرار تلك المطلوبات والمستحقات غير أني أدعو ومن خلال إنعقاد هذه الدورة إلى فحص تلك المطلوبات وجردٍ أمين لما تحقق وما لم يتحقق .. فنضيف إلى خطتنا القادمة ما لم يتحقق، فنحققه ونعزم على تحقيقه، ونستفيد من تجربة النجاح لمزيد من النجاح.....غير أني أرى وبعد مرور عامين على ذلك الخطاب، أن أعيد قراءة فقرة جاءت في ذلك الخطاب.. أُعيد قراءتها أمامكم وقد قلتها قبل عامين .. وكأني أعنيها الآن... قلت: (إنى ادعو الحركة الشعبية إلى شراكة سياسية فاعلة، لإدارة شئون الحكم خلال فترة الانتقال، بما يعزز دعائم السلام ويؤمن الوحدة الطوعية، ويوفر فرص المشاركة للآخرين(.. واليوم أُعيد ذلك النداء، وأنا أتذوق طعم كل حرف فيه..وصادق فيما أعني..لأن بالشراكة السياسية الفاعلة وتوفير فرص المشاركة للاخرين..الضمانة لنجاعة الشراكة، ولأن إدارة شئون الحكم تقتضي تلك الشروط..ولن يتحقق السلام وتترسخ دعائمه إلاّ بالوعي العميق لمفهوم هذه الشروط، ولن تكون الوحدة طوعية وحتمية إلاّ بهذا الفهم المشترك .. كان ذلك هو النداء والآن أشفعه بنداء آخر..للمؤتمر الوطني أدعوه إلى شراكة فاعلة مع الحركة الشعبية وكافة مكونات حكومة الوحدة الوطنية وكل من يمد يديه فى إطار اتفاقات السلام(التى يفخر المؤتمر الوطنى بأنه عرابها جميعاً)، لإدارة شئون الحكم بما يعزز دعائم السلام، ويؤمن الإنتقال، ويوفر فرص الوحدة والاستقرار والنماء. وأردف بنداء ثالث للإخوة الذين اختاروا مقاعد المعارضة.. أن يقوموا بدور إيجابى من مقاعد المعارضة وذلك بتحمل مسئولية المعارضة البناءه وبالسمو فوق الخلافات والمرارات القديمة من أجل مصلحة الوطن ونهضته.. واستلهم كل التطورات فى مسيرة السلام الماثلة أمامكم ، وأعتبر بكل اشكال الممارسة والتعاطى مع ملف السلام لاؤكد لكم انطلاقاً من الواجب الوطني ، وتقديراً للمسئولية الوطنية اؤكد للجميع ، فى حكومة الوحدة الوطنية والقوى الوطنية المعارضة : { ألا سيبل غير الشراكة السياسية المسئولة ، إذا أردنا وطناً آمنا مستقراً .. تتفتح فيه السبل أمام جهود التنمية والإعمار. { والشراكة المسئولة تقوم على المسئولية التضامنية بين كل المشاركين جهداً بجهد وعرقاً بعرق ، لاجل تنفيذ الاتفاقات والوفاء بالعهود . { الشراكة المسئوله هى حقوق تكافئوها واجبات. { هى جهد فى حماية الأمن القومى للبلاد بمفهومه الشامل ، وحماية الامن والطمأنينة فى المجتمع . { هى جهد وعرق فى إنجاز التنمية والخدمات التى ينتظرها المواطن السودانى الصابر فى الشمال والجنوب ، ثمرة للسلام واتفاقاته. { وهى إجتهاد من الجميع لارساء حكم القانون ومؤسساته وإقامة العدل بين الناس . { وهى جهد صادق لاتاحه الحريه والشورى والديمقراطية فى واقع الناس ، ليسهم الجميع معارضة وحكومات بمسئولية فى بناء الوطن . الإخوة والأخوات الكرام .. لقد شكلّت قضايا السلام والتنمية والِوفاق الوطني والإصلاح المجتمعي تزكية ومعاشاً ورقياً، وبناء حكمٍ اتحادىٍ راشد ، الى جانب بناء علاقات خارجية معتدلة ، سنام برنامج المؤتمر الوطني، وفق أسبقيات محددة، ثم ومن خلال الحوار مع سائر القوى السياسية أمكن تحويل هذا البرنامج إلى برنامج وطني اعتمدته غالبية القوي الوطنية ، كبرنامج للحد الأدنى لإجماع القوي السياسية السودانية.. ولإننا اتخذنا الحوار منهجاً والوفاق سبيلاً، فقد نجحنا بقدر الوسع في تكوين أوسع الحكومات مشاركة سياسية يشهدها السودان منذ الإستقلال، بمؤسساتها المختلفة ومستويات حكمها المتعددة،على خلفية توقيع إتفاقية السلام الشامل الذى شكل إنجازاً بارزاً في تاريخ السودان ومسيرة الإنقاذ، ومن خلال برنامج وطنى موحد ، أسسنا الشراكة السياسية الأكبر والابرز فى ساحة العمل السياسي السوداني . وقد عكفنا بكل الصدق والجد على إنفاذ الاتفاقية والبرنامج ، مع شركائنا في الحركة الشعبية، وحكومة الوحدة الوطنية، فمن بعد إجازة الدستور الإنتقالي لسنة 2005م، إنطلقت حثيثاً خطوات إنفاذ الإتفاق، فأكتملت بنيات هياكل الدولة ومؤسساتها التشريعية والتنفيذية على مستوى المركز والولايات، وباشرت مهامها بإنسجام وتفاهم، متخطية كل الصعاب والعراقيل، منطلقين في كل ذلك من حرصنا الأكيد، ووفائنا بكل عهد وإلتزام قطعناه، دون ضغوط أو إملاء أو إكراه. أما فى دارفور فقد أحدثت إتفاقية أبوجا تحولاً كبيراً في الواقع الأمني والإقتصادي من خلال المضي الجاد في تنفيذها، وإكمال هياكلها وآلياتها وتشريعاتها، مع السعي الجاد لضم غير الموقعين، و في ذلك فقد عملت الحكومة وتعمل، مع كل الأطراف في الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والدول الصديقة والشقيقة، وقد أبدت الحكومة مرونة عالية في الإستجابة للمطلوبات الدولية الأمنية والإنسانية والسياسية. وصولاً إلى مفاوضات (سرت) بالجماهيرية العربية الليبية الشعبية الشقيقة . في خطوةٍ جادة ومسئوله أعلنا وقف اطلاق النار مع أى حركة تلتزم به تنقيه لاجواء التفاوض ، وسيظل إلتزامنا بمسيرة الحوار والتفاوض قائماً إنطلاقاً من رؤيتنا الثابتة للحل السياسي السلمي لقضية دارفور. كما أن إتفاقية الشرق قد قطعت شوطاً بعيداً في التنفيذ، وتنزٍلت فعلياً على أرض الواقع، لتبدأ بشائر التنمية الحقيقية في شرقنا الحبيب . وبعد ، أخوانى وأخواتى أعضاء المؤتمر العام فإن مسار السلام كله موضوع أمامكم للدراسة والتقويم . الإخوة والأخوات الكرام .. إن الواقع الذي تعيشه البلاد اليوم ، ورغماً عن وجود نزاعات هنا أو هناك يقول بإنحسار بؤر النزاع الداخلي، وبالتالى فنحن في وضع أفضل للإنطلاق نحو آفاق التنمية الشاملة المستدامة والمتوازنة، من خلال التخطيط الإستراتيجي . وقد وضعنا استراتيجية ربع قرنية، تهدى وتخطط وتهدف الى (استكمال بناء أمة سودانية، موحده آمنه متحضره، متقدمه ومتطوره)، ويمثل هذا العام (2007م) عام أساس لها، وهي ممرحلة في خطط خمسية ، تنتهي الخطة الخمسية الاولى منها في عام (2011م)، متزامنة مع نهاية الفترة الإنتقالية، مما يجعلها خطة السلام والتنمية التي تؤمن وحدة الوطن في الجنوب ، وتعزز إستقراره في الغرب، والشرق والوسط، وفي سائر أرجائه . الإخوة والأخوات الكرام .. دعوني اعطى التفاتة أخرى نحو شئون التنظيم والحزب، فكما تعلمون إخوتي الكرام، أن نظامنا السياسي قد إنطلق في أكتوبر1990م، عبر نظام (المؤتمرات) ليمثل كياناً سياسياً جامعاً، أوسع من مفهوم الحزب السياسي التقليدي..أردناه وعاءاً يجمع كل أهل السودان بداخله، مجسداً لوحدتهم، ومعبراً عن آمالهم وطموحاتهم وتطلعاتهم، في وطن يعمه الأمن والسلم، وتحفظ فيه الحقوق، وتراعي الحرمات، كما يلبي طموحات فِئات الأمة في شرائحها وقطاعاتها المختلفة، زُراعاً وعمالاً وعلماء، وأهل الحضر والريف، شباباً وطلاباً، قادة شعبيون وقبليون وسلاطين.. وبالفعل كان ذلك هو الأنسب فى تلك . وحزب بهذا الاتساع القاعدي، والانفتاح الجماهيري، لا بد له من برنامج شامل، ومؤسسات مُحكَمة البناء، ومرونة التنظيم، والقدرة على التكيّف، وتمتين المؤسسات، وضبط إيقاعها.. وقد تجاوز المؤتمر الوطني بفضل الله تعالى، كل مراحل التأسيس والبناء تلك ، ليصبح اليوم تجربة فريدة ورائدة، وأنموذجاً يُحتذي ليس على المستوى الداخلي فحسب، بل وعلى المستوى الإقليمي والعالمى ، ولا يزال يخطو خطوات واثقة في ترسيخ الشورى والديمقراطية والحرية في أعمق معانيها وأروع أمثلتها ... ديمقراطية يتساوى فيها الناس جميعاً، بمختلف أعراقهم وطوائفهم وثقافاتهم، بوحدة المقصد، ومضاء العزيمة، ووحدة الكلمة، ووحدة الكيان..حيث يقود المؤتمر نشاط المجتمع والدولة، مستهدياً بكتاب الله وسنة رسوله ، مستلهماً تراث كل السودان ، مفسحاً المجال فى تسامح وتعايش لكل اصناف التنوع الدينى والعرقى واللغوى بما يوحد أهل السودان ويحقق آمالهم . وحرصاً منا على تمكين وترسيخ تجربة ديمقراطية منضبطة، تبني على التبادل السلمي للسلطة والحوار، وتحترم الحريات العامة.. وتلتزم الحوار والسلم في معالجة القضايا الوطنية..فقد شهدت السنوات الماضية جهوداً مضنية ومتصلة متجاوزة كل التحديات والصعاب لأجل بناء الهيكل التنظيمي للحزب، وإعتماد المنهجية المؤسسية في أدائه التنظيمي والسياسي، من خلال تحريك وتفعيل كل مستويات الحزب في إطار برنامجه العام، بما يؤهله لقيادة نظام سياسي مستقر، يجمع الأمة ويقود نهضتها الشاملة ويؤسس نهجها الذاتي الوطني، ويحفظ للسودان مستقبله، ومكانته بين الأمم، ويقدم للعالم والدول النامية بصفة خاصة،
أنموذجاً يحتذى، ومثالاً يهتدى به في النظام السياسي الناجح فى إدارة دولة مدنية قائمة على التنوع والتعدد الاثنى والثقافى . الإخوة والأخوات .. إن ما تحقق من إصلاح جذري وكبير في بنية التنظيم ونظامه الأساسي، من خلال إعادة الهيكله، يجسد المعاني العميقة، والمقاصد النبيلة، التي يرمي إليها المؤتمر الوطني، في ترسيخ مفاهيم الحرية والديمقراطية، وتعزيز البناء المؤسسي ورفع الطاقة الإستيعابية وسط القواعد والقيادات الإجتماعية والشعبية والتنظيمات القطاعية.. وإننا ماضون بإذن الله تعالى، في مسيرة تفعيل الأهداف والمضامين، والتي بها وعليها ترتكز خطة عملنا للمرحلة القادمة، سيما مرحلة الإنتخابات والتي نحن أحرص الناس على إتمامها وإنجازها وكفالة حريتها وحيدتها نزاهتها وشفافيتها .. حتى تكون مثالاً يُحتذى في كافة أنحاء العالم وستكون هذه الإنتخابات بالنسبة لنا هي التحدي الأكبر في ترسيخ القيم والمبادئ والأهداف التي أرستها الإنقاذ ثورةً ومشاركةً وتوسيعاً لمواعين الشورى.. واختم الحديث عن البناء الحزبى والتنظيمي بالقول : { إننا فى المؤتمر الوطني إنما قصدنا ومن خلال تقويم مؤسسي لمسيرة الأحزاب السياسية السودانية ، أن نزود الحياة السياسية السودانية بتجربة حزبية جادة ومسئوله . { فبنينا حزباً سياسياً له رؤية فكرية وسياسية لإدارة البلاد بتنوعها وتعددها ، وهى ليست رؤية نظرية فحسب ولكنها تطبيقات على أرض الواقع فى دستور متوازنٍ أستوعب التنوع الدينى والاثنى والثقافى وحكم فدرالى واسع الصلاحيات قابل للتطوير . { وهو كذلك حزبُ له منهجه واسلوبه فى انجاز التنمية والخدمات وهو ايضا ليس منهجاً نظرياً ولا شعارات خياليه وانما للمؤتمر الوطني كتاب أبيض مليئ بالانجازات فى مشروعات البنية التحتية فى الطرق والسدود والموانى الاتصالات والبترول وفى خدمات التعليم ومشروعات الكهرباء والصحة والمياه . { وهو حزبُ له مؤسساته المرصوصة من المستوى الاتحادي وحتى شُعب الأساس فى الأحياء والفرقان . { وله تفاعلاته وعلاقاته الخارجية المتوازنه وله قدراته المتميزة فى التعاطى مع حيف الاستكبار الدولى الفاقد للتوازن والمغلب لمصالحة واطماعه على حقوق الشعوب مصالحها . { وإننى اذ أذكر ذلك إجمالاً احيلكم أيها الأخوة المؤتمرون الى وثائق المؤتمر المطروحه عليكم فى تفصيل ذلك ، وادعو الاحزاب السياسية جميعها لدارسة تجربة المؤتمر الوطنى والاهتداء بها ونقدها لمصلحة رشد الحياة السياسية والوطن . الإخوة والأخوات .. أن أبرز معالم برنامج عملنا للمرحلة القادمة تتمثل فى الآتي:- { فالسلام هو خيارنا الأول وهو مدخلنا الى تحقيق الاستقرار السياسي ، والمؤتمر الوطني يحتاج الى السلام والاستقرار لاستكمال مشروعه النهضوى الذى بدأه فى التنمية الشاملة والخدمات وهو وعدْ قطعناه للشعب ... { ووحدة الوطن ارضاً وشعباً اسبقيةُُ قصوى لبرنامج المرحلة القادمة، نعزز استحقاقاتها ونوفر شروطها . { والإنسان السودانى هو هدفنا فى التنمية الشاملة المتوازنه المحققه لاهداف الألفيه والتى نحدد اسبقياتها فى المرحلة القادمة كما يلى:- (أ) تنمية الريف السودانى هى هدفنا ، وفيها نستهدف انسان الريف فى الجنوب ، وانسان الريف فى الشرق ، وانسان الريف فى الغرب ، وانسان الريف فى الشمال والوسط ، نستهدفه بالمشروعات ذات الجدوى الاقتصادية التى تعتنى بالأرض وتوفر العمل وتحسن المعاش وتجعل الريف جاذباً وتخفف ازدحام المدن. (ب) توفير المأوى والسكن الصحى الآمن لإنسان الريف والحضر. (ج) توفير الصحة الأولية والتامين الصحى والعلاج والتحصين للاطفال. (د) العناية بالثروة الحيوانية وتطويرها وتوفير الصحة البيطرية لها . (ه) توسيع قاعدة التعليم الاساس بالذات للاناث . (و) خفض فاتوره الكهرباء . (ز) تمكين المرأة الريفية وشباب الريف ورفع انتاجيتهم ومشاركتهم بزيادة الاستخدام وتخفيض البطاله والعناية بالمعاشيين ومحدودى الدخل. (ح) النفرة الزراعية والتنمية الزراعية والتحديث الزراعى . (ط) قيادة برامج التنمية الاجتماعية والثقافية . { أما فيما يلى العلاقات الخارجية وفى ظل بيئة دولية اختلت فيها المعايير والقيم : 1. فإن المؤتمر الوطني يهدف الى انتهاج سياسة خارجية تقوم على التعاون الإيجابى والحضور الفعال فى الساحة الإقليمية والدولية تحقيقاً لمصالح الوطن ودفاعاً عن مقدراته . 2. وسيعطى المؤتمر الوطني اسبقية للعلاقات الثنائية مع الأحزاب والدول فى محيطة الإقليمي أفريقياً وعربياً وإسلامياً . 3. ويؤكد المؤتمر الوطنى على دعم علاقات الجوار بما يحقق الأمن والاستقرار السياسي فى دول الجوار الأفريقى والعربى. 4. ويؤكد المؤتمر الوطنى حضوره الفاعل فى المؤسسات الإقليمية والدولية ، ويدعم الجهود المشتركة لاصلاحها بما يحقق مصالح شعوب العالم ويعزز الأمن والسلم الدوليين . الإخوة والأخوات .. يشمل جدول أعمال مؤتمرنا عروضاً وافية لتقارير الأداء السياسي والتنفيذي والشوري عن الدورة الماضية، وهو كما أشرت كتاب مرقوم، تجدون فيه تفاصيل الإنجاز والتطبيق أرقاماً ومؤشرات تحرينا فيها الصدق والموضوعية، وأعلم أنكم ستحمدون الله كثيراً على كل نجاح تحقق، غير أنه لابد أن تقفوا طويلاً أمام كل إخفاق بدا، أو تقصير تجلي وأن تديروا حواراً موضوعياً وشجاعاً ومستنيراً وأن تنظروا بعمق في أوراق السياسات التي أعدتها القطاعات المتخصصة في روية وعمق، وإستقراء للمستقبل حتى تخرج توصياتكم وقراراتكم، قوة دفع لدماء الحيوية، في أوصال تنظيمنا للدورة الجديدة.. وإنني لأرجو أن أسهم معكم في هذا الجهد النبيل، بإطلاق النداءات والدعوات التالية، لجميع القوى السياسية والإجتماعية في بلادنا:- أولاً:- أدعوكم أن نرتفع جميعاً فوق المصالح الحزبية الضيقة، ونتجاوزها لمصلحة الوطن، فلتختفي صراعات الزاعمات والقيادات، ولتختفي الأجندة والمكايدات السياسية، والنزاع والصراعات داخل الأحزاب، وبين الأحزاب، وداخل القبائل وبين القبائل .. وليعلو صوت الحوار والمشاركة والتناصر، فالوطن يسع الجميع .. ثانياً:- أدعوكم لأن يرتفع الجميع فوق الإنتماءات والمصالح العرقية والجهوية الضيقة.. من أجل الكل وحفظ الكل ، كل الوطن وكل مواطن.. ثالثاً:- أدعو الأحزاب والقوى السياسية والإجتماعية، إلى الإتجاه نحو تمتين بنائها السياسي والمؤسسي، فالأحزاب والقوى الإجتماعية السودانية، مدعوه لبناء وتأهيل مؤسساتها، وتقوية برامجها في عالمٍ شعاره الجودة وقوة المؤسسات .. وإننا لحريصون على إيجاد مناخ من الحرية والديمقراطية والشورى، معافى يساعد على إستكمال البناء، ويفضي إلى الإستقرار السياسي، ويوسع قاعدة الحكم والمشاركة.. رابعاً:- أدعوا الجميع إلى أن ننتقل بالمرأة ومؤسساتها وجمعياتها العاملة من الإستنفار وحشد الطاقات إلى المشاركة الواسعة في صنع النهضة.. وبناء الوحدة الوطنية .. وندعو المرأة السودانية في الشمال والجنوب وفي المؤتمر الوطني وفي القوى السياسية الأخرى إلى مشاركة واسعة في صنع هذه النهضة وأجدد الدعوة لتعزيز دور ووجود المرأة في كل مؤسسات المؤتمر الوطني.. خامساً:- أدعوا الطلاب والشباب وهم أول المبادرين لمساندة البرنامج ، رووه بدمائهم وأرواحهم ودافعوا عنه بقوة، .. أن ننتقل بهم ومعهم، من مرحلة النصرة إلى القيادة، وتقدم الصفوف .. ومن بناء القدرات في الجامعات إلى توظيف الطاقات في ساحات البناء والإعمار، وهي رسالة لشبابنا وطلابنا في الشمال والجنوب وفي المؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى، وشبابنا في صفوف الحركة الشعبية .. ندعوكم إلى تقدم الصفوف وإلى تَسلّم القيادة والريادة بناءً لوطنكم، وتاميناً لمستقبلكم .. سادساً:- إلى النقابات والإتحادات المهنية، وقطاعات الرعاة والمزارعين أن تحشد طاقاتها وتحسن توظيف مواردها البشرية الغنية، لتحقيق طفرة في الأداء والإنتاج والجودة في مناخ السلام، بما يحقق التنمية الإقتصادية والإجتماعية المنشودة.. سابعاً:- إلى قطاع الرياضة والفن والثقافة والإعلام، الذي صاغ المشروع لحناً وزرعه في وجدان الشعب فناً وغناءً، وجسده في الشباب صحةً في الأبدان والعقول في المرحلة السابقة أن يصوغ لحن البناء والإعمار والتنمية، ويغذي روح العمل والمصابرة والتجويد والتميز، ويرسخ قيم المسئولية والصبر والعزيمة، ويطلق قيم المبادرة والإبداع والإبتكار، ونلتزم بتوفير الدعم له والعناية به، ورفع قدراته وإمكاناته .. الإخوة والأخوات .. اسمحو لى بأسمكم وبأسم مؤتمركم العام أن أُجمِل ما فصلت من خطاب ، فى مبادرة أدعو إليها قطاعات الشعب كافة وقواه الحية السياسية والاجتماعية وأهل الحكمة فيه ، ابنيها على رصيد شعبنا التاريخى فى تجاوز الصعاب وعلى جهد نفرٍ كريم فيما عرف بهيئة جمع الصف الوطنى : أولاً : أن نتواثق على عقد سياسىٍ واجتماعىٍ شعبى نتواضع فيه على برنامج للحد الادنى أقلة أن يتحد صف الوطن ضد كل ما يهدد أمنه القومى ويشرخ نسيجه الاجتماعى ويهدد مصالحة وثرواته . ثانياً : أن نهيئ مناخاً سياسياً يحافظ فيه الجميع على ما حققته اتفاقات السلام ويعمل الجميع على المساهمة فى تطوير فرص السلام بالرأى والحوار البناء . ثالثاً: توسيع فرص الحل الداخلى لما تبقى من مشكلة دارفور وللعالق من مشكلات اتفاقية السلام الشاملة فى الجنوب ، بمشاركة بناءة من جميع ابناء الوطن فى طرح الحلول ، وسد الطريق أمام التدخلات الاجنية . رابعاً : أن يعمل الجميع وباخلاص من أجل وحدة الوطن أرضاً وشعباً ، وفق برامج واضحة مسنودة بالخطاب السياسي والإعلامى الملتزم بالأجندة الوطنية . خامساً : وادعوكم جميعاً ، المؤتمر الوطني والقوى السياسية الأخرى حكوماً ومعارضة رجالاً ونساءً الى السمو فوق الخلافات الحزبية والجهوية والعرقيه الضيقه وأن يضع الجميع الوطن فوق كل ذلك. الإخوة والأخوات .. لا أختم حديثي إلا بشكر مستحق للجنة التحضيرية التي أعدت وأحسنت هذا الإعداد، والشكر لكل أعضاء المؤتمر الوطني على كافة المستويات التنظيمية، لما بذلوه من جهد وإهتمام وتجسم الصعاب .. سائلاً المولى أن يجزيهم في إحسانهم بإحسان وثواب وتوفيق .. والشكر متصل لضيوفنا الاماجد من الدول الصديقة والشقيقة الذين شرفونا أيما تشريف بحضورهم ونمد الشكر الى أحزابهم ودولهم وندعو لهم الله بدوام الرفعة والتطور . والعهد لكم.. أن أظل بينكم ..واحداً منكم..لا ينفصل عن قضاياكم وهمومكم وآمالكم وتطلعاتكم.. والعهد لشعبنا العظيم بكافة فئاته وألوان طيفه أن أكون لكم جميعاً..لا نفرق بين أحد منكم بسبب فكر ، أو نهج ، أو حزب ، وإنما أرعي وألتزم برعاية كل واحد منكم .. كلكم عندي سواسية ..وكلكم راع ومسئول عمّا يرعي.. واللهُ الهادي لسبيل الرشاد وهو المستعان؛؛؛؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ؛؛؛

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.