الخرطوم(smc)صلاح شكوكو تعتبر الألقاب في السودان ثقافة شعبية يمارسها الصبية بعفوية وعبث طفولي وقد يأتي اللقب في مراحل تالية .. ويزاد اللقب توهجا ولمعانا في المجال الرياضي .. ولعل هذه الحالة فريدة في السودان ، وبصفة خاصة بين لاعبي كرة القدم ، رغم أن السودان لا يعتبر من الدول التي تُشكل فيها الألقاب مكانة اجتماعية و عرفية هامة كالمصريين والأتراك وغيرهم ... فكثير من الدول حولنا لها أدبياتها الخاصة في الألقاب خاصة في شأن المراكز والمهن فالمصريون والأتراك والأوربيون على سبيل المثال يولون اهتماما كبيرا بالألقاب الاجتماعية حيث يندر أن يذكر اسم شخص دونما إضافة لقب محدد أمام أسمه . قد يكون هذا اللقب مهنيا كالأستاذ أو( الباشمهندس ) أو قد يكون حرفيا ( كالأوسطى ) أو المعلم أو قد يكون اجتماعيا ( كالبيه أو الباشا وأونكل) وغير ذلك مما جرى على السنة الناس ، أما السودانيون عموما فلا يشكل اللقب لديهم حالة شائعة فيما عدا بعض المجالات المحدودة كالمحامين و المعلمين ورجالات الدين والمهندسين وحتى هؤلاء لا يوصفون بهذه الألقاب المهنية إلاّ من جانب الطبقة المثقفة أو المستنيرة بينما لا يعبأ العامة بذلك كثيرا أو لعل البعض ينظر إلى اللقب و كأنه في نوع من الاستجداء المهين ، خاصة إن كان اللقب مصري المنشأ والتداول . لكن صورة فريدة من ذلك تتمثل في ميادين الرياضة وكرة القدم بصفة خاصة ، إذ يندر أن تجد لاعبا لا يحمل لقبا مضافا إلي اسمه في خاصية فريدة . . وهذه الألقاب قد تأتي من باب التشبيه أو بسبب ارتباطها بحادث معين في حياة الفرد . واغلب هذه الألقاب مردها إلى مرحلة مبكرة من العمر ، حيث تلازم في غالب الأحوال مرحلة الصبا ... حيث يكون اللقب في كثير من الأحايين اختزالا لفترة تاريخية من حياة الفرد أو اللاعب أو لحادث معين أو تشبيه أو نحو ذلك . بكل المقاييس تعتبر الألقاب صورة فريدة تميز السودانيين عن غيرهم من الدول في المجال الرياضي لكن هذه الصورة الفريدة تنتشر أيضا لدى البرازيليين ... بل نجد أن اللقب في السودان وفي أحايين كثيرة يكون فكرة ذكية تلامس الواقع ، وتعبر بصورة دقيقة عن الشخص المُلقب . فلو تأملنا ألقاب اللاعبين في مختلف الدرجات ، سنجد أن لكل لقب قصة واقعية ، حدثا كان ذلك أو تشبيها أو موقفا ، وتنفرد الرياضة عن كل المجالات بنصيب وافر عن غيرها في ذلك ، لأنها تشكل بيئة خصبة للتنافس و التشجيع و الكيد والمكر و الدعابة . بعض دور الرياضة لا تخلو من بعض والوصفيين المتخصصين في صنع هذه الألقاب ، الذين يطلقون هذه الألقاب في صورة هي اقرب للدعابة والمرح ، و كذلك من باب إشاعة الظرف بين الناس . ومعلوم كذلك أن رفض اللاعب للقب الذي يطلق عليه يكون مدعاة لالتصاق اللقب به أكثر وذلك ربما من باب الكيد البريء أو المداعبة والمناكفة ، وهذه الألقاب في أحايين كثيرة تغلب على الاسم الرسمي و تغطي عليه ... ونجد لذلك أمثلة كثيرة للاعبين نجهل أسمائهم الحقيقية بفعل التداول المكثف للقب على حساب الاسم الرسمي .. بينما يتواري الاسم الحقيقي ولا يكون معروفا إلا لدي المقربين وفي إطار التعامل الرسمي ، كمكان العمل أو المدرسة والجامعة أو نحو ذلك . والألقاب قد تكون أسماء لحيوانات أو طيور أ و زواحف وغير ذلك ( كالدحيش و الضب و الأسيد وكديس وفوزي الأسد .. بطه ) أو اسما لمكان معين ( كالصبابي ... أبور وف ... المهدية .. أبوسعد ) أو كذلك أسماء لبعض النباتات ( كا قرن شطه ... سنطه .. نبقه .. صمغة ) وحتى السيارات والآليات تم تداولها مثال ذلك ( مازدا والبلدوزر والدبابة ) و لا تقتصر الألقاب على ذلك فقط ، فحتى ( إبليس وشوطين ) قد وجدوا طريقهم إلى ملاعبنا . أما أبو ناتولة وأبو عشراقة وعوج الدرب وعجب أمه وغيرها من الالقاب التي لا يمكن تفسيرها إلا من خلال إجترار لحطة تكونها وتستعصي كثيرا مثل هذه الألقاب على الحصر والرصد .. لكنك قد ترى فيها مالم يخطر على بال طالما أنها تتسم بهذه العفوية والتلقائية وشيء من الكيد . وعليكم أعزائي تأمل هذا العنوان الذي ورد بصحيفة الصحافة في زمن مضى حينما التقى الهلال العاصمي بهلال الحصاحيصا في مناسبة انتقال لاعب من الحصاحيصا للهلال العاصمي :- (( الهلال يهزم الهلال 1/ صفر الدحيش يحرز هدف المباراة و إبليس و شواطين يتألقان )) ماذا لو حمل أحدهم هذا العدد من صحيفة الصحافة وتوجه بها إلى قطر عربي بطائرة ذلك الصباح .. تري ما الذي كان سيدور في خلد من يقرأون ذلك العنوان ؟؟؟؟؟ أتراه سيظن بنا خيراً ؟؟؟؟ ترى ماذا يمكن أن يقول عن رياضتنا ؟؟ وعن الذين يزاولونها ؟؟ الإعلام باعتباره أداة انتقاء وتعليم كان ينبغي عليه الأ يتداول هذه الألقاب ، خاصة التي لها معانى لا تتناسب التداول .. حتى لا يكرس بعض الصور السالبة التي قد تصاحب هذه الألقاب ، خاصة الرديء منها ... فالإنسان أكرم من أن يكون ( إبليسا أو شيطانا أو حيوانا ) لذا فقد أعجبت غاية الإعجاب بمدير التلفزيون السابق المهندس / الطيب مصطفى حينما أمر بعدم تداول الألقاب الرياضية من خلال شاشة التلفزيون ، ولقد كان الرجل محقا في ذلك فالإعلام رسالة قوامها الإنتقاء و التعليم . ولعل الناس الناس قد عارضوا هذا الإجراء من الرجل .. لكنني أعتقد أن الرفض قد جاء لمجرد أن الرجل حجر على إلف معتاد .. والنفس دائما ما تتمرد على ما يخرجها من إلفها .. وعلى كل هذه ليست جزئية نصوب نحوها المقال . لكننا لسنا وحدنا في ذلك فكثير ملاعبي البرازيل طغى اللقب على أسماءهم الحقيقة حتى باتوا لايعرفون إلا بألقابهم .. ولعلك أخي القاريء ستزداد حيرة حينما تعرف الأسماء الحقيقية لهؤلاء النجوم المشاهير .. بيله هو ( أدسون أرنس دوناسيمينتو ) كافو هو ( ماركوس إيفانجليستا دومورايس ) كاكا هو ( ريكاردو أزيكسون دوس سانتوس لينتي ) زيكو هو ( أرثر أنتونيس كواميرا ) رونالدينيو هو ( ورنالدو دي أسايس موريرا ) . صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو ) [email protected]