الخرطوم(smc)آخر لحظة كان اختيارا أكثر من موفق عندما توصلت العقلية التدريبية للمنتخب الأولمبي بضرورة استدعاء نجم المريخ الشاب عبد الحميد السعودي لقيادة المقدمة الهجومية بعد أن أتضح بالدليل القاطع الحاجة الكبيرة إلى مهاجم من نوع خاص لقيادة شباب الأولمبي. نظرة ثاقبة قادت الفتي المدلل لجماهير المريخ ليعلن عن نفسه بقوة ويؤكد على أنه محل تقدير القاعدة وثقتها فهي كثير التعلق به بالرغم من غيابه الكثير عن عيونها. ذهب ميدو إلى تنزانيا وهو لاعب ينتظر الفرصة بفريقه ليؤكد على أحقيته باللعب المتواصل وعلى حساب كل المحترفين الذي أتي بهم المريخ وعلى مر سنواته مع الفنلة الحمراء. وعاد من هناك نجما بلغ سني نضجه وبات جاهزا لقيادة المنتخب الوطني الأول وفريقه المريخ لتحقيق الانجازات الخارجية وذلك بعد أن عركته التجارب وصيرته لاعبا بحجم الطموح. ستة أهداف بشباك منتخبات منطقة شرق ووسط القارة توجته زعيما للهدافين بهذه البطولة وسلطانا للمهاجمين حيث لم يغب عن الحضور في كل الجولات التي شارك فيها قائدا للمقدمة السودانية ولم يسلم دفاع ولا حارس مرمى من أهدافه التي أهدت المنتخب الوطني رسم العبور إلى النهائي ومن ثم التوشح بذهب البطولة. بداية حقيقية ويمكن للفتى المدلل عبد الحميد السعودي أن يحتفل بميلاد جديد له بملاعب كرة القدم بعد أن قطع شوطا بعيدا في سبيل تأكيد موهبته العالية التي ظهرت منذ يومه الأول الذي سحر فيه عشاق كرة القدم بفنه الرفيع. وإن كان السعودي في سنواته الماضية يمثل للأجهزة الفنية بفريقه الأحمر البديل المتوقع في كل مباراة ، فإنه ومنذ اليوم سيضع إي مدرب اسمه على رأس القائمة وبعدها عليه اختيار أي عشرة لاعبين معه. إذن هي بداية حقيقة لنجم سطع اسمه بقوة وظل مطلب عشاق اللعب الجميل في كل الجولات التي يجلس فيها بمقاعد الترقب والانتظار. رسالة للمجلس المريخي والمجلس الأحمر يسهر ليله ويقضى نهاره في البحث عن مهاجم يعرف الطريق إلى مرمى الخصوم، ويجتهدون في توفير الاختيارات للتعاقد مع أفضلها فإذا بميدو يرسل لهم رسالة قوية وواضحة المعالم من هناك ..من تنزانيا ويقول فيها وبثفة ..أنا هنا. ويقيني أن المجلس المريخي الآن في غاية السعادة بتألق ميدو المثير، فهذا يعني أنهم وجدوا الحل من داخل البيت المريخي، وأن السعودي بدأ مسيرة جديدة سيكون هو بطلها الأول بكل تأكيد. ورسالة أخرى لمازدا أما مدرب المنتخب الوطني محمد عبد الله مازدا فقد تسلم رسالة واضحة أيضا من بطلنا الجيد ..ميدو ..حيث أعلن له عن وجوده الذي كان يرفضه سواءً أن كان مع المريخ أو المنتخب وهو من ظل يشتكي من فقر الوطن للمهاجمين من فئة الأبطال وأمامه ميدو. الآن لن يجد مازدا بدا من وضعه كخيار أول يقود مقدمة المنتخب الوطني في المحفل ا لأفريقي المرتقب، ولا نجد له عذرا إن عاد للشكوى من شح المهاجمين في وجود ميدو ورفاقه بالمنتخب الأولمبي الذي أبلوا حسنا وقدموا لمازدا المزيد من الحلول التي تعينه على تقديم الصقور بشكل جاذب بنهائيات أمم إفريقيا التي ستجري بعد أيام! سعادة جماهيرية طاغية سادتي ..إن فرح الناس لكأس سيكافا ..فإنهم أيضا سعدوا لتألق الفتي ميدو اللافت وقيادته المبهرة لشباب الأولمبي حتى حققوا حلم الوصول إلى كأس سيكافا وهي مشاركتهم الثانية لهم بعد جمعهم المتأخر. وميدو لاعب تعشق لعبه كل القاعدة الرياضية لأنه ينثر بدائعه التي تجبر الجميع على التصفيق الحار له بولهِ وحب وكل أعجاب. والقادم أصعب يا ميدو وإن كان لنا ثمة نصيحة نقدمها لنجم السنوات القادمة عبد الحميد السعودي فهي تتمثل في ضرورة المحافظة على ما وصل إليه من ألق..وهذا يحتاج منه إلى وقفة تأمل جادة حتى يحقق المزيد من النجاحات التي هو أهل لها بكل تأكيد. وضريبة النجاح يا ميدو باهظة جدا وتتطلب منك جهدا كبيرا من أجل المحافظة على ما وصلت إليه الآن. وقديما قيل في الأثر الجميل ..أن الوصول إلى القمة سهل ..ولكن المحافظة عليها صعب ..صعب ..وصعب جدا.