وصفت المجموعة العربية بمجلس حقوق الإنسان ، تقرير الخبير المستقل الخاص بحالة حقوق الإنسان في السودان القاضي محمد شاندي عثمان ، بأنه كان جيّداً وعكس تطور وتحسن حالة حقوق الإنسان في السودان بالقدر الذي نشهده اليوم. وقال بيان المجموعة أمام الدورة الخامسة عشر لمجلس حقوق الإنسان بجنيف إن تقرير الخبير المستقل أشار إلي إنجازاتٍ هامة في مجال حقوق الإنسان في السودان من ضمنها أن السودان قد أحرز تقدماً ملموساً في مجال الإصلاح الدستوري والقانوني ، تطبيق إتفاقية السلام الشامل والدستور الإنتقالي كما تم إعتماد العديد من القوانين المتعلقة بالتحول الديمقراطي والإستفتاء حول مصير جنوب السودان ومنطقة أبيي وقانون المشورة الشعبية بولايتي النيل الأزرق وجنوب كردفان وذكر كذلك أن السودان قد أنضم إلي معظم الاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان كما أشار تقرير الخبير المستقل إلي تنفيذ نسبة مقدرة من توصيات مجموعة الخبراء حول دارفور والتي تشكل جزءاً من ولايته التي كلفه بها المجلس ،وأشارت المجموعة إلي التحسن الكبير في الحالة الأمنية في دارفور. وأكدت المجموعة العربية أن انتخابات السودان للعام 2010م تظل الإنجاز الأكبر في تاريخ السودان الحديث حيث تم إجراء الانتخابات العامة وانتخابات رئاسة الجمهورية وانتخابات ولاة الولايات والبرلمانات المحلية بنجاح تام بواسطة المفوضية القومية المستقلة للانتخابات، كما أكد علي ذلك تقرير الخبير المستقل حيث شاركت العديد من الجهات في مراقبة تلك الانتخابات ومن بينها الأممالمتحدة والإتحاد الإفريقي والجامعة العربية التي شاركت بوفد كبير غطي معظم أقاليم السودان وقد كان تقييم وفد الجامعة العربية لمراقبة انتخابات السودان بأنها كانت انتخابات ناجحة ونزيهة وقد تمت في جوٍ يسوده السلام كما أن الجهات المسئولة قد أتاحت فرصاً متساوية لجميع المتنافسين فيها. وأضاف البيان أن الخبير المستقل قد أشار إلي آلية هامة تم إنشاؤها بمبادرة من الحكومة السودانية لحماية وتعزيز حقوق الإنسان في السودان وهي المنابر المشتركة لحقوق الإنسان بين الحكومة السودانية من طرف ومكاتب الأممالمتحدة في السودان بالخرطوم ومكتب البعثة المشتركة للأمم المتحدة والإتحاد الإفريقي في دارفور وقد لفت الإنتباه إشارة الخبير المستقل إلي حضوره نماذج لإجتماعات هذه الآلية وإيمانه بأنها تمثل آلية فعالة لحماية وتعزيز حقوق الإنسان في السودان حيث أنها تتمتع بشفافية تامة لمناقشة أي قضية تتعلق بحقوق الإنسان يمكن أن تثار من قبل أيٍّ من الأطراف التي من بينها المنظمات الطوعية العاملة في هذا المجال وبحضور ممثلين للدول المانحة. وقالت المجموعة العربية في بيانها (من واقع مراقبتنا لتقارير جميع حاملي الولايات المكلفين بمتابعة حالة حقوق الإنسان في السودان فإننا نري أن تطورات هامة قد تم إحرازها في هذا المجال وان التقرير الذي بين أيدينا يشير إلي ذلك التطور وإلي المكانة التي تتمتع بها حقوق الإنسان في السودان ، وليس أدل علي ذلك سعي الحكومة السودانية لحل جميع المشاكل السياسية بالحوار والتفاوض مع حاملي السلاح بل أنها قد نجحت في معظم الأحيان في ذلك ) كما يجدر بالذكر أنه تجري الآن مفاوضات هامة في العاصمة القطرية الدوحة للوصول إلي حلٍ سلميٍّ لآخر النزاعات في السودان حيث تتفاوض الحكومة السودانية مع الحركات المسلحة في دارفور والتي نتوقع أن تتوج باتفاق بين الجانبين قريباً ومن جانب آخر فقد إعتمدت الحكومة السودانية مؤخراً كما أشار الخبير المستقل في تقريره إستراتيجية جديدة لتحقيق السلام الشامل والأمن والتنمية في دارفور تعتمد علي إشراك المجتمع المحلي في الحل وتنفيذ برامج تنموية بتمويل يقارب الإثني مليار دولار لمعالجة جذور وآثار المشكلة ، هذا بالإضافة إلي المسار السياسي الخاص بإيجاد توافق سلمي من خلال المفاوضات مع حاملي السلاح. وأوصت المجموعة العربية في ختام بيانها بالإشادة بسجل حقوق الإنسان في السودان وخصوصاً بإجراء الإنتخابات الأخيرة وشكر الخبير المستقل علي كل الجهود التي بذلها كما أوصت بعدم تجديد ولايته كذلك أوصت الحكومة السودانية بالإلتزام بالعمل من خلال الآليات العاملة في مجال حقوق الإنسان ومنها المنابر المشتركة لتنفيذ التوصيات التي وردت في تقريره وبالأخص ما يتعلق منها بمواصلة تنفيذ توصيات مجموعة الخبراء.