اديس ابابا: سونا مداخلة السيد رئيس الجمهورية في مناقشة موضوع التنمية الصناعية في إفريقيا- السيد/ الرئيس- الأخوة المؤتمرون- أن موضوع القمة الحالة عن التنمية الصناعة في أفريقي موضوع لا تخفي أهمته على أحد ، فقارتنا تعتبر الآن أغني القارات من حيث توفر الموارد الطبيعية المتنوعة ، في وقت تشح فيه هذه الموارد وتنضب في كل قارات العالم، مما جعل الاقتصاد الأفريقي قوة كامنة هائلة ، ولكننا بكل أسف أضحينا سوقا ضخمة لاستهلاك المنتجات المصنعة القادمة من الخارج وأضحى سوقنا منبعا ضخما يصدر مواردنا الخام دون أدنى قدر من القيمة المضافة والقيمة المضافة كما هو معلوم تأتي عبر عملية الصناعة التحويلية والتي بفضلها يزيد الناتج المحلي للاقتصاد وتزيد فرص العمل الشريف وتساعد على توطين التقانة وتوفر الكوارد البشرية المؤهلة وتزيد من دخول الأسر مما يعتبر آلية فاعلة وناجعة لمكافحة الفقر. وعليه فإن إستراتيجيتنا الشاملة في استنهاض اقتصادنا الوطني في السودان تنطلق من إيماننا العميق بضرورة استنهاض القطاع الصناعي بصورة فاعلة ولذلك فإن رأينا في الموضوع المطروح هو أن إستراتيجية التنمية الصناعية في افريقيا ينبغى في تقديرنا أن تنبع من توجه الدول الأفريقية الي تعزيز القدرة التنافسية للصناعة الأفريقية، وتحقيق التكامل في مختلف قطاعاتها حيث تواجه الصناعة الأفريقية جملة من التحديات الإقليمية والدولية التي نجمت عن التطورات العالمية المتسارعة في مجالات العولمة الاقتصادية وثورة المعلومات والتنكولجيا. السيد الرئيس،،، إن الصناعة الأفريقية كما لا يخفي عليكم وكما سمعتم من الأخوة المتحدثين من قبل تعاني من جملة من المعوقات والتحديات على المستويين القطري والإقليمي مما يشكل خطورة على الوضع الاقتصادي في أفريقيا وهو الأمر الذي يتطلب من الجميع مضاعفة الجهود وتعميق التعاون وإحكام التنسيق من أجل مخاطبة تلك المعوقات والتحديات بالفعالية المطلوبة ولا أراني في حاجة للتذكير بتلك التحديات والمعوقات التى تعاني منها الصناعة الأفريقية وتكفي الإشارة هنا الي ما ورد بشأنه على نحو تفصيلي في نتائج الاجتماع الاستثنائي الأول لوزراء الصناعة الأفارقة الذي انعقد بجنوب أفريقيا في أواخر شهر سبتمبر من عام 2007م المنصرم. السيد الرئيس. ،، إننا نؤكد من هذا المنبر تمسكنا بمقررات المؤتمر الاستثنائي الأول لوزراء الصناعة في أفريقيا CMAI من أجل تعجيل عملية التنمية الصناعية في أفريقيا لا سيما أن النمو الصناعي الحديث يتطلب توفير المناخ الاقتصادي الكلي الملائم والذي تصنعه وترسخه السياسات الاقتصادية ذلك بأن السياسات الاقتصادية غير الملائمة تفضي الي شل برامج التنمية الصناعية في ظل التغيرات الاقتصادية العالمية وموجة العولمة ونضوب المعوقات الدولية وعل منظمة اليونيدو أن تبذل قصارى جهدها لإنفاذ خطة العمل من أجل التوصل لمستويات عالية من القدرات الإنتاجية والجودة وتنمية مميزاتنا الطبيعية النسبية ووضع أنظمة الكفاءة الاقتصادية إذ أن مفاتيح المستقبل إنما تكمن في العلم والصناعة القائمة على المعرفة. السيد الرئيس ،، إن اقتصاد السوق يتطلب قوى عاملة ذات مهارات عالية وقدرات ذهنية متقدمة وامتلاءا بروح الابتكار والمبادرة كما يتطلب اقتصاد المستقبل ثقافة جديدة وأنماطا جديدة للسلوك الإنساني. وعليه فإنه يتعين علينا أن نواكب المتغيرات لمعاصرة لأنظمة تقسيم العمل في الاقتصاد العالمي ، إذ يعاد توطين مجموعات كبرى من الصناعات من البلدان الصناعية الي بلدان العالم النامي ، خصوصا الصناعات لتي تتطلب أراضي واسعة وإمدادت مياه كبيرة وعمالة مكثفة وقيمة مضافة محدودة نسبيا. كما يجب أن تقوم مفوضية الاتحاد الأفريقي ومنظمة الأممالمتحدة للتنمية الصناعية ( اليونيدو) والحكومات الوطنية وكافة المؤسسات والجهات ذات الصلة باتخاذ التدابير اللازمة على المستوى الوطني والإقليمي والقاري لوضع قرارات وتوصيات المؤتمر الاستثنائي الأول لوزراء الصناعة الأفارقة موضع التنفيذ في أقرب الآجال. السيد الرئيس،،، لقد تمكنا في السودان بحمد الله خلال السنوات الماضية من الشروع في بناء قاعدة صناعية طموحة وذلك رغم الضغوط والتحديات ومختلف ضروب الحصار والمقاطعة الظاهر والمستترة وكل ذلك بفضل جهودنا ومواردنا الذاتية فضلا عن تعاون أصدقائنا المصلين ويحدونا الأمل في أن نتمكن من توسيع هذه القاعدة الصناعية ، وتنويعها خدمة لأهدافنا الوطنية ولكي تعم فوائدها وتنداح لتشمل منطقتنا والقارة بأسرها. السيد الرئيس،،، أرجو في ختام مداخلتي هذه أن أتقدم لمؤتمركم الموقر بالمقترحات التالية التي تستهدف تعزيز التنمية الصناعية في أفريقيا بصفة عامة: " نرجو أن تعبر القمة بأقصى درجات الوضوح على الإرادة السياسية للقادة الأفارقة حول التزامهم بدعم وتعزيز التنمية الصناعية في أفريقيا من أجل تمكينها لبلوغ أهدافها. " ندعو لضرورة وجود آلية للرصد والمتابعة للإستراتيجية القارية للتنمية لصناعية على أن تكون تحت الإشراف المباشر لمفوضية الاتحاد الأفريقي. " يجب تركيز الخطوات العملية للتنمية الصناعية في أفريقيا كأولوية على موضوع الربط بين شبكات نقل الكهرباء وتشييد البنى التحتية والتعاون في مجال التدريب وبناء القدرات وتبادل المعرفة والتقانة. " العمل على إحداث التكامل المطلوب بين المنظومات الصناعية في أفريقي والنأي بها بقدر الإمكان عن حالة التماثل الموجودة الآن التي تزيد حدة المناقصة في الأسواق الأفريقية فضلا عن أنها تضعف عنصر المنافسة للمنتجات الأفريقية داخل الأسواق العالمية. وشكرا سيدي الرئيس.