تقرير (smc) ليس بخاف على أحد ما يعانيه أهل غزة في ظل شظف من العيش وحصار خانق طال كافة مفردات الحياة لا لشيء إلا لأنهم أبوا الخنوع والركوع , وأخذوا على عاتقهم الذود عن مقدسات الأمة وحرماتها التي انتهكت... تتعمق أزمة أهل غزة، صمت مخجل على مستوى الأنظمة، اختزل موقع هدي الإسلام الالكتروني مشهدا يحمل أعمق الدلالات الإنسانية, فيحكي ".. في وسط هذا الحصار ومرارته أراد أهل غزة أن يمكثوا وقتا ليخرجوا فيه من ظلم الحصار ويمتعوا أنفسهم بمشاهدة مباراة لكرة القدم بين المنتخبين الشقيقين المصري والسوداني.. وفجأة وبينما هم يتابعون المباراة إذا بهم يفاجئوا بلاعب المنتخب المصري (محمد أبو تريكة) يكشف عن قميصه الداخلي ويحمل شعارا (( تعاطفا مع غزة)) وذلك بعد إحرازه هدفا في المرمى السوداني... كانت لحظة لم يتمالك فيها العديد من المشاهدين الغزاويين عيونهم من البكاء عندما وجدوا في طيات هذا المستطيل الأخضر من يحمل همومهم وآلامهم وآهاتهم.. ما بين الرياضة والسياسة يقول الكاتب خالد محمود "أنا شخصيا ضد تسييس الرياضة على أساس أن ذلك يفقدها أهم أهدافها وغاياتها في التقريب بين الشعوب، ولكنني بالقطع لست ضد استخدام الرياضة لأغراض إنسانية.. ما الفارق بين رسالة أبوتريكة وبين رسالة أخرى يحملها لاعب تنادي بمحاربة الإيدز أو الفقر في العالم مثلا؟! البعد الإنساني واضح جدا في دعوة تريكة للتعاطف مع أهل غزة". لقد استطاع هذا اللاعب أن يحمل رسالة تحتشد فيها أسمى المعاني الإنسانية من خلال الرياضة والتى أضحت من الأدوات المؤثرة على الأصعدة الدبلوماسية، فهي تمهد الدرب أمام الساسة لتحقيق المصالح الوطنية. والشاهد على ذلك حالة البرازيل التى يسبق صيت لاعبيها ويطغى على سمعة وانجازات أبرز قادتها على امتداد تاريخها السياسي.. من منا لا يعرف الجوهرة السوداء اللاعب الشهير بيليه؟؟. أعتقد أن صورة هذا اللاعب لو اقترنت مع أي عمل سياسي أو اقتصادي أو حتى تجاري لحقق هذا العمل نجاحا مدهشا. لقد حملت العبارة المكتوبة على قميص أبو تريكة أملا لهذه الأمة التي تكالبت عليها الأمم، حيث أفلح اللاعب في لفت أنظار العالم لمعاناة غزة الجريحة والمحاصرة بالتزامن مع فشل المجتمع الدولي في اتخاذ قرار من قبل مجلس الأمن الدولي أو حتى موقفا سياسيا يتناسب مع حجم معاناة الغزاويين. الجدير بالإشارة أن أبوتريكة حصل على بطاقة صفراء من الحكم البنيني كوفي كودجا كما تلقى اللاعب تحذيرا يوم الأحد من الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بسبب هذا التصرف. وأفاد مسؤولو الاتحاد الأفريقي انه تم تحذير اللاعب المصري بسبب خرقه القواعد التي تنص على عدم عرض شعارات سياسية خلال المباريات. يقول خالد ممدوح لم يحمل أبوتريكه رسالة سياسية تدين إسرائيل بشكل واضح وصريح، فلماذا كل هذه الضوضاء من قبل الاتحاد الإفريقي؟ وأين كان أشاوس الكاف عندما قام لاعب غاني برفع علم إسرائيل في أرض ملعب مباراة منتخب بلاده ضد التشيك في كأس العالم الماضية بألمانيا؟ أين كان الفيفا ولوائحه؟ لماذا لم يتدخل الكاف أو الفيفا ويوقف اللاعب أو حتى يهدداه بالإيقاف؟! التحدي الأكبر وعلى صعيد ليس ببعيد, أعلن أن رئيس كتلة حركة فتح البرلمانية عزام الأحمد الذي التقى الرئيس السوداني عمر حسن البشير أثناء زيارته الأخيرة في الخرطوم أن البشير أبلغه قرار السودان بالموافقة على استضافة اللاجئين الفلسطينيين العالقين على الحدود السورية والأردنية مع العراق. هذا وتمثل قضية جموع اللاجئين الفسطينيين عموما شاهدا آخر على خذلان المجتمع الدولي للشعب الفلسطيني والتى صدرت العديد من القرارات الأممية في شأنها إلا أنه لم يتم تنفيذ أي منها. إن التحدي الأكبر الذى يواجه الجميع هو تقديم القضية الفلسطينية للعالم بأبعادها الحقيقية من أجل حث مؤسسات المجتمع الدولي على ضمان حق الفلسطينيين في الحياة وإحراج القوى الكبرى أمام شعوبها على الغطاء السياسي الذى توفره للإسرائيليين فيسوموا الفلسطينيين ألوان العذاب.